شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كَفَاكِ يَا نَفْسُ!
يَا نَفْسُ كُفِّي عَنِ الإسْفَافِ واللَّغَبِ
فَالعُمْرُ يُطْوَى كما طيٌّ مِنَ الكُتُبِ
وَاسْتَلْهِمي الطُّهْرَ بِالإِيمَانِ في رَحَبٍ
فَنِعْمَتِ النَّفْسُ ما حَادَتْ عَنِ اللَّعِبِ
كَفَاكِ يَا نَفْسُ مَا أَفْرَطْتِ لاهِيَةً
عَبْرَ المَتَاهَاتِ في لَهْوٍ وَفي طَرَبِ
اسْتَنهِضي العَزْمَ إِذَلالاً لِمُوبقَةٍ
((فَاللَّهُ)) أَدْرَى بِمَا تُخْفِينَ في الجُنُبِ
عَسَاكِ يَا نَفْسُ إِنْ عَادَتْ بَصِيرتُكِ
تَسْتَنْشِقِينَ عَبِيرَ الطُّهْرِ في الهُدُبِ
((فَاللَّهُ)) يَعْلمُ مَا تُخْفِينَهُ أَزَلاً
إِذَا ارْتَكَبْتِ خَفِيَّ الإِثْمِ وَالكَذِبِ
أَحْرَى بِكِ اليَوْمَ أَنْ تُبْدي مُيَمِّمَةً
نَحْوَ الفَضِيلَةِ في عَلْيَائِهَا الأَرِبِ
مَنْ يُلْجِمِ النَّفْسَ يَنْجُ مِنْ مَثَالِبْها
فَمَا تَجِيشُ بِنَزْعِ الشَّرِّ وَالوَصَبِ
فَالنَّفْسُ كَالطِّفْلِ إِنْ لمْ تَرْعَهُ قِيَمُ
تَشِيبُ مِنْهُ ذُؤَابَاتٌ عَلى الوَجَبِ
يَا مُفْرِطَ التِّيهِ في دُنْيَاكَ مُنْصَرِفاً
هَلاَّ عَقَلْتَ جِمَاحَ الظَّعْنِ في رَغَبِ؟
أَبْلَيْتَ عُمْرَكَ رَكْضاً عَبْرَ زَائِفَةٍ
أنْهَتْ إِليْكَ بِذُلِّ الخَطْوِ وَالتَّعَبِ
مَا أَجْدَرَ اليَوْمَ أَنْ تَرْسو بِشَاطِئِهَا!
وَأَنْ تَعَفَّ عَنِ التَّجْدِيفِ.. في الصَّخَبِ
((فَاللَّهُ)) يَقْبَلُ عَوْدَ العَبْدِ يَطْلُبُهُ
غَفْرَ الذُّنُوبِ وَمَا يُخْفِيهِ مِنْ نَحَبِ
رَبَّاهُ إنّي فَقِيرٌ ليسَ لِي أَمَلٌ
إِلاَّ لدَيْكَ يُوَافيني مِنَ الطَّلَبِ
أَنَخْتُ رَحْلي بِشَطِّ الجُودِ مُرْتَجِياً
صَفْحَ الذُّنوبِ فَكَمْ أَسْرَفْتُ في الثَّلَبِ!
مَا جَاءَ بَابَكَ عَبْدٌ يَرْتَجي أَمَلاً
إِلاَّ وكُنْتَ لِما يَرْجُوهُ عَنْ كَثَبِ
بَلِّغْ مُنَاجِيكَ يَا رَبَّاهُ مَأْمَلَهُ
فَقَدْ أَتَاكَ بِقَلْبٍ حَلَّ في الْكُرَبِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :509  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 16 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.