| إنهم يريدون أَنْ يمتلكوا حقَّ اتهامِنا |
| وإدانتنا - دون أَنْ يجعلوا لنا حقَّ |
| الدفاع عن أنفسنا، أو حقَّ إثبات البراءة.. |
| حتى متى نسكب الدموع لنصنع لهم النهرَ |
| الذي يكفل لهم النزهة؟ |
| من ثقبين أخضرين: أرى السماء والأرض |
| والأشياء كلّها.. فلماذا لا يبصر الطاغيةُ |
| من كل هذا العالم، غير ثقبين أسودين - كما |
| لو أن عينيه كانتا فَوْهَتَيْ مدفع! |
| لترفع يدك عالياً يا شعبي.. لا بالتحية |
| أو المهادنة، إنما: بكتاب الله وسيفِ |
| الإيمان، من أجل أَنْ تأتلق عيون الأطفال |
| ومن أجل أنْ نرى العالم أخضر أخضر أخضر.. |
| إن "غودو" لن يأتي بالمَسرَّة والرغيف.. |
| والخنزير لن يغادر الغابة المسحورة |
| ما لم تتحد دموع اليتامى والثكالى |
| ودماء شهدائك - لتصبّ جميعاً في النهر |
| الذي يصنع الطوفان – |
| فيكتسح أدرانَ الطواغيت – |
| الذين أنزلوا العَلَم الوطني، ورفعوا |
| بدلاً منه - سرفة دبابة - على مشنقة |
| تأخذ شكل السارية! |
| * * * |
| لكي نكون جسور الأمل: |
| يجب أنْ يحمل كلٌّ منّا كتابه وسيفه.. |
| محراثه ومِعْوَلَه.. |
| دفتره المدرسيّ.. ومنديل هواه.. |
| فبالإيمان والثورة – |
| بالمحراث والحرف الفاضل: |
| سنمدُّ الجسور نحو ضفاف الغد الجميل.. |
| فَلْنُصَعِّد صلواتنا.. |
| على المحراث أن لا يكفُّ عن التجوّل |
| فوق الحقول.. |
| وأنْ لا يتوقف الناعور عن الدوران.. |
| وأن تستمر تلويحة مناديل العشق |
| وبعد ذلك: سنستريح على بساط |
| هوانا العذب في حضرة السيد الوطن. |
| * * * |