شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الليلُ.. أيُّها الماردُ العظيمْ؟!
حبذا يا ليلُ لو فجَّرتَ نبضي مرهفا!
وأثرتَ الشوقَ في قلبي فقدْ عزَّ الوفا!
فأنا شاعرُكَ المفتونُ صَبًّا مدنفا!
ارْسًمُ النجمةَ ـ خلاَّ
اسْكَبُ الدَّيْمَةَ ـ طلاَّ
وَأرَى العَتْمَةَ.. ظلاَّ
أَيُّها السَّارِحُ في لُجِّ.. مداهْ!
سَرْمَدِيُّ النبضِ في مَدِّ دُجَاهْ!
أبديُّ العِشْقِ في يمِّ هَوَاهْ!
يا نجيَّ.. المدنَفينْ!
يا هميسَ.. الحائرينْ!
كلما جئتُ.. إِليكا
أشتهي القربَ لديكا
تحجبُ الرؤيةَ عني
وتواليني.. بضنِّ
هائمٌ يا ليلُ في حضنِ الزمانْ!
سرمديُّ الحلمِ دفاقُ الحنانْ
قُرمزيٌّ أنت يا ليلَ ـ الشتاءْ!
عاطرُ الأنفاسِ شهديُّ الرَّواءْ
شامخُ الأعطافِ.. صَيَّالُ الدلالْ
نابضُ الإحساسِ شفَّافُ الخصالْ
أيها الظلُّ الأليفْ!
أيها الخلُّ اللطيف!
أيها الخصمُ العنيدْ
أيها الطودُ.. العتيدْ
فيك إِعتامٌ.. وصمتٌ وجلالْ!
وبشطيكَ قناةٌ من خيالْ!
 
ترسم البسمةَ نبضاً
في شفاهِ المكربينْ
وتجبُّ اليأسَ فَضَّا
عن قلوبِ.. المولَهينْ
تَدْفِقُ الإحساسَ فيهمْ
مثلَ شلالِ ـ الضياءْ
ليس في سمتكَ خبثٌ
أوْ ملاقٌ.. أوْ رياءْ
نجمكَ الحالمُ يزهو
مثلُ عنقودِ.. وَلاءْ!
ينثر البَسْمَةَ نَشْوَى
ويغني.. للمساءْ!
 
وإذا لاذَ إِليكَ.. المتعبُ
وجدَ الدِّفْءَ الذي لا ينضبُ
ظامئاً.. كالصيفِ جَيَّاشَ الحنانْ
شطُّكَ المطروحُ ـ برٌّ وأَمَانْ
أيها الليلُّ ـ القديمُ المتجددْ
أيها الليلُ ـ الطريفُ المتجعدْ
أيها الليلُ ـ الصفيُّ ـ المتبدلْ
أيها الليلُ ـ القويُّ ـ المترهلْ!
كم مضى في راحتيكَ ـ الموغِلونْ!
وبدوْا ظلاً.. ورسماً وشجونْ!
أنتَ يا ليلُ ـ رفيقُ الغرباءْ
وسميرُ الهمسِ إنْ ندَّ الصفاءْ
صمتُكَ الحالمُ ـ يُغري بالأَمَلْ!
ويذيبُ السأْمَ فينا.. والمللْ!
أيها الليلُ.. حَذَارِ من غدي
أَن أرى حلميَ.. مشلولَ.. اليدِ!
وأنا الإنسانُ ذو النبضِ الرهيفْ!
غالني الإعتامُ والجوُّ ـ المخيفْ
أكتوي بالسَّقْطِ في جُنْحِ الظلامْ
فأُواري السَّوْءَ عزًّا.. واحتشامْ
أنتَ يا ليلُ.. فنارُ الضائعينْ
وشراعٌ ـ لنجاةِ.. الخائفينْ
تنشرُ الإحساسَ ظلاً وادعا
وتنيرُ الأفقَ نجماً.. ساطعا
ليتَ أَنَّا أيها الليلُ الصَّموتْ!
نجلدُ الأحباطَ سوطاً والسكوتْ
فيكَ يا ليلُ ـ مَرَاحٌ ـ واكتئابْ
واجْتِلاَءٌ.. وصَفَاءٌ وارتِيَابْ
فَامْلأِ النفسَ بحبٍّ.. سرمدي
يطبعُ الخيرَ.. وِشَاماً في يدي
فَأَرَى الأطيافَ ـ حولي سهَّدَا
يتناثرنَ عبيراً من نَدَى!
شَفَّهُنَّ الوجدُ ـ للصوتِ الرخيمْ
واختلاجُ الشَّوْقِ في النَّبْضِ السقيمْ
ترسمُ الشَّطَّ ـ بساطاً من زهورْ
والرَّوابي الخضرُ.. جذلى في حُبُورْ
وربيعُ العمرِ.. وهَّاجُ.. السنا
يملأُ الأجواءَ.. عطراً.. سوسنا
يطعنُ الخفضَ ـ وذلَّ الانكسارْ
يمقتُ الإِقْعَاءَ فينا.. والصَّغَارْ
ويرينا النُّورَ شَفَّافَ.. الإِباءْ
في نفوسٍ أَدْمَنَتْ لعْكَ الرِّياءْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :547  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج