شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بوح
الصالونات والأندية (1)
بقلم: إبراهيم الناصر الحميدان
إنه تقليد متبع ذلك التجمع النخبوي الذي يضم أقطاب فن من الفنون أو قادة شأن حياتي من شؤون المجتمع يتدارسون ما يعنيهم تحت مظلة القانون دون الحاجة إلى الحصول على تصريح لأن تداول الرأي في منزل لا يحتاج إلى ترخيص، فالقانون كفل حرية الحديث. كما أنه يتم ألسنيًّا دون التحريض باستعمال أدوات أخرى، وحرية التعبير ـ أصلاً ـ كفلتها أكثر الدساتير الوضعية! وهكذا عرف الناس منتدى أو صالون طه حسين الأربعائي ومنتدى العقاد وصالون مي زيادة الأدبي في مصر بتقاليد ومواعيد محددة منذ فجر النهضة الفكرية. ومن الطبيعي أن يحدث شبيه لتلك المنتديات في أقطار عربية أخرى لنفس الحاجة وليس من باب التقليد بما فيها بلادنا الناهضة. وأحسب أن منتدى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل قبل حوالي العقدين من الزمان هو الأول من نوعه في مدينة الرياض حين كان سموه رئيساً لرعاية الشباب قبل إنشاء الأندية الأدبية لاحقاً فكنا في ذلك المجلس الكريم نجد الحرية في تداول أي موضوع أدبي يطرحه أحد الحضور ويضم عادة بعض شيوخ الأدب أمثال عبد الله بن خميس وأساتذة الجامعة من أمثال الدكتور فوزي البشبيشي ومنصور الحازمي والدكتور الضبيب وغيرهم حيث تختتم السهرة بالعشاء على مائدة سموه العامرة. وكان الصديق البارع الأستاذ عبد الله نور يصول ويجول فيما يتذكر من القصائد التراثية والحديثة يشاركه أحياناً المرحوم إن شاء الله فواز عيد وغيرهما من الأسماء التي غابت عن الذهن.
والذي جعلني أتذكر هذا الجانب هو سبب استمرار أمثال هذه المنتديات في أكثر من مدينة ولا سيما الرياض وجدة ـ حيث صالون الصديق عبد المقصود خوجه ـ التي تطورت إلى تكريم بعض الأدباء بين الحين والآخر رغم وجود الأندية الأدبية في معظم مدن المملكة إلى جانب فروع جمعية الثقافة والفنون، فهل يعني هذا فشل إدارات الأندية في استقطاب رموز الحركة الفكرية في بلادنا؟ سؤال لا بد من أن تفكر فيه إدارة الأندية في رعاية الشباب مطولاً بعيداً عن أي حساسية وأسماء لها احترامها في الوسط الأدبي فما هي علة هذا النفور أو عدم التواصل ولا سيما ونحن نمر بحدث بارز عندما دعيت الرياض بعاصمة الثقافة العربية لعام ((2000)) أفلا يجدر أن يحرك هذا الحدث ما هو سالب في الأمر. إنني أشفق على الرعاية من هذا الوضع المؤلم الذي يضعها هي الأخرى في دائرة اتهام ما لم تبادر إلى كشف الغموض وتحريك طاقات الفكر المعطلة أو المهملة في زوايا المنازل أو الصالونات التي تستوعبها وتدفعها إلى التفاعل مهما ضؤلت نتائجه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :591  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 32 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.