هكذا دائماً: تُحَفِّزنا دماملُ الحزنِ، |
للبحثِ عن يواقيت الفَرح.. وتحفِّزنا |
العتمة للإِنطلاق نحو الشموس.. |
والحكمة تبعث لنا مرجانها على طبق ذهبيّ.. |
طبق التجربة.. |
هكذا دائماً: تشتهي الكهولةُ |
العودةَ إلى بستان الطفولة.. |
وتشتهي الغصون أنْ تعود براعم |
من جديد.. مثقلة بالأزاهير والندى. |
لكن السندباد يبكي وحيداً.. يرثي |
البحرَ والأشرعة والنوارس الفِضِيّةَ.. |
فأَوْكَلَ العاشقَ أنْ يُكْمِلَ رحلتَهُ الثامنةَ، |
بعدما اغتالوا الحلمَ في عينيه.. وأودعوه |
بئرَ الفجيعةِ، بعيداً عن السواحل والأمواج. |
* * * |
تعالي يا حبيبتي.. |
ها أنذا أرفع منديل الحُبِّ شراعاً، |
فافتحي لي موانئ عينيك.. فلقد قررت |
أن أكمل للسندباد رحلته الثامنة! |
لن يستسلم قلبي.. وسأُبحرُ |
نحو الغدِ حتى لو كنت منغرساً في |
بئر جرحي مثل بقايا شجرة "جُمّيز".. |
فبالحبِ سندحرُ جيوش الكراهية.. |
وسيبقى فانوس الإيمان، |
أقوى من ريح العتمة.. |
ترى لماذا يستسلم البعض للطوفان، |
إذا كانوا قادرين على إقامة السدود |
يا حبيبتي؟! |
* * * |