شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 14 ـ (1)
ووصلاً لما سبق عن الغفلة والمغفلين.. مزيجاً مركباً مختلطاً بعضه ببعض.. من البلاد، والكسل العقلي.. والراحة الذهنية لا يجهد صاحبها في تنشيط مراكز الإدراك واللمح واستحضار البديهة.. أو قد يكون كل ذلك من الناحية الفسيولوجية.. مرضاً مادياً.. أو شيئاً متصلاً ببعض العقد والإصابات العضوية المجهولة منا.. والمعلومة في دنيا الطب..
ومن الإصابات الخفيفة في هذا الأمر أو التسريح.. كما نقول ما يروى من أنه.. سأل رجل رجلاً.. كم اليوم في هذا الشهر؟.. فنظر إليه.. ثم قال: والله لست من أهل هذه المدينة.. فاسأل أحداً من أهلها ـ فإني غريب هنا!.. ويحكى.. أنه تسور أحد اللصوص.. وكان مغفلاً.. روزنة أحد الدور.. والروزنة هي ما نسميه المنور.. فوجد رجلاً وزوجته يتحاوران.. وكان الزوج والزوجة قد أحسا بوجود اللص في المنور.. فسمع الزوجة تسأل زوجها.. وهي تقول له.. أقسمت عليك يا زوجي العزيز إلا شرحت لي كيفية اكتسابك هذا المال الوفير الذي نتمتع وننعم به وأنت الآن في مثل صنعتك البسيطة هذه لا تدر عليك كسباً وفيراً أو ربحاً معقولاً.. فأجابها زوجها سوف أفشي لك سراً عشت حياتي أحمله وحدي في صدري.. فإن الأسرار الخطيرة ينبغي ألا تذاع.. وألا يعلم بها إلا صاحبها.. وإنها أول مرة في حياتي أكشف فيها هذا السر الخطير.. قالت ـ ها.. نعم ـ قله ولا تخف على من أذعته بإفشائه لأحد.. قال: اعلمي أنني كنت يا زوجتي العزيزة فيما مضى من أيام حياتي لصاً.. وكانت لي طريقتي الخاصة التي آمن بها ومعها ألا أضبط.. وألا يعلم بي أحد كائناً من كان.. قالت وما هي طريقتك الخاصة هذه.. قال: كنت إذا تسورت روزنة بيت.. صبرت هناك إلى أن يطلع القمر.. فإذا طلع القمر وامتدت خيوط أنواره عانقت الضوء الذي في الروزنة وتدليت بدون حبل لأنني كنت أقول وأكرر ثلاثاً من البداية هذه الكلمة:
شولم!.. شولم!.. شولم!..
فأنزل إلى الأرض سليماً.. وآخذ جميع ما في البيت بحيث لا تبقى ذخيرة ولا مجوهرات ولا نفيسة من النفائس إلا وتظهر نفسها لي.. وبعد أن ألمّ الجميع مما خف حمله وغلا ثمنه أكرر ثانية.. كلمتي السحرية:
شولم!.. شولم!.. شولم!..
أقولها ثلاثاً.. وأنا صاعد بواسطة أضواء القمر وخيوطها السحرية.. فأحصل على ما أريد.. ولا ينتبه لي أحد من أهل البيت وأذهب بلا تعب.. وبلا ضجة .. أو كلفة..
جرى هذا الحديث بين الرجل وزوجته بصوت مسموع.. وكان اللص المغفل في وسط المنور يصغي بانتباه إلى ما يقولانه.. وهو معجب بتعاليم أستاذ السرقة القديم زوج المرأة.. فصبر حيث هو بالروزنة إلى أن طلع القمر ونام أهل البيت.. فنادى: شولم.. شولم.. شولم!! ثم تعلق بضوء القمر.. فوقع على الأرض.. وتكسرت أضلاعه.. فقام إليه صاحب البيت وزوجته وقبضا عليه.. وسلماه إلى الشرطة.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :873  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 67 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج