شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لحْظَةُ سَأْمٍ؟!
سَئِمْتُ الحياةَ ـ فليس بها
مكانٌ ـ يعزُّ كريمَ.. الأَصِلْ!
أُجَدِّفُ حَوْلَ ضَفافِ المنى
فتلقي شِرَاعي بشط الوَحَلْ!
فَأَفْزَعُ والفِكرُ بي تائِهٌ
لماذا تُعمِّقُ فيَّ.. الخَذَلْ؟!
أعالجُ جرحاً ينزُّ قَذَىً
كأَنَّ جراحي أَبَتْ تَنْدَمِلْ!
وأَنْفُثُ عبرَ ضَبابِ الرُّؤَى
طُفوحاً من العُمْقِ تُذكي الشُّعَلْ
كأَنَّ الحياةَ غَدَتْ مَسْرَحاً
تعزُّ الخسيسَ وتُدْني الأَذَلْ!
وترخي العَنَانَ لِلَغْوِ السَّفيهْ
ينعَّمُ فيها بهاني النَّفَلْ!
تداجي الوضيعَ وتُصفي اللَّئيمْ
فيركبُ تيهاً.. جيادَ المَطَلْ!
وأَمَّا مساري بها طامحٌ
طموحاً يحطِّمُ قيدَ الكَسَلْ!
فوجْهُ الحياةِ قناعٌ دَجَى
كحُلْمٍ توهَّجَ ثم ارْتَحَلْ!
فأَيُّ حياةٍ تَفيضُ منىً
إذا الفَدْمُ جازَ سِبَاقَ الأُوَلْ؟
وأَصبحَ يختالُ في غِرَّةٍ
كما قِرْطَبوسٌ ـ تَطَالُ ـ الجَبَلْ؟
يُكتِّمُ شَدْوَ طيورِ الصَّباحْ
ويَخْنُقُ فيها رقيقَ الزَّجَلْ!
كأَنَّ الحياةَ غدتْ لُعْبَةً
بساحٍ.. تجيزُ قِرَاعَ النُّعُلْ!
وتَحْمَدُ حَطْمَ سلوكِ الإِباءْ
لما نَفْتَريهِ بها مِنْ زَلَلْ!
أَتيتُ الحياةَ وبي لهْفَةٌ
أُجدِّفُ عبرَ شطوطِ الأَمَلْ!
وأنشدُ فيها صفاءَ الرَّواءْ
وحلماً جميلاً ونبتاً وَطَلْ!
فعدتُ ودوني جراحُ النَّوى
تقلِّبُ فيَّ.. وَخيزَ النَّكَلْ
أُفَتِّشُ عن صَبَوَاتِ الهَوَى
وسَمْتِ الوَفَاءِ لماضٍ مَحَلْ!
لماذا توارى ولم يستطعْ
نزالَ النُّزوقِ.. لماذا رَحَلْ؟
فلما رأيتُ شروخَ الإِباءْ
وسأْمَ الكرامِ وزيفَ النِّحَلْ!
تَيقَّنْتُ أَنَّ حياةَ الملا..
تَنُوصُ عن الحقِّ صوْبَ الخَطَلْ!
فرحتُ إلى الليلِ أشكو الوَنى
وما قد بليتُ بهِ من عِلَلْ!
فقلتُ أراكَ نجيَّ الهوى
فكمْ فيكَ يا ليلُ طابَ الغَزَلْ!
أَلَسْتَ المعنَّى بأخلاقنا؟
وسَحْقِ الوَفَاءِ ودَحْرِ المُثُلْ؟
فَكَمْ فيكَ يا ليلُ صَبٌّ هوى
ونبضٌ توجَّعَ ثمَّ ارْتَهَلْ؟
يُعاني صلاهُ وفيهِ خَوَاءْ
يعالجُ يأْساً نُدوبَ الشَّلَلْ؟
تُخَدِّشُهُ عَاصِفَاتُ البَلاءْ
بقُبْحِ الفِعَالِ وسَقْطِ النِّحَلْ؟
فقالَ: ليَ الليلُ أَنَّى أُجيبْ؟
وفيَّ من الدَّمْعِ نَزْفٌ هَطَلْ؟
وغذَّ الرِّحالَ على أُهْبَةٍ
لما قدْ تراءى بهِ فانْسَدَلْ
ودَمْدَمَ مثلَ رياحِ الشِّتاءْ
بصوتٍ مخيفٍ ورُعْبٍ جَلَلْ!
فرحتُ إلى البحرِ علِّي أَرى
جواباً لديْهِ يُعيدُ الأَمَلْ!
فقالَ: ليَ البحرُ أَمَّا أنا..
فدونكَ جسمي بَرَاهُ النَّحَلْ!
صبرتُ على وَخَزَاتِ الدُّنا
وأيقنتُ أني حبيسُ الذَّلَلْ
فثارَ بيَ الموجُ في ليلةٍ
ليعلنَ رفْضاً لما قدْ نَزَلْ!
ويغمرَ كلَّ شواطي الورودْ
يدمِّرُ فيها مرآفي الخَلَلْ!
فإِني تمرَّدْتُ منذُ الصِّبى
لما قدْ يعيقُ صفائي.. فَسَلْ؟!
فقلتُ أيا بحرُ أنتَ إِذَنْ
تعاني القُروحَ.. وتَأْبى الهَزَلْ
فجئْتُ إلى النَّجْمِ في حَيْرَةٍ
أُناشدُ فيهِ جواباً لَعَلْ!
فَوَصْوَصَ دُوني وغابَ السَّنَا
بما قدْ أُثيرَ بهِ وانْشَغَلْ!
فقلتُ لعلَّكَ لا تَحْتَفي!
بضَيْفٍ أَتَاكَ يُعاني الكَلَلْ!
فَتَمْتَمَ ويحكَ هلْ تَرْتَجي؟
جواباً يفرِّجُ شَطْحَ المَلَلْ؟
وعندي من الهَمِّ ما يَصْطَلي
فكفِّ السُّؤَالَ.. وخَلِّ الجَدَلْ!
حملتُ سؤالي إلى روضةٍ
بها الطيرُ تشدو رقيقَ الغَزَلْ!
فقلتُ أَيَا طيرُ كيفَ الهوى؟
وكيفَ لدَيْكِ شَفَافُ الأَمَلْ؟
ألستِ تُغنِّينَ في نَشْوَةٍ؟
وتَرْوينَ بالحبِّ كأْسَ النَّهَلْ؟
فقالتْ.. غِنَائي بُكَاءُ السَّقيمْ
وما قدْ ينوءُ بهِ مِنْ عِلَلْ؟
وشجوُ غنائي سُلُوٌّ لِمَا
يَجيشُ بِصدْريَ منذُ الأَزَلْ
فإنْ كنتُ أَشْدو نشيدَ الحياهْ
وأَطْبَعُ في الثَّغْرِ رَطْبَ القُبَلْ!
وانثُر لحنَ جَمَالِ الربيعْ!
غناءً يفوحُ بناي الجَذَلْ!
فلا تَحْسَبَنَّ حياتي رَفَاهْ
فإني أداري هَوىً مُشْتَعِلْ
وأَرسمُ عبرَ نغومِ الأصيلْ
كهوفاً توَاري دموعَ الخَجَلْ!
لأَبعثَ في الكونِ دِفْءَ الهوى
وبسمةَ حبٍّ نديِّ الرَّفَلْ!
وفي النفسِ منِّي حَريقٌ دَفينْ
يُعمِّقُ لفْحاً.. جُذُورَ الوَجَلْ!
فَتِلْكَ حياتي وقدْ عشتُها
بعيداً عن الزَّيفِ والمُنتَحَلْ!
فقدَّمتُ شكري لطيرٍ حكى
بصْدقِ العبارةِ لفظاً.. حَمَلْ!
وأَلْمحَ أنَّ حياةَ الورى
سُقُوطٌ وسَحْقٌ لِمَنْ قدْ سَفُلْ
وَأَعْلَنْ أنَّ منالَ الملا
ركوبُ الصِّعَابِ بكلِّ السُّبُلْ
تلمَّسْتُ في الطيرِ صِدْقَ الجوابْ
فَقدَّمتُ.. طَاقَةَ زهرٍ وفُلْ!
وبتُّ أُناشدُ مَنْ لا يُجيدْ
صعودَ الجبالِ.. وحَطْمَ الكَبَلْ!
أَلَسْنا نُعاني نزيفَ الجراحْ؟
وكمًّا من الحزْنِ فينَا حَصَلْ؟
نُواري الدَّنَاءَةَ لا نَرْعَوي
كأنَّا نُخَبِّىءُ.. سَقْطَ الفَشَلْ!
نَسيرُ على وَجْههَا صائلينْ
نَغَرُّ بمالٍ قصيرِ الأَجَلْ؟
ونحسَبُ أَنَّ رصيدَ البنوكْ
سيدفعُ عنَّا رُكَامَ الزَّلَلْ؟
تَرَفَّقْ.. أَخا التِّيهِ لا تحطِمَنْ
نياطَ الوئامِ.. بِقَطْعِ الأَهِلْ!
وتَجْثو على صَهَوَاتِ المنى
ودونكَ نجمُ الوَفَا.. قدْ أَفَلْ!
تحسَّسْ ضميرَكَ هَلْ يَجْتَلي
عبيرَ الوِصَالِ لفاني الطَّلَلْ؟
فإنَّ الحياةَ بساطٌ لنا..
نَغذُّ بها السَّيْرَ نحوَ العَمَلْ!
فَنَبْضُ الحياةِ لنا جامعٌ
إِذا الخَطْبُ جاءَ بنا أَوْ نَزَلْ
فنعمَ الحياةُ لمنْ يَشْتَهي
حياةً يَقَرُّ بها مَنْ وَجَلْ
ويطرحُ عنْهُ نُزُوعَ الهَوَى
بوَصْلٍ يُضَمِّدُ.. قَرْحَ المُقَلْ!
فَشَطُّ النَّجَاةِ لنا مَعْبَرٌ
فَلَيْتَ نَعُودُ إِليهِ.. وَهَلْ؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :532  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه - الجزء الثاني

[تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 2009]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج