شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عاصم حمدان ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور عاصم حمدان - عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبد العزيز بجدة - فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم..
- اللهمَّ صلَّ على عبدك ونبيك الأمي.. سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين..
- خَطِيبٌ يَخْطُب، ومحدِّث يحدث، ومؤذِّن - من فوق منائر المسجد الأنور صَوْته - بكلمات الإيمان يترنَّم، ومُنْشِدٌ - في دُجَى الليل بِسَجايا المصطفى (عليه صلوات الله وسلامه) - يُعَطِّر الكون ويسكب في أذن هذا الوجود ذلك الحب العطري الَّذي تتغذى به النفوس وتعيش على نسماته..، تلك هي بيئة المدينة التي أكرمها الله بأن تكون مهاجر نبيه صلى الله عليه وسلم أو مدفنه، ومنها بعثه ونشوره؛ وفي تلك المدرسة النبوية تخرج أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عَفَّان، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن حارثة، وبلال بن أبي رباح، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي الَّذي قال رسول الهدى في حقه: سلمان منا أهل البيت (رضوان الله عليهم جميعاً).
- يأتي الناس إلى الأرض المحبوبة يرضون بالقليل مِنْ متاع الدنيا، لينهلوا من علم فجَّر ينابيعه رسول الهدى صلى الله عليه وسلم، وإنه ليس مِن قبيل الصدف أن يكون عدد كبير مِن المصلحين والعلماء في العصور الماضية والحاضرة قد مَرّوا بساحاتها، جلسوا بين سواري مسجدها، وتنسَّمُوا عبير الإيمان من بين ضريحه الأعظم وروضته الفيحاء..، مصلحون مِنْ أمثال الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وشاه ولي الله الدهلوي، وعبد الحميد بن باديس، ومحمود التركزي الشنقيطي، وعبد الحميد بدوي، والمنتصر الكتاني..، هؤلاء وغيرهم جاؤوا يطلبون السند العالي في الحديث عند إبراهيم الكردي الكوراتي وابنه أبي الطيب، وعند محمد حياة السندي، وسليمان الكردي، وعبد الله بن سيف، بل إن المسجد في هذا العصر الزاهر شهد أكبر انطلاقة في تاريخ الفكر والأدب، محمد الحركان، وضياء الدين بن رجب، والسادة آل المدني، وأمين السيد أحمد - مربي الأجيال أمدّ الله في عمره - وأسعد طرابروني - رحمهم الله أجمعين - كانوا المريدين في حلقة الشيخ أبي الطيب الأنصاري، والد الدكتور عبد الرحمن الأنصاري؛ وأنا أسأله من هذا المنبر أين ذهب يا أستاذنا تراث أبيك؟ والسيِّدان علي وعثمان حافظ.. إذا بحثت عنهما فسوف تجدهما في حلقة الشيخ صالح التونسي، وابن الطيب وعبد الرحمن التونسي، وأخيهم مكي - أطال الله في عمره - ومحمد حسين زيدان (رحمه الله) كان ربيباً وتلميذاً في حضرة الشيخ عبد القادر شلبي، وغيرهم من العلماء.
- في هذه الأجواء العلمية نشأ شيخنا هاشم دفتردار، وأخوه محمد سعيد الَّذي كان معتمداً للتعليم في المدينة؛ يقولان الشعر ويؤلفان في علم التاريخ، ويعرِّجان على علوم الشريعة.. فينالان منها نصيباً وافراً؛ ويوم كنت أجلس إلى الشيخ جعفر فقيه (رحمه الله) في المدينة، كنت - أستَحضر دَوْماً صورة الشيخ هاشم - أمد الله في عمره - فهما قد دونا جانباً مهماً عن المدينة في كتابهما عن تاريخ المسجد النبوي وتوسعته؛ ولا بد أن أذكر أن لشيخنا الدفتردار كتاباً اسمه: كنوز طيبة الطيبة وعندما رأيت الشيخ هاشم لأول مرة في رحاب البيت الحرام، علمت أن الرجل الَّذي كان يكتب مقالاته في المجلات الإسلامية هو ذلك العارف الَّذي فتح الله عليه، فكتب كتاباً يجمع بين دفتيه أسرار سورة: "يس" قلب القرآن، كما أن كتاباته في علم الأديان تدل على سعة أفقه وتعدد مصادر معرفته.
- إنَّ من توفَّر على كتاب الله.. يحفظه ويستجلي أسراره ويستنطق عبره وهو يزهد في الشهرة التي يتطلع إليها البعض، حتى وإنْ لم يكونوا أهلاً لها؛ هو الرجل الَّذي ينتسب إلى أسرة العلم والفضل في المدينة "آل الدفتردار" فجده يحيى دفتردار أحد وجهاء المدينة الَّذين حضروا افتتاح سكة حديد الحجاز وضيفنا الليلة هاشم دفتردار رائد متواضع.. وما أكثر الَّذين يرفعهم تواضعهم.
- وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :524  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج