شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أما بعد
في صوت العرب بالقاهرة
شاعر يطلق النار على نفسه (1)
بقلم: الفريق/يحيى المعلمي
وبعد تلك العاصفة المدوية والرصاصات العديدة التي أطلقها الشاعر جلال عابدين من جامعة حلوان على نفسه وعلى شعراء مصر وأدبائها البارزين واتهمهم بالتقوقع والتشرذم واتهم القائمين منهم على منافذ الأدب باحتكار المواقع لأنفسهم وتشكيل قوة طرد مركزية تبعد كل أديب لا يرتبط معهم بمصلحة مادية أو معنوية ـ تناولت الحديث عما يجري في المملكة السعودية وعرضت عليهم صورة لواقع النشاط الأدبي في المملكة الذي يختلف عما تحدَّث عنه الأستاذ عابدين.
ففي المملكة تقام ندوات أدبية تدور في محورين متوازيين: أحدهما محور الندوات الأدبية التي تقيمها شخصيات تتمتع بمكانة مرموقة في المجتمع لما تتميز به من أدب رفيع وثقافة واسعة وخلق كريم ويتسع صدرها لاستضافة من يأتي إلى دورها في كل أسبوع للاستماع إلى ما يدور من أحاديث ومناقشات في فنون العلم والأدب والإنصات إلى ما يلقيه الشعراء من قصائد والاشتراك فيما يدور حولها من نقد وتعليق.
وأشهر هذه الندوات: الندوة التي تقام في مساء كل يوم خميس منذ أكثر من عشرين عاماً في دار معالي الشيخ عبد العزيز الرفاعي، وهي ندوة مفتوحة ليس لها نظام محدد وإنما يدور فيها الحديث بين الحاضرين، وتتاح فيها الفرصة لمن شهد حدثاً أدبياً أو شارك في مؤتمر أدبي أو علمي أو قام برحلة سياحية لكي يتحدث عن مشاهداته. كما تتاح الفرصة للشعراء وبخاصة الجدد منهم أو الذين يشتركون في الندوة لأول مرة لكي يلقوا ما أبدعوه من شعر ويستمعوا إلى ما يبدى لهم من ملاحظات أو تعليقات.
ومن أشهر هذه الندوات أيضاً: الندوة التي تقام في مساء كل يوم أحد في منزل سعادة الدكتور راشد المبارك، وهي ندوة مفتوحة يحضر إليها من شاء، لكن لها جدولاً منظماً بحسب موضوعات البحث، وتعطى فيها الفرصة لمتكلم معين بعد محاضرة عن أي موضوع أدبي أو علمي ويستمع الحاضرون إلى ما يلقى عليهم ثم يفتح المجال للأسئلة والتعليقات على المحاضرة.
وفي كلتا الندوتين تقدَّم إلى الحاضرين وجبات خفيفة لا تعوقهم عن مواصلة الاستماع والحديث.
ومن أشهر الندوات تلك الندوة التي تعقد من وقت إلى آخر ويقيمها سمو الأمير سعود بن سلمان آل سعود في قصره ويدعى إليها نخبة من العلماء والأدباء ويلقي أحدهم محاضرة معدَّة سلفاً في أي موضوع ديني أو علمي أو أدبي ثم يفتح المجال للمناقشة والتعليق ويدعى الحاضرون بعد ذلك إلى موائد العشاء.
هذه الندوات تعقد في الرياض، أما في جدة فإن أشهر الندوات بل لعلّها الندوة الوحيدة هي تلك التي تعقد في مساء كل يوم اثنين في منزل سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه وتكون حفلة تكريم لأحد الأدباء أو الشعراء من السعوديين أو من الوافدين إلى المملكة، ويقوم أحد الحاضرين بتقديم الضيف والإشادة به ثم يتحدث الضيف عن سيرته العلمية والأدبية وقد يلقي قصيدة أو مختارات من شعره إن كان شاعراً ثم توجَّه الأسئلة إلى الضيف وتثار بعض التعليقات على ما يطرح من موضوعات وتنتهي الندوة بدعوة الحاضرين إلى مأدبة العشاء.
أما المحور الثاني للندوات الأدبية فهو محور الأندية الأدبية الرسمية القائمة في كل مدينة من كبريات مدن المملكة، وهي تجري على طريقة دعوة محاضر لكي يتحدث في موضوع معين ثم تثار الأسئلة والتعليقات، لكن هذه الندوات بما يكتنفها من شعور ((برسميتها)) لا تشجع كثيراً على الحضور إليها إلا إذا كان الضيف شخصية معروفة يحرص الجمهور على الاستماع إلى أقواله وآرائه.
ومع ما تبذله الأندية من جهود لاستقطاب الجمهور للحضور إلى هذه الندوات فإن الإقبال عليها محدود باستثناء ما يقيمه نادي أبها الأدبي من ندوات فإنها تحظى بحضور كبير من الجمهور وبخاصة إذا كان المتحدثون أو الشعراء من خارج منطقة أبها.
وقد أشار أحد الحاضرين إلى أن من عوامل نجاح الندوات الشخصية توافر الإمكانات المادية لدى القائمين عليها لتحمُّل نفقاتها فأجبته بأن العامل الأساسي في نظري هو حسن خلق أصحاب هذه الندوات وسعة صدورهم وترحيبهم بالحاضرين بما يشعر كل واحد منهم بأنه ضيف الشرف، وفي الأثر: إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن تسعونهم بأخلاقكم، والشاعر يقول: بشاشة وجه المرء خير من القرى، والمثل المصري الشعبي يقول: ((لاقيني ولا تغديني)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :364  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 203
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج