شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حديث ذو شجون
الصالونات الأدبية (1) ؟!
بقلم: محمد بن عبد الله الحميّد
وأفضل أن أعطي الكلمة الأولى من العنوان وهي غريبة الأصل، الاسم العربي (المنتديات أو المجالس) وقد عرفها العرب وأقاموها منذ عهدهم الجاهلي مثل (ندوة قريش) وفي الإسلام ندوة (دار الأرقم) في حين لم يأخذ بها الغربيون إلا في العصور المتأخرة جداً!
وفي القرن الماضي اشتهر في مصر صالون الأديبة اللبنانية الأصل (مي) وصالون المفكر الكبير (عباس العقاد) وتلتهما بعد ذلك في القاهرة وغيرها من عواصم العرب صالونات كثيرة لا مجال لحصرها هنا.
أما في بلادنا الغالية فقد كانت تقام هذه الندوات الخاصة بشكل عفوي ومتنقل أحياناً من بيت إلى بيت.. ولعلّ مدينة (أبها) منذ أواسط القرن المنصرم كانت سباقة لتلك المجالس الحافلة بالمذاكرة العلمية والأدبية والمسامرة الشعرية في بيوت كل من الأساتذة (إبراهيم إسلام، وطلعت وفا وخالد السديري وعبد الله بن حميد ومحمد أنور أحمد وعبد الرحمن الحاقان وعبد الله بن الياس وعلي علوان، وسعيد بن عبد الوهاب أبو ملحة) ولا أنسى مجلس الشيخين الفاضلين (عبد الله الوابل وإبراهيم الحديثي) ودروسهما اليومية الحافلة.
وكان منتدى الأستاذ (عبد العزيز الرفاعي)مكان إقامته في جدة فالرياض ذا شهرة على مستوى المملكة والوطن العربي ثم أعقبته في الوقت الراهن منتديات خاصة لكل من الأساتذة الأمير سلمان بن محمد ومحمد سعيد طيب، وعبد المقصود خوجه، ونايف الدعيس وعثمان الصالح، وراشد المبارك ومحمد بن سعد بن حسين، وأحمد المبارك وعلي أبو العلا وأنور ماجد عشقي وحمد المرزوقي وغيرها.. تتبارى كلها في مدن (مكة المكرمة والرياض والأحساء وجدة والمدينة المنورة) في استقطاب الأدباء والمفكرين والمبدعين في جلسات أخوية حميمة.
والجدير بالذكر أن الأمير (خالد الفيصل) ومنذ عودته من الدراسة في الخارج وتسلُّمه (رعاية الشباب) في بدء نشوئها في ولاية والده الملك الشهيد رحمه الله.. كانت له الأسبقية في تأسيس منتداه الأسبوعي الذي انتظم فيه عدد كبير من الشباب (الشيوخ الآن) والذين تزدان بهم الساحة الثقافية.
ولقد نقله سموه بشكل موسع إلى مدينة أبها منذ تقلده إمارة المنطقة حيث يُقام ليلة السبت للقضاة وطلبة العلم والأحد للأدباء والشعراء وأساتذة الجامعة والاثنين للأهالي بعامة والثلاثاء لرؤساء الدوائر الحكومية والمؤسسات الأهلية.. وفي كل ليلة تطرح قضية ويُناقش موضوع ويصدح شاعر..
وقد حاول بعض المشاغبين إيجاد الوقيعة بين بعض تلك المنتديات الخاصة والأندية الأدبية ولكن حكمة القائمين عليها تغلبت على الجانب السلبي في الأمر وأوجدت نوعاً من التناغم والتعاون فيما بينها مما جعلها ظاهرة صحية عادت بالنفع على الجميع وأصبحت مكملة لبعضها ورافداً لتكريم المبدعين.
وأذكر أن الأخوين الفاضلين (نايف الدعيس ومحمد هاشم رشيد) قد أشركاني في مسألة ازدواجية النشاط المنبري للنادي والندوة الذي كان يُقام في ليلة واحدة ثم اتفقا على تعديله بما يكفل حضوره لمحبي النادي والندوة معاً. وهذا ما ينبغي أن يتم به التنسيق بين تلك الندوات الخاصة إذا كانت موجودة مع الأندية الأدبية في مدينة واحدة.. فجهودها تصب في مصلحة المتلقي!
وفي هذه الأيام ولدت في (أبها) ندوة خاصة للصديق اللواء متقاعد (سعيد بن محمد أبو ملحة) وفي الحقيقة أن الرجل جزاه الله خيراً يفتح بابه صباح مساء لأصدقائه ومعارفه وأصحاب الحاجة وملتمسي الشفاعة ولكنه اختص ليلة الاثنين لتجمُّع أدبي ثقافي يُدار بطريقة منظمة يُشكر عليها ويرجى له الخير والمثوبة.
ومن رجال الأعمال الذين ينفقون فضول أموالهم لنشر الأدب الأخ (علي بن سليمان الشهري) وقد دعاني منذ أسابيع إلى حفل بهيج في دارته بالرياض تحت مسمى (ليلة تنومة) وفاء منه لبلدته الجميلة وأهلها وحضرها إلى جانب عدد من الشعراء والأعيان والأساتذة الأصدقاء (عثمان الصالح وعبد الله بن إدريس وحمد القاضي) وشاركوا بكلمات هي إلى الشعر أقرب وذلك بمناسبة صدور ديوان (تنومة الزهراء) لمؤلفه (عبد الله بن عبد الرحمن الشهري) والذي طبعه وأنفق عليه بسخاء الأخ (علي بن سليمان الشهري) واحتفى بالشعراء المشاركين فيه والذين تغنوا بجمال الطبيعة في ((تنومة)) ووزع عليهم الديوان هدية مع شهادة تقديرية وكأن الشاعر العربي يعنيه بقوله:
ونُكرم ضيفنا إما أتانا
ونتبعه الكرامة حيث سارا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :392  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 35 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل