شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مُنَاجَاةُ نَفْسٍ؟!
أَعَيْنَيَّ.. جُودَا بالدُّمُوعِ فَإِنَّني
أَخَافُ على نَفْسي العَذَابَ المُؤبَّدَا
وَسِحِّي مِنَ الدَّمْعِ الغَزِيرِ وَقَرِّحي
جُفُوناً بِهَا ضَوْءُ الهِدَايةِ قَدْ بَدَا
فَمَا كَانَتِ الدْنيَا سِوَى زَوْرَةٍ لَنَا
نَعِيشُ عَلى أَشْلاَئِهَا العُمْرَ سُهَّدا
تَجِيشُ بِنَا الأْحْلاَمُ لَيْلاً وَإِنَّهَا
لَتَمْضي كما تَمْضي النُّفُوسُ إِلى الرَّدَى
فَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعِيشُ بِنَفْسِهِ
تُكَبِّلُهُ الأَيْامُ عَبْداً مُصَفَّدَا
فَيَا طَالِبَ الدُّنْيَا تَقَرُّ بِحُسْنِهَا
سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ هَوْلاً مُؤَكَّدَا
إِليْكِ أَبُثُّ النُّصْحَ يا نَفْسُ فَافْزَعي
وَفِرِّي إلى شَطِّ النَّجَاةِ ((لأَحْمَدَا))
نَبِيٌّ دَعَا كُلَّ الأَنَامِ.. إلى التُّقَى
فَمَنْهَجُهُ الإيمَانُ شَأْواً وَمقْصِدا
فَعُبِّي مِنَ الكأْسِ النَّقِيِّ ثُمَالُهُ
رَحيقاً بِهِ فَيْضُ الهِدَايَةِ والهُدَى
تَشِعُّ لَكِ الأَنْوَارُ في الخَفْقِ تَارَةً
وَطَوْراً تَرَيْنَ الحَقَّ دَرْباً مُمَهَّدَا
((خَلِيلَيَّ)) إنَّ النَّفْسَ تَأْبَى ضَلاَلَةً
وَيَأْبَى كَرِيمُ الأَصْلِ أَنْ يَتَمَرَّدَا
فَهَلْ كَانَتِ الدُّنْيَا بِدَارِ تَرَبُّضٍ
سِوَى أَنَّهَا شِبْهُ السَّحَابِ تَمَدُّدا؟!
أَلَيْسَتْ رَحَى الأَيَّامِ تَذْرُو نُفُوسَنَا؟
وتُلْقي بِهَا عَبْرَ التُّرَابِ لِتُلْحَدَا؟
فَمَا بَالُنَا نَهْنَى بِدُنِيَا غَرُورَةٍ!
وَهَلْ عَاشَ فِيهَا المَرْءُ عُمْراً مُخَلَّدا؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :644  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.