شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المجالس الثقافية والأدبية (1)
الرياض ـ واس:
يعود تاريخ المجالس الثقافية والأدبية عند العرب إلى عهد ما قبل التدوين حين كان مجلس شيخ القبيلة تصدر منه قرارات مصيرية مهمة وتلقى فيه خطب وقصائد لها أثر كبير في توجيه الأحداث ومنذ عام 400م سجل التاريخ الكثير من الندوات السياسية والمجالس الأدبية والثقافية لأمراء القبائل العربية والبارزين مثل مجلس قيس بن عاصم التميمي ومجلس النعمان بن المنذر ومجلس عبد الله بن جدعان في مكة المكرمة.
وفي العصر الإسلامي كانت مجالس النبوة ومجالس الفصل ومجالس الذكر من أكبر المجالس نفيراً حيث كان النبي الكريم يطوع وقته بين القيادة وشرح شعائر الدين وسماع الطيب من الكلام من شعر ونثر وخطابة.
وفي عصر الخلفاء الراشدين تطورت المجالس لتشمل الكثير من شؤون الحياة بما فيها تدارس أوضاع المحاربين والمجاهدين في الأمصار الإسلامية وأحوال المجتمعات الجديدة وتناقل المعلومات حول حسابات الغنائم وأرقام تعتبر فلكية مقارنة بالأموال التي تدور في القرى العربية أبان العصر الإسلامي وتباشير الدعوة.
وفي الخلافة الأموية كانت مجالس الأثرياء في مكة المكرمة والمدينة المنورة واليمامة تجمع بين الفن والثقافة في وقت واحد وكانت مجالس معاوية بن أبي سفيان ويزيد بن معاوية وسليمان بن عبد الملك بن مروان وهشام بن عبد الملك وغيرهم من الخلفاء تزخر بمرتاديها من شيوخ القبائل ورجال المال والثقافة وعلماء الدين واللغة والأدب، وفي العصر العباسي اتخذت المجالس نمطاً جديداً بحيث تحمل اسم اليوم الذي تقام فيه تلك الأمسية وقد اشتهرت ثلاثائية المأمون ابن هارون الرشيد التي كانت تضم عدداً من المفكرين والفلاسفة والأدباء وعلماء الطبيعة.
وفي العصر الحديث اشتهرت مجالس الأدباء في كل من القاهرة ودمشق والقيروان وفاس ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومدينة الرياض ومن أبرز مجالس مدينة الرياض مجلس الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية إذ كان مجلسه يحضره كبار الأدباء ورجال الفكر والمتخصصون في الأنساب والتاريخ.
وكان لنائب الملك في الحجاز الملك فيصل بن عبد العزيز مجالس يتدارس فيها شؤون الثقافة والأدب والتاريخ مع العديد من معاصريه وضيوف الدولة أبان فترة الحج وتعيش مدينة الرياض عاصمة الثقافة العربية عام 2000م أمسيات كثيرة في بيوتات المثقفين ورجال الفكر ورجال التعليم والتربية ورجال الأعمال.
وتعد ندوة عبد العزيز الرفاعي ـ رحمه الله ـ من أقدم المجالس الثقافية في مدينة الرياض إذ يعود تاريخها إلى عام 1380هـ ـ 1960م وإلى جانب هذه الأمسية التي تقام كل يوم خميس هناك مجلس الشيخ حمد الجاسر ضحى كل يوم خميس بالإضافة إلى خميسية أنور عشقي واثنينية عثمان الصالح وأحدية راشد المبارك وندوة النخيل لمحمد بن سعد بن حسين وندوة إبراهيم المبارك.
وهناك ندوات كثيرة تقام في مدينة الرياض أغلبها ندوات شهرية وأخرى دورية بالإضافة إلى الندوات غير الخاضعة لتوقيت زمني وقد عهد أصحاب الندوات الثابتة إلى تسجيل ندواتهم في أشرطة كاسيت أو تدوينها على هيئة كتب ذات مجلدات يحكي كل مجلد أحداث الندوة لعام كامل ومدينة الرياض ليست وحدها التي تعيش هذه النهضة الثقافية بل تشاطرها مدن عديدة في المملكة فهناك اثنينية عبد المقصود خوجه وأحادية الدكتور أنور عشقي وفي مكة المكرمة أمسيات كثيرة من أشهرها أمسية علي أبو العلا وتعتبر المجالس القبلية في كل من أبها ومدن عسير الأخرى من المجالس التي تفيض بالأدب والشعر وألوان السرد القصصي التاريخي.
ويقيم بعض رجال الأدب والفكر في المنطقة الشرقية العديد من المجالس والأمسيات ومن أبرز تلك اللقاءات أحدية أحمد المبارك في الأحساء وهناك مجالس وأمسيات معروفة في مختلف مناطق ومدن المملكة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :441  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج