شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور محمد أحمد حمدون ))
ثم أعطيت الكلمة للدكتور محمد أحمد حمدون - الأستاذ في كلية البنات بجدة - فقال:
- أيها الحفل الكريم:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
- الميزات العلمية للضيف المحتفى به كثيرة..، وقد استوقفني في معرفتي به وصلتي بمؤلفاته أمران، أولهما: اهتمامه بعلم دراسة الأديان، والَّذي تفضَّل سعادة مدير الجامعة بالإشارة إليه؛ وهو علم أصبح الآن من أهم العلوم الضرورية في عالمنا العربي لما نواجهه من مواجهات ثقافية وحضارية؛ وقليل جداً أولئك الَّذين اهتموا بهذا العلم حتى الآن إذا قيس بأهميته. والأمر الثاني.. أو الميزة الأخرى التي استوقفتني - وما أكثر ميزات المحتفى به - هو صلة العلم والإيمان في كتبه وأحاديثه؛ وفي هذه النقطة أقصر حديثي، وقد أشار إليها سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه من أنه ربَط بين العلم والإيمان.
- أيها الإخوة:
- كثيرٌ أولئك الَّذين حاولوا الربط بين الإيمان والعلم، ولكن القليل جداً هم الَّذين نَحَوْا منحى هذا العالم المحتفى به سعادة الشيخ هاشم دفتردار المدني؛ وهو منحىً أود أن أسجل له قيمته ومنهجه في هذه الأمسية الكريمة؛ إنه منحىً يهتم من العلم بفلسفته لا بظواهرها، بمبادئه لا بمعطياته، بآفاقه المترامية لا بما يتضمنه من معارف محدودة..، فكم من هؤلاء العلماء والمفكرين من سعى إلى تحليل "الظواهر" العلمية، واستشرف "لمعارفها" آخذاً من ذلك كله جرعةً - أو جرعات - من إيمان؛ فإذا ما اكتُشفت حقيقة، أو اختُرعت وسيلة، كان في الكشف والاختراع.. وفي الإعجاز والإنجاز دليل جديد يدفع إلى الإيمان، ويعلن عن عجز الإنسان عن إدراك الحقائق كلها، ومن ثم التسليم بقدرة القادر على كل شيء، العالم بكل الأسرار.
- ذلك منهج لا غبار عليه، ولكنه يجد بغيته، وينشد ضالته في الظواهر والمعطيات والمعارف؛ شيخنا - كما قلت - يتخطى "الظواهر" إلى فلسفتها، و "المعطيات" إلى مبادئها، و "المعارف" إلى الآفاق العلمية المترامية التي توحي بها.
- أسمعه يقول:
- "ألم تشاهد العلماء الحضاريين سواء أكانوا من الباحثين عن أسرار ذوات كائنات السماء، أو من الباحثين عن أسرار ذوات كائنات الأرض، يعلنون أنهم لم يحط علمهم الحديث الكشاف بكل مدهشات التكوين هناك وهنا، على الرَّغم من تتابع رصد محطات الفضاء المترامية.. في الآفاق، وتوالي إطلاق الصواريخ والمكاكيك للمزيد من كشفها!!.
- ومع ذلك، فالبحث العلمي مستمر، والكفر والإلحاد مستمر إلى جانب عقيدة الإيمان..".
- ثم يقول:
- وهذا من معجزات الآية الكريمة: وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون.
- كأني به هنا - وبعد استدلاله بالآية الكريمة - لا يجد في "الظاهرة" و "المعطى" و "الجزئية المعرفية" بغيته؛ إنه ينشد ما وراء هذا كلِّه، إنه يدعونا إلى التفكير في تكوين العوالم كافة..، سواء أكانت من الأكوان المادية المكوَّنة من الذرات والعناصر، أو من أكوان الطاقات الخالصة.. كالأرواح العاقلة وطاقات المغناطيس والضوء، وما إليها..، لنخلُص من تفكيرنا إلى: "علم يقيني".
إن الأكوان كافة "مادية" أو "طاقية" مسيرةٌ بعلم الله وبإرادته وقدرته وسلطانه وتصريفه وهيمنته.
- في لقاء العلم والإيمان عند كثير ممن حاولوا الربط بينهما، يبدو جلياً أثر: "الظاهرة" والانبهار بها، وتأثير: "المعطيات" والاندهاش المعرفيِّ بجزئيات فيزيائية.
- في لقاء العلم والإيمان - عند الشيخ الدفتردار المدني - يبدو أثر النظر الكُلِّيِّ والتأمل في العوالم كافة، والفيزيائيات كافة..، والروحيات - أو: "الطاقيَّات"- كافة.. قل انظروا ماذا في السموات والأرض ... الجزء الأول من الآية الكريمة المشار إليها..، وبدهي أن النظر المراد هنا هو: "النظر العلمي" لا النظر البصري، لأن النظر البصري - هكذا يذهب الشيخ هاشم - لا يجعل الناظر يعلم عجائب تكوين ما هو كائن في السموات والأرض.
- أيها الحضور الكرام:
- كم من معالجات ثاقبة البصر والبصيرة في أعمال الضيف المحتفى به!! ولئن كنت قد انتهزت هذه الفرصة لتكريمه لأعبر عن تقديري له في واحدة منها (هي لقاء العلم والإيمان) فإنما هي زهرة في باقة من نتاجه.. عطرها الروح، وألوانها الحب والتسامح والإنسانية التي دعا إليها في كتاباته.
- ...فلك التحية والتقدير أيها الأستاذ الفاضل على ما قدمت، ولكم التحية والشكر على ما منحتموني من فرصة الحديث إليكم؛ والسلام.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :459  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 79 من 167
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد عبد الصمد فدا

[سابق عصره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج