شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
"حكمة النهر"
قال النهرُ: أنا ابن الينابيع الصغيرة
التي أعلنت اتحادها في جسدي..
وقال الحقل: إن الشجرة الواحدة
لن تكون بستاناً..! فلماذا نفترق
يا صديقي؟
إنْ كنت لا تريد السَيْرَ معي، فاسمحْ
لي أن أسير معكَ - ما دُمنا متجهَين
نحو المدينة الفاضلة.
* * *
كل كتب الفلسفة التي قرأتها، والصحف
التي تداولناها خلسةً..
كل الأوراق الصغيرة التي كانت تدخل
زنازيننا مثلما تدخل العملاتُ المزوَّرَةُ
أوطاننا عبر الطرق الليلية..
كل البيانات المرتجلة، والمنشورات السرية
التي كانت تدخل غرفَنا الثلجية أو
كهوفنا الرَطبة:
لم تعلِّمْني مثلما علَّمَني إياه كتابُ الجوع،
والقيد الذي عانق معصمي!
* * *
أيها الواقفون على مَسَلَّةِ النظريات..
دعوا المسرحَ دون ستارةٍ.. فالجالسون
في القاعةِ، يريدون أنْ يعرفوا ما يدور
خلف الكواليس!
لا تجعلوا جلودنا وَرَقاً لنظرياتكم..
ولا أضلاعنا أقلاماً وأزاميلَ..
فما جدوى أنْ يُقام لي النصب الرخامي
بعد موتي - إنْ كنت في حياتي أبحث عن
رغيف الخبز؟
علامَ هذا الضجيج والخُطَبُ الحماسيَّة
والبيانات؟
أنزِلوا هذه اللافتات والبيارقَ الملوَّنة،
إنَّ أطفالنا العراةَ يريدون أثواباً
لا بيارقَ ولافتات..
فعلامَ كل هذا الضجيج في القاعةِ؟
أمِنْ أجلِ افتتاحِ فرعٍ جديدٍ لحانوت
السياسةِ؟
أغلقوا الحانوتَ الذي علَّمنا مهنةَ
الإِحتراب، وجعلَ القتل هواية..
لنُمَزِّقْ الكتبَ الفلسفية التي فَرَّقَتْنا،
حتى صار لجسدنا عشرون خارطة..
وأضحى النهرُ المتوحِّدُ مئات السواقي،
فأصْحَرَت الحقولُ من أجل أنْ تخضَرَّ
بعض الحدائق..
إن الأشجار المتناثرة ليست بستاناً!
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1034  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 42
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج