شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اثنينية عبد المقصود خوجه (1)
بقلم: رياض عبد الله حلاق
(( الاثنينية )) عنوان مضيء، من عناوين السمو الروحي، والرقيّ الخلقي، والتنزه النفسي، والتحليق الفكري، والنبل الموضوعي، والحبِّ الصوفي للخير والجمال.
أملنا كبير في ألا يظن القارئ أن هذه الصفات (( للاثنينية )) صفات اقتنصها التجويد الإنشائي من المخزون اللغوي البعيد عن الحقيقة والنائي عن الواقع.
إنّ كلَّ من يطلع على (( الاثنينية )) ويعرف جذورها، ويتأمل غصونها، وتبهره ألوان وعطور أزهارها، ويتذوّق ثمارها لا يملك إلا أن تتملكه الدهشة، ويأسره الإعجاب غير المحدود بهذه الظاهرة (( الاثنينية )).
نعم إنها ظاهرة لا تلفت النظر فحسب بل توجب علينا أن ننعم النظر فيها، ونطيل التأمل في جوانبها، ونواصل التفكير في كينونتها وإشراقها.
إن اليد الفاضلة الكريمة للسيد (( عبد المقصود خوجه )) هي التي صاغت (( الاثنينية )) وعلّقتها في سمائنا قمراً مضيئاً يرسل إلينا على أجنحة شعاعاته خطابات خلقية ورسائل معرفية وأسفاراً جمالية.
نظن أن القارئ الذي لم يسعده الحظ بالتعرف إلى (( الاثنينية )) حتى الآن قد أصبح أكثر فضولاً للتعرف إليها وأكثر ظمأ لكأس الإحاطة والعلم بها.
(( الاثنينية )) إنها ((الكلمة)) الجميلة الممتعة التي عشقها صاحبها السيد (( عبد المقصود خوجه )) وتعلّق بها منذ صباح حياته حينما كان والده (( محمد سعيد عبد المقصود خوجه )) ـ رحمه الله ـ يلتقي في بعض الصباحات المشرقة في مكتبه في مبنى الصحيفة التي كان رئيساً لتحريرها نخبة من كتّاب وشعراء وأدباء المملكة العربية السعودية.. وكذلك حينما كان هذا الوالد الأديب الفاضل يعقد الأمسيات على ضفاف مواسم الحج من كل عام على شرف أدباء وشعراء وكتّاب ومفكري العالمين العربي والإسلامي.
كان العشق ((للكلمة)) قد وضع بذرته في قلب الطفل الصغير (( عبد المقصود خوجه )) ولم تنطفئ شعلة هذا العشق مع إطفاء الأقدار شعلة حياة الوالد الذي كان في ريعان شبابه. وراح هذا العشق ((للكلمة)) يتجذر في نفسه صبياً وشاباً ورجلاً، ولم تستطع ظروفه وأعماله أن تئد هذا العشق وأن تيبس أشجاره، وأن تكتسح رياحها أغصانه الخضراء. وعندما استقرّ في ((جدة)) استيقظ الماضي الجميل، وراح عشق ((الكلمة)) يملي عليه ويلهمه هذه الخطوة النوعية التي شكلت المنعطف الأكبر في ظاهرة (( الاثنينية )).
فاستلهاماً لصباحات وأمسيات والده ـ رحمه الله ـ وتجاوباً مع ذلك العشق، واسترجاعاً لمشاعر البهجة التي كانت تغمره صغيراً، ثم احتفاء واحتفالاً بالمبدعين الذين غدوا رموزاً ومشاعل على دروب الأدب والفكر تستحق الالتفات والالتفاف حولها وعناق عطائها كان لقاء ((الاثنين)) الذي سمّته الصحافة (( الاثنينية )).
وكانت (( الاثنينية )) الأولى في 22/1/1403هـ 8/11/1982م وتواصلت (( الاثنينيات )) حتى غدت ظاهرة ثقافية، وأصبحت صالوناً أدبياً يختلف عن طبيعة الصالونات الأدبية في الحوار المفتوح في القضايا الفكرية والإبداعية. لكنه يقوم على الاحتفاء والاحتفال بأحد مشاعل الفكر والثقافة الذين كان لهم حضورهم اللافت على الساحة الأدبية العربية، فكان لكل (( اثنينية )) ضيف هو فارس من فرسان العلم والفكر يوجه الدعوة إليه صاحبها الشيخ (( عبد المقصود خوجه )) للاحتفاء به وتكريمه في صالة له فخمة وواسعة في ((جدة))، ويحضر هذا الاحتفال عدد كبير من أرباب الفكر والقلم. ويقوم برنامج (( الاثنينية )) على تقديم ترجمة مختصرة من حياة فارسها المحتفى به، يتلو ذلك كلمة عريف الحفل ثم كلمة المحتفي الشيخ (( عبد المقصود خوجه )) ثم كلمات من بعض الحضور تتناول جوانب من عطاءات الفارس وجولاته في ميادين الإبداع ثم كلمة الفارس المحتفى به. ثم يقوم حوار بين الحضور وبين هذا الفارس تنجلي من خلاله تجاربه وبعض الجوانب في مواقفه من بعض القضايا الأدبية أو الفكرية أو الاجتماعية، وبعض جوانبه الإبداعية، وغالباً ما يطلب منه إنشاد شيء، من نتاجه الشعري إذا كان شاعراً. وكثيراً ما يتخلل هذه الاثنينيات إلقاء القصائد التي تشيد بفضل المحتفى به، وإنشاد بعض الأناشيد الدينية، ثم تأتي كلمة الختام، ثم يتوجه المحتفى به إلى منصة التكريم حيث يقدِّم المحتفي إلى المحتفى به هدية هي لوحة (( الاثنينية )) تكريماً له ثم يدعى الجميع إلى مأدبة العشاء التي تعبّر عن كرم المحتفي الشيخ (( عبد المقصود خوجه )) غير المحدود.
وتقام هذه الاثنينيات بدءاً من أول الشتاء وانتهاءً بأواخر الربيع من كل عام، وظلّت توثّق بأشرطة التسجيل حتى عامها الثامن حين أشرقت فكرة توثيقها طباعة في عقل صاحبها الذي رأى أن أفضل التوثيق هو الطباعة لأنه يكفل الانتشار الأسهل والأكثر لهذا المخزون الثقافي الذي حوته أشرطة التسجيل فقرَّر طباعتها منذ عامها التاسع ولكي يستدرك الأعوام الثمانية الأولى قرر طباعة مجلدين في كل عام. مجلّد عن (( اثنينيات )) أحد الأعوام الثمانية السابقة ومجلد عن اثنينيات العام ذاته.
وقد يصدر حتى الآن/19/تسعة عشر مجلداً أو جزءاً يضمُّ الجزء الأول اثنينيات عام 1982 ـ 1983 ويضم التاسع عشر اثنينيات عام 2002 وتتجاوز صفحات كل جزء 500 خمسمائة بطباعة أنيقة مزدانة بصور ملوّنة لبعض وقائع كل ((اثنينية )) وضيفها المحتفى به.
ومن يتصفح هذه الأجزاء سوف يرى أن الاثنينيات لم تكن وقفاً على جنس أدبي معين دون الأجناس الأدبية الأخرى، ولم تكن وقفاً على فئة من قادة الفكر بل فتحت صدرها للأدباء والشعراء والعلماء والمفكرين والفنانين والنابغين البارزين في كل حقول الحياة.
ثم إن هذه الاثنينيات لم تكن حكراً على المبدعين السعوديين بل مدَّت الجسور إلى كل أقطار الوطن العربي والإسلامي والمهجر فكرّمت الكثيرين من المبدعين العرب. وقد حضرنا شخصياً الاثنينية رقم 243 التي كرمت العلامة الأديب الأستاذ فهد العلي العريفي بتاريخ 18/3/2002 وكان لنا فيها كلمة وقصيدة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر كرّمت الاثنينية من المملكة العربية السعودية السادة: الشاعر عبد القدّوس الأنصاري والشاعر طاهر الزمخشري والصحفي عبد المجيد الشبكشي، والشاعر عبد الله بلخير، والشاعر حسين علي عرب، ومن مصر الدكتور أنيس منصور والشاعر فاروق شوشة والدكتور مصطفى محمود والدكتور يوسف القرضاوي والدكتور حسين مؤنس والدكتور زكي نجيب محمود ومن سورية الشاعر عمر أبو ريشة والشاعر عمر بهاء الأميري والدكتور مصطفى الزرقا والدكتور منير العجلاني والدكتور محمد سعيد رمضان البوطي والدكتور شاكر الفحام، ومن العراق الشاعر محمد مهدي الجواهري والشاعر عبد الوهاب البياتي، ومن اليمن الشيخ عبد المجيد الزنداني والأستاذ محمد أحمد النعمان، ومن السودان القاص الطيب صالح، ومن لبنان الصحفي ملحم كرم ومن فلسطين الصحفي نبيل خوري والدكتور راضي صدوق، ومن تونس الدكتور عبد السلام المسدي، ومن المهجر الشاعر زكي قنصل، ومن إيران الكاتب الصحفي جعفر الرائد.
ومجلدات (( الاثنينية )) أصبحت مرجعاً حياً موثقاً عن حياة فرسانها المبدعين ومواقفهم وأفكارهم ونتاجهم الفكري والإبداعي، وبخاصة أن حضور الاثنينيات هم من كبار الكتّاب والشعراء، فكلماتهم وقصائدهم وحواراتهم هي من عيون الأدب العربي غنى موضوع وعمق فكر وجمال أسلوب.
ولم يقف سخاء صاحب (( الاثنينية )) عند حدِّ إقامة هذه الاثنينيات ترتيباً واستضافة وتقديماً للهدايا وفرشاً للموائد العامرة وتسجيلاً وطباعة على نفقته الخاصة بل تجاوز كل ذلك إلى أنه كرّم بعض الهيئات ذات الطابع الفكري.
كما ارتفع في سماء النبل على أجنحة كرمه غير المحدود إذ طبع نتاج عدد من هؤلاء المبدعين كديوان الشاعر المهجري زكي قنصل في ثلاثة مجلدات وديوان حصاد الغربة للشاعر العراقي الدكتور زاهد محمد زهدي، اليمني أحمد الشامي، والأعمال الشعرية الكاملة وأعمال نثرية للشاعر الأديب أحمد بن إبراهيم الغزاوي في ستة مجلدات والموسوعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه، وكتاب ((عبد الله بلخير شاعر الأصالة والملاحم العربية والإسلامية)) دراسة الأستاذ محمود رداوي، وكتاب ((البهاء زهير شاعر حجازي)) دراسة الشاعر محمد إبراهيم جدع، وديوان ((عاصفة الصحراء)) للشاعر محمود عارف، وديوان ((الأربعون)) للشاعر عبد السلام هاشم حافظ وكتاب ((سوانح وآراء في الأدب والأدباء)) للدكتور بدوي طبّانة، وكتاب ((جرح باتساع الوطن)) نصوص نثرية وديوان ((قلبي على وطني)) للأديب الشاعر يحيى السماوي وكتاب ((الشعراء في إخوانياتهم)) للأديب خالد القشطيني، وديوان ((زمن لصباح القلب)) للشاعر فاروق بنجر وديوان ((أوراق من هذا العصر)) للشاعر الدكتور خالد محيي الدين البرادعي و ((الأعمال الشعرية الكاملة)) للشاعر محمد حسن فقي، وكتاب ((عبد العزيز الرفاعي صور ومواقف)) تأليف أحمد سالم باعطب وديوان ((قوس قزح)) للشاعر مصطفى أحمد الزرقا، وديوان ((حلم طفولي)) للشاعر سعد البواردي، وكتاب ((الغربال قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه )) تأليف حسين عاتق الغريبي وكتاب ((عبد الله بلخير يتذكر)) حوار وإعداد محمد باطرفي ودراسة نقدية بقلم الأستاذ محمود رداوي.
أخذ المولى بأيدي الأخ الأديب الرائد عبد المقصود خوجه لرعاية كبار المفكرين والأدباء حفاظاً على لغتنا العربية وتراثنا الخالد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :973  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج