شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار > الجزء الثاني > تعظيم الحرم وتعظيم الذنب فيه والإلحاد فيه
 
تعظيم الحرم وتعظيم الذنب فيه والإلحاد فيه
حدّثنا أبو الوليد حدثني جدي حدثنا سفيان عن مسعر عن مصعب بن شيبة عن عبد الله ابن الزبير قال: إن كانت الأمة من بني إسرائيل لتقدم مكة فإذا بلغت ذا طوى خلعت نعالها تعظيماً للحرم، حدّثنا أبو الوليد حدثنا عمر (1) بن حكام البصري عن شعبة عن منصور عن مجاهد في قوله تعالى وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ قال كان لعبد الله بن عمرو بن العاص فسطاطان أحدهما في الحل، والآخر في الحرم فإذا اراد أن يعاتب أهله عاتبهم في الحل وإذا أراد أن يصلي صلى في الحرم فقيل له في ذلك: فقال: إنا كنا نتحدث أن من الإلحاد في الحرم أن يقول كلا والله وبلى (2) والله، حدّثنا أبو الوليد حدثني جدي عن سفيان عن منصور عن إبراهيم قال: كان يعجبهم إذا قدموا مكة أن لا يخرجوا منها حتى يختموا القرآن.
حدّثنا أبو الوليد وحدثني جدي عن سفيان بن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس قال: استأذني الحسين بن علي في الخروج فقلت: لولا أن يرزأ بي أو بك لتشبثت بيدي في رأسك فكان الذي رد علي من قول (3) لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن تستحل حرمتها بي - يعني الحرم - فكان ذلك الذي سلا نفسي (4) عنه، قال ثم يقول طاوس: والله ما رأيت أحداً أشد تعظيماً للمحارم من ابن عباس رضي الله عنه ولو شاء أن أبكي لبكيت.
حدّثنا أبو الوليد قال (5) : حدثني جدي وإبراهيم بن محمد قالا: أخبرنا مسلم بن خالد الزنجي عن ابن أبي نجيح عن أبيه قال: لم تكن كبار الحيتان تأكل صغارها في الحرم من زمن الغرق، وبه قال (6) حدثني جدي وإبراهيم بن محمد عن مسلم بن خالد عن ابن خيثم قال: كان بمكة حي يقال لهم: العماليق فأحدثوا فيها أحداثاً فنفاهم الله عز وجل منها فجعل يقودهم بالغيث، ويسوقهم بالسنة، يضع الغيث أمامهم فيذهبون ليرجعون (7) فلا يجدون شيئاً فيتبعون الغيث حتى ألحقهم الله تعالى بمساقط روس آباءهم وكانوا من حمير، ثم بعث الله عليهم الطوفان، قال الزنجي: فقلت لابن خيثم: وما كان الطوفان؟ قال: الموت، حدّثنا أبو الوليد قال (8) : حدثني جدي وإبراهيم بن محمد الشافعي قالا: أخبرنا مسلم بن خالد عن ابن خيثم عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل الحجر (9) في غزوة تبوك قام فخطب الناس، فقال: يا أيها الناس لا تسألوا نبيكم عن الآيات هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث الله لهم آية فبعث الله لهم الناقة فكانت ترد من هذا الفج فتشرب ماءهم يوم وردها، ويشربون من لبنها مثل ما كانوا يرتوون من مائهم من غبها إلا وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها فوعدهم الله ثلاثة أيام فكان موعد من الله تعالى غير مكذوب ثم جاءتهم الصيحة فأهلك الله من كان في مشارق الأرض ومغاربها منهم إلا رجلاً كان في حرم الله فمنعه حرم الله من عذاب الله، فقالوا: يا رسول الله ومن هو؟ قال: أبو رغال.
حدّثنا أبو الوليد قال (10) : حدثني جدي عن مسلم بن خالد عن أيوب بن موسى عن عبد الله ابن عمرو بن العاص أنه قال: أيها الناس إن هذا البيت لاق ربه فسايله عنكم الا فانظروا فيما هو سائلكم عنه من أمره الا وأذكروا إذ كان سكانه لا يسفكون فيه دماً حراماً، ولا يمشون فيه بالنميمة.
حدّثنا أبو الوليد حدثنا مهدي بن أبي المهدي حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله مولى بني هاشم عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السايب عن محمد بن سابط عن النبي صلى الله عليه وسلم يحكي عن ربه تعالى قال: لا يكون بمكة سافك دم، ولا آكل ربا، ولا نمام، ودحيت الأرض من مكة، وأول من طاف بالبيت الملائكة، قال: فلما أراد أن يجعل في الأرض خليفة قالت الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء؟ - يعني مكة - فقال الشعبي: النميمة (11) عدلت بالدم والربا (12) فلم يزل يحدثني فيها حتى عرفت أنها شر الأعمال، وقال محمد بن سابط: كان النبي صلى الله عليه وسلم من الأنبياء إذا هلكت أمته لحق بمكة فتعبد فيها النبي ومن معه حتى يموت فمات بها نوح، وهود، وصالح، وشعيب، وقبورهم بين زمزم والحجر.
حدّثنا أبو الوليد قال (13) : حدثنا مهدي بن أبي المهدي حدثنا يحيى بن سليم عن أبي خيثم قال: سمعت عبد الرحمن بن سابط يقول: سمعت عبد الله بن ضمرة السلولي يقول: ما بين الركن إلى المقام إلى زمزم إلى الحجر قبر تسعة وتسعين نبياً جاءوا حجاجاً فقبروا هنالك، فتلك قبورهم غور الكعبة (14) ، حدّثنا أبو الوليد قال (15) : حدثنا أحمد بن ميسرة المكي حدثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن أبيه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول لخطيئة أصيبها بمكة أعز علي من سبعين خطيئة أصيبها بركبة (16) ، وبه قال أحمد بن ميسرة عن عبد المجيد بن عبد العزيز عن أبيه عمر بن الخطاب كان يقول لقريش: يا معشر قريش الحقوا بالأرياف فهو أعظم لأخطاركم، وأقل لأوزاركم، وبه قال: حدثني أحمد بن ميسرة عن عبد المجيد بن عبد العزيز عن أبيه قال أخبرت أن سعيد بن المسيب رأى رجلاً من أهل المدينة بمكة فقال: ارجع إلى المدينة فقال الرجل: إنما جيت أطلب العلم، فقال سعيد بن المسيب: أما إذا أبيت فإنا كنا نسمع أن ساكن مكة لا يموت حتى يكون عنده بمنزلة الحل لما يستحل من حرمتها، وبه عن عبد المجيد ابن عبد العزيز عن أبيه قال: أخبرت أن عمر بن عبد العزيز قدم مكة وهو إذ ذاك أمير فطلب إليه أهل مكة أن يقيم بين أظهرهم بعض المقام وينظر في حوايجهم فأبى عليهم، فاستشفعوا إليه بعبد الله ابن عمرو بن عثمان، قال فقال له: اتق الله فإنها رعيتك وإن لهم عليك حقاً وهم يحبون أن تنظر في حوايجهم فذلك أيسر عليهم من أن ينتابوك بالمدينة، قال: فأبى عليه قال: فلما أبى قال له عبد الله ابن عمرو: أما إذ أبيت فأخبرني لم تأبا؟ فقال له عمر: مخافة الحدث بها، وقال عبد العزيز: وأخبرت أن عمر بن عبد العزيز وافقه شهر رمضان بمكة فخرج فصام بالطايف.
حدّثنا أبو الوليد قال (17) : حدثني جدي حدثنا يحيى بن سليم قال: سمعت ابن خيثم يحدث عن عثمان أنه سمع ابن عمر (18) يقول: احتكار الطعام بمكة للبيع الحاد، وبه حدثنا يحيى بن سليم حدثنا عثمان بن الأسود عن مجاهد قال: بيع الطعام بمكة الحاد، قال عثمان: يعني أن يشتري هاهنا ويبيع هاهنا ولا يعني الجالب، وبه حدثنا يحيى بن سليم عن ابن خيثم عن عبيد الله بن عياض عن يعلى بن منبه أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: يا أهل مكة لا تحتكروا الطعام بمكة فإن احتكار الطعام بمكة للبيع الحاد، حدّثنا أبو الوليد قال (19) : حدثني جدي حدثنا سعيد بن سالم عن عثمان بن ساج قال قال مجاهد: ومن يرد فيه بإلحاد (20) بظلم يعمل عملاً سيئاً، وقال غيره: المسجد الحرام والمشركون صدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المسجد وعن سبيل الله يوم الحديبية.
حدّثنا أبو الوليد حدثنا جدي عن سعيد بن سالم عن ابن جريج في قوله عز وجل وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ استحلالاً متعمداً، قال وقال ابن جريج أيضاً قال ابن عباس: والشرك.
حدّثنا أبو الوليد قال (21) أخبرني جدي عن سعيد عن عثمان اخبرني المثنى بن الصباح عن عطاء بن أبي رباح حدثني إسماعيل بن جليحة قال: كان عبد الله بن عمر إذا طاف بين الصفا والمروة دخل على خالة له فقال: أين ابنك؟ فقالت: بأبي أنت وأمي يخرج إلى هذا السوق فيشتري من السمراء ويبيعها قال: فمريه لا يقربن من ذلك شيئاً فإنه إلحاد، قال عثمان قال مجاهد: العاكف فيه الساكن فيه والبادي الجالب، قال عثمان: وأخبرني محمد بن السايب الكلبي قال: العاكف أهل مكة، وأما (22) البادي فمن أتاه غير أهل البلد، قال عثمان: وأخبرني يحيى بن أبي أنيسة قال قال إسماعيل: سمعت مرة الهمذاني يقول: سمعت عبد الله بن مسعود يقول: ليس أحد من خلق الله تعالى يهم بسيئة فيها فيؤخذ بها ولا تكتب عليه حتى يعملها غير شيء واحد، قال: ففزعنا لذلك، فقلنا: ما هو يا أبا عبد الرحمن؟ فقال عبد الله: من هم أو حدث نفسه بأن يلحد بالبيت أذاقه الله عز وجل من عذاب أليم، ثم قرأ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم، قال عثمان: وأخبرني يحيى بن أبي أنيسة قال قال السدي: الإلحاد الاستحلال فإن قوله عز وجل ومن يرد فيه بإلحاد - يعني الظلم فيه - فيقول: من يستحله ظالماً فيتعدى فيه فيحل فيما ما حرم الله تعالى، قال عثمان: وأخبرني المثنى بن الصباح قال: بلغني أن عبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير كانا جالسين فقال عبد الله ابن عمرو بن العاص: إني لأجد في كتاب الله عز وجل رجلاً يسمى عبد الله عليه نصف عذاب هذه الأمة، فقال عبد الله بن الزبير لئن كنت وجدت هذا في كتاب الله تعالى أنك لأنت هو، قال: وإنما أراد عبد الله بن عمرو بهذا أي فلا يستحل القتال في الحرم.
حدّثنا أبو الوليد حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان بن منصور السهامي حدثنا محمد بن زياد عن ابن قرة عن عثمان بن الأسود بسنده إما عن مجاهد وإما عن غير ذلك قال: من أخرج مسلماً من ظله في حرم الله تعالى من غير ضرورة أخرجه الله تعالى من ظل عرشه يوم القيامة.
حدّثنا أبو الوليد حدثني جدي عن سفيان بن عيينة عن سفيان الثوري عن جابر الجعفي عن مجاهد وعطاء في قوله تعالى سَوَاء الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ قال: العاكف أهل مكة والبادي الغرباء سواء هم في حرمته، حدّثنا أبو الوليد قال حدثني جدي حدثنا مسلم بن خالد عن ابن جريج قال: حدثني إسماعيل بن أمية أن عمر بن الخطاب قال: لأن أخطئ سبعين خطيئة بركبة أحب إلي من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة، قال ابن جريج قال مجاهد: حذر عمر قريشاً الحرم قال. وكان بها ثلاثة أحياء من العرب فهلكوا، لأن أخطئ اثنتي عشرة خطيئة بركبة، أحب إلي من أن أخطئ خطيئة واحدة إلى ركنها، قال ابن جريج: بلغني أن الخطيئة بمكة ماية خطيئة والحسنة على نحو ذلك وقال ابن جريج: حدثني إبراهيم حديثاً رفعه إلى فاطمة السهمية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: الإلحاد في الحرم ظلم الخادم فما فوق ذلك.
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي حدثنا إبراهيم حدثنا محمد بن سوقة عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال: حج الحواريون فلما دخلوا الحرم مشوا تعظيماً للحرم.
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي حدثنا إبراهيم بن محمد عن إبان بن أبي عياش عن عبد الرحمن بن سابط أنه سمع عبد الله بن عمر وهو جالس في الحجر يطعن بمخصرته في البيت وهو يقول انظروا ما أنتم قايلون غداً إذا سئل هذا عنكم وسئتلم عنه واذكروا إذ عامره لا يتجر فيه بالربا (23) ولا يسفك فيه الدماء ولا يمشي فيه بالنميمة.
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثني صفوان بن سليم عن فاطمة السهمية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: الإلحاد في الحرم شتم الخادم فما فوق ذلك ظلماً.
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي عن سعيد بن سالم عن ابن جريج عن عكرمة بن خالد قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأنصار، ورجلاً من مزينة، وابن خطل في بعض حاجته، فقال للمزني وابن خطل: أطيعا الأنصاري حتى ترجعا، فلما كانوا ببعض الطريق أمر الأنصاري المزني ببعض العمل وقال لابن خطل: أذبح هذه الشاة فلم يرجع الأنصاري حتى فرغ المزني مما أمره به وإذا الشاة كما هي، قال الأنصاري لابن خطل: ما منعك من ذبح هذه الشاة؟ قال ابن خطل: أنت أحق بها مني، ثم أنهما تباطشا فقتله ابن خطل، ثم أراد المزني فقال: ويلك ما شانك وجه حيث شئت فأنا اتبعك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :538  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 180 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج