شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في الوقت الضايع
سَابك المتنامية والاثنينية (1)
بقلم: علي محمّد الرابغي
في وقت أخذت فيه الصناعة بناصية التفوق وقفزت فوق مختلف وسائل الإنتاج.. بل إن أي حقل إنتاجي لا غنى له عن الصناعة..
أخذت سابك تبرز كعلامة فارقة في جبين الصناعة السعودية.. وقراءة متأنية للتقرير السنوي الرابع عشر للشركة السعودية للصناعات الأساسية يعكس مدى ارتفاع ونشر الخط البياني.. صعوداً.
ولقد علمت من أخي سعادة الأستاذ إبراهيم بن عبد الله بن سلمة ما يلي:
تمكنت سابك ـ بفضل الله وتوفيقه، بالرعاية الكريمة التي تلقاها من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني ـ أن تحرز تقدُّماً متنامياً محققة في العام الذي يشير إليه التقرير أرباحاً صافية 3030 (ثلاثة آلاف وثلاثين مليون ريال). كما بلغ إجمالي إنتاج مجمعاتها 07¸13 مليون طن بزيادة حوالى (8¸8%) عن العام السابق، وتم تسويق 105 مليون طن بزيادة (12%). لقد سوقت ((سابك للتسويق)) القسم الأعظم من هذه المنتجات خارجياً في أكثر من سبعين بلداً. وتوجه الباقي لتلبية احتياجات برامج التنمية الصناعية الزراعية والعمرانية الوطنية.
في الوقت نفسه تنطلق الأعمال التنفيذية لمشاريع التوسعة وفق جداولها الزمنية لتضيف لدى اكتمالها بإذن الله طاقات سنوية تستهدف تعزيز مكانة المملكة بين أبرز المنتجين والمصدرين الدوليين في مجال البتروكيماويات.
وفي خط موازٍ يجري العمل قدماً في بناء المجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير المخطط اكتماله في العام القادم بإذن الله، ليكون أداة لتطوير التقنيات والتطبيقات الصناعية المستخدمة حالياً، ونواة استنباط تقنيات محلية مستقبلية تحد من الاعتماد على التقنيات الخارجية.
من جهة أخرى يوضح التقرير أن العناصر الوطنية المؤهلة المدربة أصبحت تشكّل حوالى (62%) من مجموع القوى العاملة في سابك وشركاتها البالغ 8973 شخصاً، وهذه النسبة آخذة في التصاعد المستمر اتفاقاً مع الأسس الاستراتيجية لخطط التنمية الوطنية، بينما أصبحت جميع المراكز القيادية والرئاسية في سابك وشركاتها تشغلها الكوادر الوطنية باقتدار.
الاثنينية.. وابن الوز عوام:
لم تكن صالوناً أدبياً.. إلا أنها كانت صالوناً مختلفاً في مبناه.. ومعناه.. فلم تقم على المناقشات المفتوحة لحضورها من الأدباء والمفكرين والشعراء الكتّاب والصحفيين في طروحات.. محددة.. وآنية.. أو ذات علاقة بما يدرج على الساحة الفكرية والأدبية.
وإنما أراد لها صاحبها الأستاذ عبد المقصود خوجه.. كما جاء في مقدمته للجزء الأول.. (من كتاب الاثنينية). والتي قدِّر لها أن تقع في 10 أجزاء مجلدة.. وهذا.. في حد ذاته يمثل ضخامة وحجم المجهود.. الذي بذل.. وإنه لجهد رائع وثمين.. ولست هنا لأصدر عن نظرة كمية يستأثر فيها الرقم بالمكانة.. ويرصد البعد القيمي لها.. وإنما أقف احتراماً للمحتوى الكيفي.. وقد كنت شاهد الإثبات لبعض ذلك الجهد الذي تسربل بقدر كبير من الإيجابية ومصداقية الفعل والحركة الواعية.. والمؤثرة. فالاثنينية جاءت لتقوم بدور أشبه بالراصد (للسيرة الذاتية) لعدد كبير من الرّواد الذين أدّوا دوراً في تشكيل قالب وهيكلة البناء الثقافي والفكري والفني.. في هذه البلاد.. التي تتبوأ مكانتها النورانية والنيرة.. كمشكاة.. كانت وما زالت مصدر الإلهام.. ومهبط الوحي ومهوى الأفئدة.
ابن الوز عوام:
ويرصد الجزء الأول من هذا العمل الثقافي الجيد والقيِّم.. معلومة جديدة على جيلي ومن يليه ليؤكد حقيقة الدور الذي قام به والد الأستاذ عبد المقصود.. وكيف أن هذه الفكرة لم تكن عفوية أو وليدة خاطر.. مبتكرة.
جدة مدينة الوسط الثقافي:
وإنما هي كما يقول الابن البار (صاحبها): وعندما دار الزمن دورته واستقرت بي أيامي في (جدة) مدينة الوسط الثقافي.. على حد وصف أحد المثقفين لها.. احتواني الماضي مجدداً.
إلى أن يقول: فكان لقاء الاثنين.. فلم تكن الفكرة شخصية بقدر ما كانت استلهاماً لتلك الصباحيات والأمسيات (إشارة لما كان يرى في منزل والده يرحمه الله).
هذه الاثنينية:
الاحتفاء والاحتفال بواحد من طلائع تلك الشخصيات الأدبية المعاصرة التي أسهمت بجهد بارز في الحياة الأدبية.
ثم خرجت من دائرتها الإقليمية إلى محيطها العربي والإسلامي.
سمة الاثنينية:
.. ما طرح إنما هو تعبير عفوي عن أصحابها لا يحمل أي معنى توجيهياً أو اختياراً (من قبل صاحبها).
ولا يحمل وجهة نظره.. إنما تحمل النصوص أفكار أصحابها.
وبعد:
فلقد نجحت الاثنينية بكل المقاييس والمعايير.. وإن لم يكن لها فضل فيكفيها أنها جاءت.. لتضع ذاكرة جديدة وحاوية موضوعية.. استغلت إمكانات العصر.. الطباعة المقروءة والمسموعة والمرئية.. لتحتوي في صدق وأمانة ونزاهة وموضوعية وعفوية وتلباثية وتلقائية.. ترجمة ذاتية لسِيَر أولئك الأفذاذ.. وصانت فكرهم وأدبهم.. وحياتهم العامة والخاصة.. التي أصبحت حقاً مشاعاً من حقوق التاريخ.. ومن مواده الناطقة.. من أن يطمسها الثري ويواريها خلفه.. لتكون طعماً للدود.
لقد أحسست بأستاذنا الكبير عبد القدوس الأنصاري يدرج أمامي.. وكأنه يقلب صفحات المنهل.. وعادت الاثنينية.. إلى ذلك المكتب المتواضع في عمارة باخشب. وفي مطابع الأصفهاني.. حيث كان أستاذنا عبد المجيد شبكشي يمارس الاحتراق العلني.
وكذلك.. تسلل إلى داخلي صوت بابا طاهر (يا أطفالي الصغار) نداء أبوي منقوع في ماء المحبة والأبوّة..
وارتعدت فرائصي واشرأب وجداني وحسّي.. وأنا أنصت للفحولة مبنى ومعنى.. لشاعر العربية الكبير عمر أبو ريشة.. ينطلق من جنبات الحرم.. ومن شعاب مكة تردد معه.
يا ابن عبد العزيز والتفت العز.. وأصغى وقال من ناداني.
حقاً إن الاثنينية من خلال 8 سنوات.. إنما قامت بعمل ثقافي كبير. قد لا ندرك أثره ومكانته وقيمته.. إلا في قابل الأيام.
والتاريخ وحده.. سوف يكون الشاهد الحقيقي والمقيم لهذه المبادرة.. شكراً للأستاذ عبد المقصود خوجه،
وشآبيب الرحمة نستمطرها على أولئك الذين غادروا.. مواقعهم المؤثرة والمتقدمة.. وظلوا علامات بارزة على طريق الأدب والثقافة.. ودخلوا.. في محيط التراث وفي منجمه.. ودعاء.. بأن يجود الله على الأحياء بفيض من توفيقه ومنَّته ليواصلوا المشوار.. لرفعة مكانة هذه البلاد المقدسة..
سامقة عالية.. والله أكبر ولله الحمد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :408  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.