شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 32 ـ (1)
الحكاية التالية على أنها في دائرة الكرم طبيعة في صاحبه لا ينفك عنها ولا تجيز له إلا حيث هو من طبعه والاستجابة له في كل ما يأتيه.. إلا أنها كذلك تصور في الخط الموازي للكريم طبيعة الطامع في كرم الكريم إلى الحد الذي يجعله يرى ماله نهباً مباحاً لا يتورع عن الوقوف في الأخذ منه عند حد.. وبذلك فهو مثال صالح لأن ينصب عليه وعلى أمثاله للردع والزجر اللطيفين مثلنا الشعبي القائل: إن كان حبيبك عسل لا تلحسه كلو..
وبطلها الأول مثالاً في الكرم سجية وطبيعة هو عبد الله بن معاوية ابن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أمه أسماء بنت عميس الخثمعية وأمها هند بنت عمر امرأة من جرش يقال لها الجرشية وأنها أكرم الناس أحماء.. فأحماؤها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق وعلي بن أبي طالب وحمزة والعباس وجعفر ذو الجناحين لأنه كان لها أربع بنات: ميمونة بنت الحارث زوج الرسول وأم الفضل زوج العباس وسلمى زوج حمزة وأسماء بنت عميس أختهن لأمهن كانت عند جعفر بن أبي طالب.
أما الثاني فهو رجل لم يكتف أن أتى إليه لفك ضائقته وحين قبل استشرى به داء الطمع فلم يقف عند الحد المعقول وهي في ذاتها.. مقابلة طبعين متخالفين تقول:
يحكى أن رجلاً جلب إلى المدينة المنورة سكراً فكسد عليه ولم يجد سوقاً لبيعه فتضجر وشكى وتألم.. فقيل له: لو أتيت ابن جعفر قبله منك وأعطاك الثمن.. فكان أن ذهب الرجل فعلاً إلى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر.. فأخبر خبره فأمر بإحضار السكر.. وبسط له بساطاً وضعه عليه.. ثم قال للناس انتهبوا.. فبادر كل منهم يأخذ نصيبه منه، فبينما رأى الرجل صاحب السكر ذلك قال: جعلت فداك آخذ أنا معهم: قال: نعم ـ فجعل الرجل يهيل في غرائزه السكر. ثم قال لعبد الله أعطني الثمن فقال له عبد الله كم ثمن سكرك؟ فقال أربعة آلاف درهم.. فأمر له بها.. ثم جاءه بعد ذلك فطلب ثمن سكره من جديد.. فأعطاه عبد الله أربعة آلاف درهم أخرى.. فقال الرجل: والله إن هذا الشخص لا يدري ما يفعل.. أعطى أم أخذ.. لأطالبنه بالثمن مرة ثالثة، وفعلاً عدا عليه فقال: أصلحك الله أين ثمن سكري..
فأطرق عبد الله ملياً.. ثم رفع رأسه إلى رجل من حاشيته فقال ادفع إليه أربعة آلاف درهم.. فلما ولى ليقبضها.. قال له ابن جعفر اسمع يا هذا.. إن هذه هي تمام اثني عشر ألف درهم.
فانصرف الرجل بعد أن قبض الثمن لثالث مرة.. وهو يعجب من فعل ابن جعفر وكرمه مع علمه بما سبق أن أعطى وأن كرر العطاء..
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :878  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 85 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج