شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الضَّيَاعُ؟!
لَوْ لَمْ تَكُنْ في مَنْصِبٍ حَسَّاسِ
مَا الْتَفَّ حَولَكَ نُخْبَةُ الجُلاَّسِ
هِيَ هذه الدَّنْيَا تَدينُ لِمُفْتَرٍ
ولِمُعْتَلٍ صَهَوَاتِهَا مَيَّاسِ
أَمْسَتْ علاقَتُنَا رَهِيَنَةَ مَرْكِزٍ
مَقْرُونَةً بالجَاهِ والحُرَّاسِ
فَإذا دَعَوْتَ أَخَا وِئَامٍ خِلْتَهُ
لا يَسْتَجيبُ لِدَعْوَةٍ ويُواسي
شَاءَتْ حَقَارَتُنا بِأَنَّا نَفْتَرِقْ
ونُقَوِّضُ القُرْبى ـ وَكُلَّ رَوَاسِ
حتى تَقَطَّعَ حَبْلُنَا في وَصْلِنَا
نمْضَي كَلاَهِينَ بلا إِحْسَاسِ
تِلْكُمْ لَعَمْري خَصْلَةٌ مَذْمُومَةٌ
تُوحي بِأَنَّا أُمَّةُ.. الإِفْلاَسِ
أَيْنَ التَّواصُلُ في مَسَارِ حَيَاتِنَا؟ا
نَغْشَاهُ في حُبٍّ بِكُلِّ حَمَاسِ؟
وَرَوَافِدُ المَاضي تَفِيضُ بِحُبِّنَا
وتُحَاطُ بالإِحْفَاءِ والإِينَاسِ
إِنَّا فُتِنَّا بالحَيَاةِ وَزَيْفِهَا
وَعَشَتْ رُؤَانا لُجَّةُ الإِغْلاَسِ
بالأَمْسِ كُنَّا أُسْرَةً في جَمْعِهَا
في وُدِّهَا.. في قُرْبِهَا الوَنَّاسِ
واليومَ يا لَلْعَارِ أَمْسى خُلْقُنَا
مُسْتَنْكِرَاً للْوَصْلِ.. بِالإِحْبَاس
صُدِعَتْ عَلاقَتُنَا وَبَاتَ المُجْتَنَى
تَفْرِيقَنَا ـ عَنْ بَعْضِنَا في البَاسِ
لا شَيءَ يَشْغَلُنَا سِوَى ((تِبْرٍ)) زَهَا
في خُدْعَةٍ أَوْ قِطْعَةٍ مِنْ مَاسِ
لا نَرْأَمُ المُحْتَاجَ عَبْرَ مُصِيبَةٍ
أَوْ نَصْطَفِيهِ بِصَادِقِ الإِحْسَاسِ
فَكَأَنَّما الدُّنْيَا خُلُودٌ سُرْمَدٌ
كُلاَّ ـ فَما تِلْكُمْ سِوَى وَسْوَاسِ
لَوْ سَاءَلَ الإِنْسَانُ يَوْمَاً نَفْسَهُ
أَيْنَ الأُولى.. كانوا كما النِّبْرَاسِ
لرأَى مَآثِرَهُم تَشِفُّ نَضَارَةً
وَتُرِيهِ إِبْلاَءَ الزَّمَانِ القَاسي
مَنْ كَانَ ذَا مَالٍ ـ يَكُونُ بِحُظْوَةٍ
أَوْ كَانَ ذَا جَاهٍ ((بِغَيْرِ قِيَاسِ))
يَا مُدْلِجينَ بِشَطِّهَا رِفْقَا فَمَا
شَطُّ الحَيَاةِ سِوَى عِثَارٍ غَاسِ
يا حَبَّذَا أَرَجُ الوِصَالِ وَعِطْرُهُ
لِلأَهْلِ.. لِلأَصَحْابِ.. لِلْمُحْتَاسِ!
يَغْشَاهُمو في بَسْمَةٍ مَحْفُوفَةٍ
بالحُبِّ ـ بالإِصْغَاءِ..بالإِهْمَاسِ!
فالمسلمونَ اليومَ أَمْسَوْا فُرْقَةً
مُتَحَفِّزينَ لِنَزْوَةِ الإِنْهَاسِ
يَتَكَالبُونَ على الحَيَاةِ بِغَيِّهَا
مُتَبَاعِدِين بِجَفْوَةٍ وَخَسَاسِ
حادوا عَنِ الدِّين القَوِيم إلى الهَوَى
يَتَطَاحَنُونَ تَطَاحُنَ الأَشْرَاسِ
مَا فَلَّ عَزْمَهُمُو سِوَى بُعْدٍ لَهُمْ
مِنْ بَعْدِ أَنْ كانوا كِرَامَ النَّاسِ
حَجَبُوا الضِّيَاءَ عَنِ العُيونِ فَأَغْطَشَتْ
وَبَدَتْ عَلَيْهِمْ سَحْنَةُ الوُكَّاسِ
الدين وَحَّدَهُمْ وَجَمَّعَ شَمْلَهُمْ
وَدَعَاهُمُو لِلْخَيْرِ والإيناسِ
مَا بَالُنَا لا نَهْتَدي بِصَحَابَةٍ؟!
كانوا هُدَاةَ السَّيْرِ كالنّبْرَاسِ!
حتى غُرِرْنَا بالحَيَاةِ وَطَفْحِهَا
مُتَوَسِّدِينَ وَسَادَةَ الإِنْعَاسِ
طَابَتْ مَعِيشَتُنَا بِفَيء ظِلاَلِهَا
مُتَزَمِّلينَ عَبَاءَةَ النَّخَّاسِ!
فَلَبِئْسَ مَا طَابَتْ حَيَاةٌ فَرَّقَتْ
بَيْنَ الأَحِبَّةِ في الصَّفَا والبَاسِ
جَفَّ الضَّميرُ فَلَمْ تَعُدْ دَفَقَاتُهُ
شَلاَّلَ حُبِّ حَالِمَ الأَنْفَاسِ
يا حَبَّذَا صَفْوُ الحَيَاةِ وَفَيْضُهَا
يَسْمو على الأَوْصَابِ والأَرْجَاسِ
يجلو عَنِ النَّفْسِ الكَئِيبَةِ غَمَّهَا
ويُعيدُهَا للرُّشْدِ والإِحْسَاسِ!
فَنَعُودُ في حُبٍّ مَرِيضاً عَطَّلَتْ
سُبُلُ المَعَاشٍ مَسَارَهُ بِنَكَاسِ
ونُجِيبُ دَعْوَى مَنْ دَعَا في قُرْبَةٍ
مِنْ غَيْرِ إِغْفَالٍ لَهُ.. دَسَّاسِ
فَمَتى نَرَى صَفْوَ الوِئَامِ مُغَرِّداً
في خَافِقٍ ظَامي الرُّؤَى بَجَّاسِ
ونَعُودَ في رِفْقٍ نُوَاصِلُ بَعْضَنَا
مُسْتَلْهِمِينَ النُّورَ في الإِعْمَاسِ
نَسْتَشْعِرُ الإِحْسَاسَ بِيْنَ جَوَانحٍ
بَلِيَتْ مِنَ التَّزْيِيفِ.. والإتْعَاسِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :587  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 14 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.