شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ذكر الحرم كيف (1) حرم
حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى قال: حدثنا عبد الله ابن عثمان بن خيثم عن أبي الطفيل عن ابن عباس قال: أول من نصب أنصاب الحرم إبراهيم عليه السلام يريه ذلك جبريل عليه السلام فلما كان يوم فتح مكة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم بن أسد الخزاعي فجدد مارث منها، وأخبرني جدي قال: حدثنا عبد الرحمن بن حسن بن القاسم عن أبيه قال: سمعت بعض أهل العلم يقول: إنه لما خاف آدم عليه السلام على نفسه من الشيطان فاستعاذ بالله سبحانه فأرسل الله عز وجل ملائكة حفوا بمكة من كل جانب ووقفوا حواليها، قال: فحرم الله تعالى الحرم من حيث كانت الملائكة عليهم السلام وقفت، حدّثني جدي قال حدثنا سعيد بن سالم القداح عن عثمان بن ساج عن وهب بن منبه أن آدم عليه السلام اشتد بكاءه وحزنه لما كان من عظم المصيبة حتى أن كانت الملائكة لتحزن لحزنه ولتبكي لبكائه فعزاه الله بخيمة من خيام الجنة وضعها له بمكة في موضع الكعبة قبل أن تكون الكعبة وتلك الخيمة ياقوتة حمراء من يواقيت الجنة، وفيها ثلاثة قناديل من ذهب من تبر الجنة فيها نور يلتهب من نور الجنة والركن يومئذ نجم من نجومه فكان ضوء ذلك النور ينتهي إلى موضع الحرم فلما صار آدم إلى مكة حرسه الله وحرس تلك الخيمة بالملائكة فكانوا يقفون على مواضع أنصاب الحرم يحرسونه ويذودون عنه سكان الأرض وسكانها يومئذ الجن والشياطين فلا ينبغي لهم أن ينظروا إلى شيء من الجنة لأنه من نظر إلى شيء منها وجبت له والأرض يومئذ طاهرة نقية طيبة لم تنجس ولم تسفك فيها الدماء ولم يعمل فيها بالخطايا فلذلك جعلها الله سبحانه يومئذ مستقراً لملائكته وجعلهم فيها كما كانوا في السماء يسبحون الليل والنهار لا يفترون فلم تزل تلك الخيمة مكانها حتى قبض الله تعالى آدم ثم رفعها إليه، حدّثنا أبو الوليد قال: حدثني جدي عن عبد الرحمن بن حسن بن القاسم عن أبيه قال: سمعت بعض أهل العلم يقولون: قال إبراهيم عليه السلام لإسماعيل أبغني (2) حجراً أجعله للناس آية قال: فذهب إسماعيل ثم رجع ولم يأته بشيء ووجد الركن عنده فلما رآه قال له: من أين لك هذا؟ قال إبراهيم: جاء به من لم يكلني إلى حجرك؛ جاء به جبريل عليه السلام، قال: فوضعه إبراهيم عليه السلام في موضعه هذا فأنار شرقاً وغرباً ويماً (3) وشاماً، فحرم الله تعالى الحرم من حيث انتهى نور الركن وإشراقه من كل جانب قال: ولما قال إبراهيم ربنا أرنا مناسكنا نزل إليه جبريل فذهب به فأراه المناسك ووقفه على حدود الحرم فكان إبراهيم يرضم الحجارة، وينصب الأعلام، ويحثي عليها التراب، وكان جبريل يقفه على الحدود، قال: وسمعت أن غنم إسماعيل عليه السلام كانت ترعى في الحرم ولا تجاوزه ولا تخرج منه فإذا بلغت منتهاه من كل ناحية (4) من نواحيه رجعت صابة في الحرم.
حدّثنا أبو الوليد حدثني جدي حدثنا سعيد بن سالم عن ابن جريج قال: كنت أسمع من أبي يزعم أن إبراهيم أول من نصب أنصاب الحرم، حدّثنا أبو الوليد حدثنا جدي حدثنا سعيد ابن سالم عن ابن جريج عن عبد الله بن عثمان بن خيثم عن محمد بن الأسود أنه أخبره أن إبراهيم أول من نصب أنصاب الحرم، وأن جبريل عليه السلام دله على مواضعها، قال ابن جريج: وأخبرني أيضاً عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر يوم الفتح تميم بن أسد جد عبد الرحمن بن عبد المطلب بن تميم فجددها.
حدّثنا أبو الوليد وحدثني محمد بن يحيى عن هشام بن سليمان المخزومي عن عبد الملك بن يحيى ابن عباد بن عبد الله بن الزبير عن موسى بن عقبة أنه قال: عدت قريش على أنصاب الحرم فنزعتها فاشتد ذلك على النبي صلى الله عليه وسلم فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا محمد اشتد عليك أن نزعت قريش أنصاب الحرم، قال: نعم قال (5) : أما أنهم سيعيدونها، قال: فرأى رجل من هذه القبيلة من قريش ومن هذه القبيلة حتى رأى ذلك عدة من قبايل قريش قايلاً يقول (6) : حرم كان أعزكم الله به، ومنعكم، فنزعتم أنصابه، الآن تخطفكم العرب، فأصبحوا يتحدثون بذلك في مجالسهم فأعادوها فجاء جبريل عليه السلام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد قد أعادوها، قال: أفأصابوا يا جبريل؟ قال: ما وضعوا منها نصباً إلا بيد ملك، حدّثنا أبو الوليد حدثنا محمد بن يحيى عن الواقدي عن إسحاق بن حازم عن جعفر بن ربيعة عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن إبراهيم عليه السلام نصب أنصاب الحرم يريه جبريل عليه السلام ثم لم تحرك حتى كان قصي فجددها ثم لم تحرك حتى كان رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث عام الفتح تميم بن أسد الخزاعي فجددها ثم لم تحرك حتى كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه فبعث أربعة من قريش كانوا يبتدءون في بواديها فجددوا أنصاب الحرم، منهم مخرمة بن نوفل، وأبو هود سعيد بن يربوع المخزومي، وحويطب بن عبد العزى، وأزهر بن عبد عوف الزهري (7) ، حدّثنا أبو الوليد حدثني محمد بن يحيى عن الواقدي حدثني خالد ابن إلياس عن يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب عن أبيه قال: لما ولى عثمان بن عفان بعث على الحج عبدالرحمن بن عوف وأمره أن يجدد أنصاب الحرم (8) فبعث عبد الرحمن نفراً من قريش منهم حويطب بن عبد العزى، وعبد الرحمن بن أزهر وكان سعيد بن يربوع قد ذهب بصره في آخر خلافة عمر وذهب بصر مخرمة بن نوفل في خلافة عثمان فكانوا يجددون أنصاب الحرم في كل سنة فلما ولي معاوية كتب إلى والي مكة فأمره بتجديدها (9) ، قال: فلما بعث عمر بن الخطاب النفر الذين بعثهم في تجديد أنصاب الحرم أمرهم أن ينظروا إلى كل وادٍ يصب في الحرم فنصبوا عليه واعلموه وجعلوه حرماً وإلى كل وادٍ يصب في الحل فجعلوه حلاً.
حدّثنا أبو الوليد حدثني جدي عن محمد بن إدريس عن محمد بن عمر عن ابن أبي سبرة عن المسور ابن رفاعة قال: لما حج عبد الملك بن مروان أرسل إلى أكبر شيخ يعلمه من خزاعة، وشيخ من قريش، وشيخ من بني بكر وأمرهم بتجديد الحرم (10) ، قال أبو الوليد وكل وادٍ في الحرم فهو يسيل في الحل ولا يسيل من الحل في الحرم إلا من موضع واحد عند التنعيم عند بيوت غفار (11) .
 
طباعة

تعليق

 القراءات :562  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 178 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج