لَوْ لَمْ تَكُنْ في مَنْصِبٍ حَسَّاسِ |
مَا الْتَفَّ حَولَكَ نُخْبَةُ الجُلاَّسِ |
هِيَ هذه الدَّنْيَا تَدينُ لِمُفْتَرٍ |
ولِمُعْتَلٍ صَهَوَاتِهَا مَيَّاسِ |
أَمْسَتْ علاقَتُنَا رَهِيَنَةَ مَرْكِزٍ |
مَقْرُونَةً بالجَاهِ والحُرَّاسِ |
فَإذا دَعَوْتَ أَخَا وِئَامٍ خِلْتَهُ |
لا يَسْتَجيبُ لِدَعْوَةٍ ويُواسي |
شَاءَتْ حَقَارَتُنا بِأَنَّا نَفْتَرِقْ |
ونُقَوِّضُ القُرْبى ـ وَكُلَّ رَوَاسِ |
حتى تَقَطَّعَ حَبْلُنَا في وَصْلِنَا |
نمْضَي كَلاَهِينَ بلا إِحْسَاسِ |
تِلْكُمْ لَعَمْري خَصْلَةٌ مَذْمُومَةٌ |
تُوحي بِأَنَّا أُمَّةُ.. الإِفْلاَسِ |
أَيْنَ التَّواصُلُ في مَسَارِ حَيَاتِنَا؟ا |
نَغْشَاهُ في حُبٍّ بِكُلِّ حَمَاسِ؟ |
وَرَوَافِدُ المَاضي تَفِيضُ بِحُبِّنَا |
وتُحَاطُ بالإِحْفَاءِ والإِينَاسِ |
إِنَّا فُتِنَّا بالحَيَاةِ وَزَيْفِهَا |
وَعَشَتْ رُؤَانا لُجَّةُ الإِغْلاَسِ |
بالأَمْسِ كُنَّا أُسْرَةً في جَمْعِهَا |
في وُدِّهَا.. في قُرْبِهَا الوَنَّاسِ |
واليومَ يا لَلْعَارِ أَمْسى خُلْقُنَا |
مُسْتَنْكِرَاً للْوَصْلِ.. بِالإِحْبَاس |
صُدِعَتْ عَلاقَتُنَا وَبَاتَ المُجْتَنَى |
تَفْرِيقَنَا ـ عَنْ بَعْضِنَا في البَاسِ |
لا شَيءَ يَشْغَلُنَا سِوَى ((تِبْرٍ)) زَهَا |
في خُدْعَةٍ أَوْ قِطْعَةٍ مِنْ مَاسِ |
لا نَرْأَمُ المُحْتَاجَ عَبْرَ مُصِيبَةٍ |
أَوْ نَصْطَفِيهِ بِصَادِقِ الإِحْسَاسِ |
فَكَأَنَّما الدُّنْيَا خُلُودٌ سُرْمَدٌ |
كُلاَّ ـ فَما تِلْكُمْ سِوَى وَسْوَاسِ |
لَوْ سَاءَلَ الإِنْسَانُ يَوْمَاً نَفْسَهُ |
أَيْنَ الأُولى.. كانوا كما النِّبْرَاسِ |
لرأَى مَآثِرَهُم تَشِفُّ نَضَارَةً |
وَتُرِيهِ إِبْلاَءَ الزَّمَانِ القَاسي |
مَنْ كَانَ ذَا مَالٍ ـ يَكُونُ بِحُظْوَةٍ |
أَوْ كَانَ ذَا جَاهٍ ((بِغَيْرِ قِيَاسِ))
|
يَا مُدْلِجينَ بِشَطِّهَا رِفْقَا فَمَا |
شَطُّ الحَيَاةِ سِوَى عِثَارٍ غَاسِ |
يا حَبَّذَا أَرَجُ الوِصَالِ وَعِطْرُهُ |
لِلأَهْلِ.. لِلأَصَحْابِ.. لِلْمُحْتَاسِ! |
يَغْشَاهُمو في بَسْمَةٍ مَحْفُوفَةٍ |
بالحُبِّ ـ بالإِصْغَاءِ..بالإِهْمَاسِ! |
فالمسلمونَ اليومَ أَمْسَوْا فُرْقَةً |
مُتَحَفِّزينَ لِنَزْوَةِ الإِنْهَاسِ |
يَتَكَالبُونَ على الحَيَاةِ بِغَيِّهَا |
مُتَبَاعِدِين بِجَفْوَةٍ وَخَسَاسِ |
حادوا عَنِ الدِّين القَوِيم إلى الهَوَى |
يَتَطَاحَنُونَ تَطَاحُنَ الأَشْرَاسِ |
مَا فَلَّ عَزْمَهُمُو سِوَى بُعْدٍ لَهُمْ |
مِنْ بَعْدِ أَنْ كانوا كِرَامَ النَّاسِ |
حَجَبُوا الضِّيَاءَ عَنِ العُيونِ فَأَغْطَشَتْ |
وَبَدَتْ عَلَيْهِمْ سَحْنَةُ الوُكَّاسِ |
الدين وَحَّدَهُمْ وَجَمَّعَ شَمْلَهُمْ |
وَدَعَاهُمُو لِلْخَيْرِ والإيناسِ |
مَا بَالُنَا لا نَهْتَدي بِصَحَابَةٍ؟! |
كانوا هُدَاةَ السَّيْرِ كالنّبْرَاسِ! |
حتى غُرِرْنَا بالحَيَاةِ وَطَفْحِهَا |
مُتَوَسِّدِينَ وَسَادَةَ الإِنْعَاسِ |
طَابَتْ مَعِيشَتُنَا بِفَيء ظِلاَلِهَا |
مُتَزَمِّلينَ عَبَاءَةَ النَّخَّاسِ! |
فَلَبِئْسَ مَا طَابَتْ حَيَاةٌ فَرَّقَتْ |
بَيْنَ الأَحِبَّةِ في الصَّفَا والبَاسِ |
جَفَّ الضَّميرُ فَلَمْ تَعُدْ دَفَقَاتُهُ |
شَلاَّلَ حُبِّ حَالِمَ الأَنْفَاسِ |
يا حَبَّذَا صَفْوُ الحَيَاةِ وَفَيْضُهَا |
يَسْمو على الأَوْصَابِ والأَرْجَاسِ |
يجلو عَنِ النَّفْسِ الكَئِيبَةِ غَمَّهَا |
ويُعيدُهَا للرُّشْدِ والإِحْسَاسِ! |
فَنَعُودُ في حُبٍّ مَرِيضاً عَطَّلَتْ |
سُبُلُ المَعَاشٍ مَسَارَهُ بِنَكَاسِ |
ونُجِيبُ دَعْوَى مَنْ دَعَا في قُرْبَةٍ |
مِنْ غَيْرِ إِغْفَالٍ لَهُ.. دَسَّاسِ |
فَمَتى نَرَى صَفْوَ الوِئَامِ مُغَرِّداً |
في خَافِقٍ ظَامي الرُّؤَى بَجَّاسِ |
ونَعُودَ في رِفْقٍ نُوَاصِلُ بَعْضَنَا |
مُسْتَلْهِمِينَ النُّورَ في الإِعْمَاسِ |
نَسْتَشْعِرُ الإِحْسَاسَ بِيْنَ جَوَانحٍ |
بَلِيَتْ مِنَ التَّزْيِيفِ.. والإتْعَاسِ |