غَنِّي عَلَى الأَيْكِ أَوْ غَنِّي عَلَى الكُثُبِ |
سَيَّانَ مَا فَاضَ لا يُجْدي لِمُكْتَرِبِ |
شَبَّابَةَ الرَّوْضِ هَلْ تُشْجينَ مُبْتَلِياً؟ |
يَصْلَى مِنَ الشَّوقِ مَا يُفْضي عن اللَّغَبِ؟ |
يَهيمُ حُبًّا بِلاَ أَمَلٍ يُرَاوِدُهُ |
وَليْسَ ثَمَّةَ مَا يُصْفي لِمُنْتَحِبِ |
يَقْضي اللَّيَالي بِلاَ طَيْفٍ يُسَامِرُهُ |
بِهَمْسَةٍ الحُبِّ يَجْلو سَأْمَ مُكْتَئِبِ |
يُسَامِرُ النَّجْمَ يَرْجو عِنْدَهُ أَمَلاً |
وَيَنْشُدُ النَّفْسَ أَنْ تَسْمو عَنِ الطَّلَبِ |
وَصَائِلُ الخَدِّ لا نَبْضٌ يُحَرِّكُهُ |
كَأَنَّمَا الخَفْقُ أَمْسى سَاكِنَ الوَجَبِ |
يَا ليْلُ قُلْ لِي لِمَ الأَحْبَابُ قَدْ رَحَلوا |
وَاسْتَهْنأوا العَيْشَ في بُعْدٍ عَنِ الصَّحَبِ |
هَلْ كَانَ حُبِّي لَهْم شَجْواً يُؤَرِّقُهُمْ؟ |
حَتَّى بَدَا الجَفْوُ مِنْهُمْ غَيْرَ مَرْتَقَبِ؟ |
أَمْ أَنَّهُ الكِبْرُ قَدْ طَمَّتْ نَوَازِعُهُ |
عَبْرَ الشِّغَافِ فَصَالوا صَوْلَ مُرْتَكِبِ؟ |
لم يَذْكروا الأَمْسَ وَآ أَسَفي لِمَا فَعَلُوا! |
هَلْ أَصْبَحَ الأَمْسُ مَنْسِيًّا بِلا عَتَبِ؟ |
كمْ أَسْكُبُ البَوْحَ تَرْويحاً لِمُوجِعَةٍ!؟ |
وَأُطْلِقُ الشِّعْرَ يَأْسُو حَالَ مُضْطَّرِبِ |
جَفَّ الهُيَامُ فَلاَ أَمَلٌ يُحَقِّقُهُ |
وَصْلُ الأَحِبَّةِ بَعْدَ الهَجْرِ وَالوَصَبِ |
أَفْضي إلى اللَّيْلِ مَا أَضْرَاهُ مِنْ سَأَمٍ |
وَأَنْفُثُ الشَّجْوَ بُرْكَاناً مِنَ اللَّهَبِ |
فَمَا أُوَارِيهِ في بُرْدَيَّ يُتْعِبُني |
إِخَالُهُ الوَخْزَ في الأَحْشَاءِ والجُنُبِ |
يَا حَسْرةَ القَلْبِ فِيمَا بَاتَ يَسْكُنُهُ |
مِنَ التَّأَلُّمِ وَالإِحْبَاطِ والنُّدُبِ |
عَلَّ الذي جَدَّ مِنْ هَجْرٍ يُجَلِّلُني |
ضَرْبٌ مِنَ ((الدَّلِّ)) وَالإِسْرَافِ في العَجَبِ |
شَأْنُ الغَوَاني إِذَا مُلِّكْنَ مُنْشَغِفاً |
يُسْرِفْنَ في التِّيهِ إِزْهَاءً بِلا سَبَبِ |
حَتَّى يَرَيْنَ شِغَافَ القَلْبِ ذَابِلَةً |
فَيَنْتَشِينَ لِما يَفْعَلْنَ مِنْ لَعِبِ |
كَمْ ذا أُعَاني مِنَ الأَشْجَانِ مُبْرِحَةً! |
مِنْ لاَهِبِ الشَّوقِ في صَبْرٍ وَفي تَعَبِ! |
أْسْتَكْتِمُ الوَجْدَ في كَمَدٍ وفي جَلَدٍ |
وَلاَ أَبُوحُ بِصَالي الشَّوْقِ وَاعَجَبي! |
فَسَيْلُ دَمْعي لَهُ تَخْفِيفُ مُوجِعَتي |
فِيمَا أُلاْقِيهِ مِنْ سَقْطٍ وَمِنْ وَصَبِ |
وَاحَرَّ قَلْبَاهُ مِمَّنْ بَاتَ يَهْجُرُني |
وَيَشْتَهي البُعْدَ تَعْذِيباً لِذي رَغَبِ |
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ الخِلَّ يَخْذِلُني |
مِنْ بَعْدِ صَفْوِ الهَوى أَمْسَيْتُ في رَهَبِ |
حَتَّى رَأَيْتُ الدُّنا كَاللَّيْلِ مُظْلِمَةً |
وَالشَّجْوَ والحُلْمَ إِعْتَاماً مِنَ السُّحُبَِ |
يَا مَنْ تَجَافَيْتِ عَنْ وَصْلي عَلَى عَمَدٍ |
وَأَسْرَيْتِ في النَّفْسِ مَا يَكْفي مِنَ العَطَبِ |
هَلاَّ عَقَلْتِ زِمَامَ الجَمْحِ ذَاكِرَةً؟ |
قَلْباً هَوَاكِ وَصَبَّاً بَاتَ في كُرَبِ؟ |
يَمُرُّ طَيْفُكِ في الأَجْوَاءِ أَرْقُبُهُ |
يُفُوحُ بِالمِسْكِ واَلأَزْهَارِ وَالطِّيَبِ |
ويَمْلأُ الأُفْقَ بِالأَنْسَامِ عَاطِرَةً |
يَجِيشُ في النَّفْسِ أَلْحَاناً مِنَ الطَّرَبِ |
مَاذَا عَلَيَّ وَقَدْ أَضْحَيْتُ مُكْتَوِياً |
بِزَفْرَةِ الوَجْدِ تُصْبِيني كَمُغْتَرِبِ؟ |
أُهْدِيكِ شِعْري وَمَا في الخَفْقِ مِنْ شَجَنٍ |
أَبُثُّهُ اليَوْمَ تَرْويحاً عنِ الكَأَبِ |
وَأَلْزَمُ الصَّمْتَ لا أَقْوَى مُجَاهَرَةً |
فَلَفْحُ شَوْقِكِ في الأَعْمَاقِ كَالشُّهُبِ |
سَأَكْتِمُ البَوْحَ في صَدْري عَلَى أَمَلٍ |
فَرُبَّ صَبْرٍ يُعيدُ الوَصْلَ عَنْ قُرُبِ |