شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
اثنينيات الخوجه (1)
بقلم: طلال محمد نور عطار
أول ما نقل إلى أسماعي عن اثنينيات الوجيه عبد المقصود خوجه في جدة والدي محمد نور عبد الغفور عطار ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ إذ سألني ـ على حين غرة إذا حضرت اثنينيات الوجيه الخوجه بعد عودتي من إحدى رحلاتي الرسمية إلى الخارج فكانت إجابتي له ـ آنذاك ـ بالنفي لعدم متابعتي للدوريات اليومية بشكل منتظم بالإضافة إلى عدم معرفتي المكان والوقت الذي تعقد فيه..
واهتمام والدي ـ رحمه الله ـ بالاثنينية نابع من سعة اطلاعه، والقراءة المتأنية لأغلب ما ينشر في الصحف المحلية من مقالات قصيرة أو مطولة ويأتي في مقدمتها الندوة وعكاظ والمدينة..
وفي بعض الأحيان يحتفظ ـ رحمه الله ـ بقصاصات من المقالات التي نالت إعجابه واستحسانه منها، مقالات صالح وأحمد جمال، علي وعثمان حافظ، أحمد عبد الغفور عطار، عبد الله عمر خياط، محمد عمر العامودي، مصطفى حسين عطار..
وحينما حضرت أول اثنينية من اثنينيات الوجيه أكبرت في المحتفي أن يقوم بتنظيم أمسية أدبية أو منتدى ثقافي في كل أسبوع بمعدل أربع مرات في الشهر ويتحمل العبء بشقيه التنظيمي والمادي في زمن قل من يجود بمثل أريحية شيخنا الجليل عبد المقصود خوجه رجل الأعمال الذي لا ينسى..
وما زلت أذكر حتى اليوم اثنينية حفل تكريم بابا طاهر رحمه الله، وعمي الأديب أحمد عبد الغفور عطار ـ رحمه الله، بمناسبة حصولهما على جائزة الدولة التقديرية في الأدب من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود في 16 شعبان عام 1405هـ إذ أشار أستاذنا القدير محمد حسين زيدان ـ رحمه الله ـ ما نصه: العطار أستاذنا جميعاً، كان، وله الحق فيما اجتهد وما تكلف وما تعب، أن يكون فخوراً.. هو فخور بنعمة الله عليه ونحن أيضاً نفخر به لأنه من نعم الله علينا أن يكون فينا عالم يعرف في مشرق الأرض عربياً وعند غير العرب..
وأفاض معالي الشيخ عبد الله بلخير، وزير الإعلام الأسبق إذ قال: والأستاذ العطار لا أجامله فإننا نفخر به عالماً، متتبعاً، متحدثاً كان يقول الشعر في أول شبابه ثم تركه بعد ذلك لعلّه امتثالاً لقول الشاعر:
ولولا الشعر بالعلماء يزري
لكنت اليوم أشعر من لبيد
فلذلك انصرف إلى الدعوة وإلى محاربة الشيوعية، وإلى كشف الانحراف في العالم الإسلامي ثم عكف بعد ذلك على الموسوعات التي تعرفونها.. الخ..
وفي بابا طاهر أشار الأستاذ الزيدان: في طاهر ازدوجت القوة مع الضعف، وازدوج البكاء من الإضحاك.. كيف تزدوج هاتان المتناقضتان في هذا الشخص الذي أمامكم.. كان قوياً في شعره وكان ضعيفاً في بدنه.. من هنا أبكى وكان مسراً في إلقائه وفي شعره، وكان مبكياً حينما ألقى شعراً أعجبوا للزمخشري أن يجمع بين قوة الضعف وضعف القوة، وبين المسرة والحزن في وقت واحد..
ومن الأعماق أشكر ابن عمي الأستاذ منصور حسين عطار على فكرة تقديم كتاب وثائقي للقرّاء ممن شارك في اثنينيات الوجيه الأديب عبد المقصود خوجه منذ بدايتها حتى الوقت الحاضر أو هي فكرة رائدة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معانٍ ضافية، وتنم عن أفق واسع ولا سيما أنه كان من روَّادها المتابعين لها وستكون بلا شك إضافة للمكتبة السعودية بصفة خاصة والمكتبة العربية بصفة عامة، وسوف لا يستغني عنها الباحثون والمثقفون وطلاب العلم والمعرفة..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :435  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 36 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة بديعة كشغري

الأديبة والكاتبة والشاعرة.