شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
فضاءات
حين يمطر الوفاء (1)
بقلم: محمد الجلواح
أتحدث وأكتب بفخر وسعادة، ومباشرة، و (شفافية) ـ كما يقولون هذه الأيام ـ عن أحد وجهاء العطاء والوفاء والجود في بلادي.. إنه الأستاذ الأديب، وحبيب المبدعين.. عبد المقصود محمد سعيد خوجه.. صاحب الاثنينية الذي دأب منذ أكثر من عقدين من الزمان على تكريم أصحاب الكلمة واستضافتهم وتوثيق ذلك في كتب قيّمة مجلدة فاخرة جميلة مشرّفة.
وقبل الولوج في الحديث عن (الاثنينية) وصاحبها، أود أن أقدّم هذه المعلومات الإحصائية إلى الأخوة القرّاء ممن قد لا يعرف عنها شيئاً:
ـ صدر أول كتاب مجلّد فاخر من هذه الأمسية الأدبية في عام 1410هـ لتوثيق الأمسيات الاثنينية التي بدأت بتكريم الأديب الراحل الأستاذ عبد القدوس الأنصاري وذلك في 22/1/1403هـ. وتوالت أمسيات العطاء والفكر والأدب بصورة شبه منتظمة.. حتى بلغ عدد الشخصيات الإبداعية التي تم تكريمها حتى شهر المحرم 1421هـ (235) شخصية سعودية وعربية وعالمية، ومن مختلف المشارب والاتجاهات والتخصصات.
ـ تم توثيق تكريم هذه الشخصيات في كتاب ـ الاثنينية ـ كما ذكرت ـ وبلغ عدد الأجزاء حتى التاريخ المذكور آنفاً 17 جزءاً.. لا غنى عن قراءتها.
ـ قام الشيخ عبد المقصود خوجه بتكريم آخر لأدباء ومبدعين أحياء وراحلين، وذلك بطباعة أعمالهم الأدبية سوى الاثنينية وبلغ عدد المكرمين حتى الآن أكثر من 15 شخصية.. بين شاعر ومؤرخ، وأديب، وفنان.. محققاً بذلك أمنية الكثير منهم ممن لم يستطع ـ زمنياً ومادياً ـ طباعة أعماله وآثاره، وذلك عبر (كتاب الاثنينية). حقيقة إننا نعيش عصر التكريم في شكله الذهبي.. من قبل كرماء أدركوا بمنتهى الوعي، والشعور بالمسؤولية، والإحساس بأهمية الإبداع العربي والإسلامي والإنساني.. مدى ما يقدمه الأديب من أدب للناس.. وتلك ـ لعمري ـ سمة لا يتصف بها إلا من حمل بين جوانحه قلباً شاعراً، وعيناً أديبة، وفكراً متوقداً.. وبخاصة إذا كان ممن منّ الله عليهم بشيء من فضله وغناه، وإلا فالأغنياء كثر، ومكدسو الأعمال والأموال أكثر.. ولكن مَن يسلك طريق الوفاء قليل.. ولا شك أن رأس من يعنيهم ذلك في مسلك درب الوعي والوفاء.. هو نجم حديثنا الأديب الشيخ عبد المقصود خوجه. وهو أديب وابن أديب ومن شجرة علم وأدب.. فهو أهل لكل ما يقوم به.
إن اثنينية عبد المقصود هي إحدى القنوات الثقافية المضيئة في بلادي المملكة العربية السعودية التي هي محل اعتزاز لدى كل التيارات الثقافية: المؤتلفة، والمختلفة، وهي تبحث عن الأسماء التي يشار إليها بالبنان في مجالاتها.. أنّى كانت.. ويحضرني هنا، للاستدلال على ذلك (اثنينية) تكريم الطالب المتفوق عصام ميرزا.
تبدأ الأمسية بلقاء تعارف بين الضيوف المدعويّن القادمين إلى دارة الشيخ عبد المقصود في مدينة جدة ثم الانتقال إلى مكان الحفل والتكريم في الدارة نفسها.. ثم يأخذ الضيوف الذين يتغيرون في كل أمسية بحسب مجال واتجاه الضيف الذي يتم تكريمه من دعوة زملائه وأصدقائه وأهله ومن يدور في فلكه.. يأخذون أماكنهم في محل الحفل.. فيبدأ عريف الحفل بالتعريف بالضيف وذكر آثاره ومآثره وأعماله ودراسته ومشاركاته.. الخ. ثم يبدأ الضيف.. أو صاحب الأمسية بالحديث، ثم تتوالى الكلمات والمداخلات والأسئلة في الموضوع الذي تخصص أو أبدع فيه هذا الضيف ثم يتم تقديم القصائد وغيرها (إن وجدت) ثم يتفضل صاحب الاثنينية بتقديم درع تذكاري.. مكتوب عليه بماء الذهب الخالص عبارة: (الحمد لله رب العالمين) واسم المكرّم وتاريخ التكريم.. ثم يدعو الشيخ عبد المقصود خوجه جميع ضيوفه إلى طعام العشاء الفاخر في دارته العامرة.
ولقد سعدت كثيراً حين حضرت تكريم الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك، إذ كانت فرصة تاريخية لا تزال تمور في ذاكرتي. وتكريم عبد المقصود خوجه لأهل الحرف.. لم يقتصر على من يدعوهم للاثنينية أو يقوم بطباعة كتبهم.. بل هو يواصل عطاء التكريم خارج جدول تواريخ أمسيته.. بإهداء كل هذه المطبوعات إلى الكتّاب والأدباء والمثقفين داخل وخارج المملكة.. وذلك بإرسالها بالبريد الممتاز جداً وعلى نفقته الخاصة إلى أماكن إقامتهم وعناوينهم.. فأي تكريم كهذا؟! من رجل نذر نفسه ـ بكل تواضع ـ لمحبة هذه الفئة من الناس.. أنتم الناس أيها الشعراء..! ـ أيها الجواد الأديب الأستاذ عبد المقصود خوجه.. دمت رمزاً من رموز العطاء للأدب في بلادنا.. في خليجنا.. في وطننا العربي.. وأطال الله عمرك، ومتعك بمزيد من الصحة والعافية.. وستبقى خالداً بأضعاف أضعاف حروف كل أسفار الاثنينية وأقلام أهلها.. وفرسانها.
وأختم هذه الحروف البسيطة عن هذه الأمسية الجميلة بأبيات قالها المربي الأستاذ الشيخ عثمان بن ناصر الصالح في (ندوات خوجه):
ندوات (خوجه) في بلادي أصبحت
ضوءاً، وأقباساً.. بصرتُ منارها
كلٌّ يؤمُ معِينها.. كمناهل
من ذا الذي ـ يا سادتي ـ ما زارها
لك يا ابن (خوجه) سمعة محبوبة
شملت من الدنيا بها.. أقطارها!
ـ نعم.. فأمسية (خوجه) صالون أدبي.. في أرقى صوره.. وبأسمى شكل، وبأنبل هدف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :391  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 37 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.