قال أبو الوليد من طريق المدينة دون التنعيم(1) عند بيوت غفار(2) على ثلاثة أميال، ومن طريق اليمن طرف إضاءة لبن(3) في ثنية لبن على سبعة أميال، ومن طريق جدة(4) منقطع الأعشاش(5) على عشرة أميال، ومن طريق الطايف على طريق عرفة من بطن نمرة على أحد عشر ميلاً(6) ومن طريق العراق(7) على ثنية خل(8) بالمقطع(9) على سبعة أميال، ومن طريق الجعرانة في شعب آل عبد الله بن خالد بن أسيد على تسعة أميال(10).
بفتح المثناة وسكون النون وكسر المهملة، وهو في طريق وادي فاطمة، قال المحب الطبري أبعد من أدنى الحل إلى مكة بقليل وليس بطرف الحل، وإنما سمي التنعيم لأن الجبل الذي عن اليمين الداخل يقال له نعيم والذي عن اليسار يقال له ناعم ولوادي نعمان، من الحرم هو الذي اعتمرت منه.
وتسمى (إضاءة بني غفار) كما ذكر ياقوت، والإضاءة الماء المستنقع من سيل وغيره، وغفار قبيلة من كنانة. وقد قال ابن ظهيرة أن الحصحاص وهو مقبرة المهاجرين المعروف اليوم بالمختلع يسمى (بإضاءة بني غفار).
قال الفاكهي: وأما لبن فهو لبن في طرف أضاة لبن، والأضاة هي الأرض ولبن هو جبل والأضاة من أسفله وهو جبل طويل له رأسان، ثم قال وعنده أضاة بني غفار، وإضاءة بني غفار هذه في طريق اليمن، قلنا هذا وهم من الفاكهي.