شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 26 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مكرز يقول):
مكرز: الناس في مكة يا سهيل عيون وآذان تترصد أخبار عمرو بن العاص وخالد بن الوليد.
سهيل:إن إخبارهما يا مكرز شغل الناس الشاغل في هذه الأيام.
مكرز: ألم تفعل شيئاً في هذا السبيل يا أبا يزيد؟..
سهيل:أتقصد إقناعهما بالعدول عن الدخول في الإسلام..
مكرز: أجل.. أجل..
سهيل:لا يا مكرز ولقد تركت الأمر لهند بنت عتبة..
مكرز: هند بنت عتبة.. كل شيء هند بنت عتبة. صدق نبي المسلمين حين قال..
سهيل:(ضاحكاً) أصرت تحفظ شيئاً من أحاديث محمد..
مكرز: هذا الحديث سمعته من بعض المسلمين في مكة..
سهيل:ما هو يا مكرز الراوية؟..
مكرز: يرددون أن محمداً قال: لعن الله قوماً ولَّوا أمرهم امرأة، وأنتم في حضور أبي سفيان أو غيابه تمشون برأي هند بنت عتبة..
سهيل:إنها أجرأ منا على عمرو بن العاص وخالد. إنها تعرف اللَّغة التي تخاطبهما بها أما أنا..
مكرز: أما أنت ماذا يا أبا جندل..
سهيل:أما أنا فليْضعف قولي وحجتي أمام أي رجل يحاول أن يدخل في الإسلام حتى لو كان غير خالد أو عمرو بن العاص.
مكرز: لم يا سهيل لم.. يا صاحب البيان الرائع والحجة القوية..
سهيل:ماذا أقول لرجل يرى النور والحق والهدى.. أأقول له أنت أعمى.. أنت على باطل أنت على ضلال..
مكرز: إذن فهند بنت عتبة تستطيع أن تقلب النور ظلاماً والحق باطلاً والهدى ضلالاً..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت هند بنت عتبة تقول):
هند: ما هذا الذي بلغني عنك يا أبا عبد الله..
عمرو: أرجو أن يكون ما بلغك عني خيراً يا بنت عتبة..
هند: بعضهم يقول عنه خيراً والبعض الآخر يقول عنه شراً..
عمرو: إنك تتكلمين بالألغاز والأحاجي يا أم معاوية. وعهدي بك الصراحة..
هند: إن من يكلمك في أمر يا عمرو يجب أن يكون حريصاً وحذراً..
عمرو: ألهذا الحد تخشينني يا هند؟..
هند: لا أخشاك بل أحذرك فحدة ذكائك وسرعة بديهتك مشهود لهما..
عمرو: شكراً على هذا المديح والإطراء والآن قولي ما هذا الذي بلغك عني؟..
هند: بلغني أنك ذاهب إلى يثرب عند محمد..
عمرو: هل في ذلك ملامة يا هند؟..
هند: وأي ملامة يا عمرو.. أتدخل في دين آبائك وأجدادك..
عمرو: لعلّ صاحبه على الحق وآبائي لم يكونوا عليه..
هند: إذن فصحيح ما بلغني؟..
عمرو: أجل يا هند وهذا أمر كان يراودني منذ ارتدادنا من معركة الخندق..
هند: وبقيت تكتمه حتى الساعة..
عمرو: إن لهذا قصة طويلة يا هند..
هند: بربك ألا ما رويتها لي..
عمرو: لما انصرفنا من الخندق جمعت رجالاً من قريش كانوا يرون رأيي ويسمعون مني فقلت لهم.
هند: وماذا قلت لهم يا عمرو؟..
عمرو: يا قوم.. إني أرى أمر محمد يعلو الأمور علواً منكراً. وإني قد رأيت أمراً فما ترون فيه؟..
أصوات: وما رأيت يا عمرو؟..
عمرو: رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده. فإن ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فأنَّا أن نكن تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد. وإن ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا منهم الأخير..
هند: حقاً إنه الرأي. ماذا قال أصحابك عنه؟..
عمرو: وافقوا عليه فقلت لهم اجمعوا لنا ما نهدي له فكان أحب ما يهدي إليه من أرضنا الأدم.
هند: نعم الهدية..
عمرو: فجمعنا له أدماً كثيراً ثم خرجنا حتى قدمنا عليه. فوالله أنا لعنده إذ جاءه عمر بن أمية الضمري في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه..
هند: عمرو بن أمية الضمري يا له من غادر جاءنا ليقتل أبا سفيان ولكنه لم يفلح..
عمرو: فدخل عمرو بن أمية على النجاشي ثم خرج من عنده فقلت لأصحابي..
هند: ماذا قلت لهم؟..
عمرو: هذا عمرو بن أمية.. لو دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه لرأت قريش إني أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد..
هند: يا له من رأي يا عمرو؟..
عمرو: فدخلت يا هند على النجاشي فقال مرحبا بصديقي.. هل أهديت لي من بلادك شيئاً. فقلت نعم أيها الملك قد أهديت لك. أدماً كثيراً ثم قربته إليه فأعجبه واشتهاه..
هند: يا لروعة قصتك يا عمرو.. أكمل بالله..
عمرو: فقلت أيها الملك إني قد رأيت رجلاً من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب أشرافنا وخيارنا..
هند: طلب في محله..
عمرو: فغضب النجاشي ومد يده وضرب أنفي ضربة ظننت أنه قد كسره فلو انشقت الأرض لدخلت فيها فرقاً..
هند: يا لرهبة الموقف وفظاعته..
عمرو: قلت.. أيها الملك لو ظننت أنك تكره هذا ما سألته قال..
هند: قال ماذا يا عمرو..؟
عمرو: أتسألني يا عمرو أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وعيسى فتقتله..
هند: أيظن النجاشي بمحمد هكذا. ماذا قلت له..
عمرو: قلت أيها الملك أكذلك هو قال.. ويحك يا عمرو.. أطعني وأتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى بن عمران على فرعون وجنوده..
هند: لقد أحرجك يا عمرو فهل أطعته؟..
عمرو: قلت افتبايعني له على الإسلام قال نعم.. فبسط يده فبايعته على الإسلام ثم خرجت على أصحابي وقد حال رأيي عما كان عليه وكتمت أصحابي إسلامي ثم عدت من عنده إلى مكة وأنا عامد الذهاب إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلم..
هند: إذن صبأت يا عمرو..
عمرو: لا تقولي صبأت بل قولي أسلمت والحمد لله على نعمة الإسلام..
هند: لقد أمتعتني بقصتك يا عمرو في البداية ثم أحزنتني في النهاية..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت خالد بن الوليد يقول):
خالد: من.. رافع مولى العباس بن عبد المطلب..
رافع: بلى يا أبا سليمان بلى..
خالد: ما جاء بك في هذا الليل البهيم؟..
رافع: تتردد شائعات كثيرة حول عزمك الذهاب إلى المدينة فهل لي أن أتجرأ بسؤالك عن مبلغ ذلك من الصحة..
خالد: أرسلك مولاك العباس بن عبد المطلب لهذا؟..
رافع: يا أبا سليمان.. إنني كمسلم أسر عندما أسمع بدخول أحد في الإسلام ولا سيما مثل خالد بن الوليد. ثم إنني ما زلت أعترف بحسن معاملتك وجميلك أيام كنت مولى لي.
خالد: سواء كنت مدفوعاً بأخوتك الإسلامية أو من عند مولاك العباس. وما دمت قد قررت اعتناق الإسلام فلست أخشى أحداً إلا رب محمد..
رافع: الحمد لله الذي شرح صدرك للإسلام..
خالد: يا رافع لقد شهدت مواطن كثيرة ضد محمد وليس موطن أشهده إلا انصرف وأنا أرى في نفسي أني في غير شيء وأن محمداً سيظهر..
رافع: الحمد لله.. الحمد لله..
خالد: فلما جاء محمد لعمرة القضاء تغيبت ولم أشهد دخوله..
رافع: إذن لم تر أخاك الوليد حين دخل مع النبي صلَّى الله عليه وسلم..
خالد: كلا يا رافع.. طلبني فلم يجدني فكتب إلي هذا الكتاب. خذه وأقرأه فإني التذ بقراءته وبسماعه..
رافع: بسم الله الرحمن الرحيم (أما بعد فإني لم أر أعجب من ذهاب رأيك عن الإسلام وعقلك ومثل الإسلام لا يجهله أحد. قد سألني رسول الله صلَّى الله عليه وسلم عنك فقال أين خالد؟ فقلت يأتي الله به. فقال ما مثله يجهل الإسلام ولو كان يجعل نكايته مع المسلمين على المشركين كان خيراً له ولقد مناه على غيره فاستدرك ما قد فاتك من مواطن صالحة).
(موسيقى نسمع بعدها صوت خالد بن الوليد يقول):
خالد: فلما جاءني كتاب أخي الوليد نشطت للخروج وزادني رغبة في الإسلام وسرتني مقالة رسول الله ورأيت في المنام..
رافع: رأيت ماذا.. خير إن شاء الله..
خالد: رأيت كأني في بلاد ضيقة مجدبة فخرجت في بلاد واسعة خضراء.
رافع: يا لها رؤيا صالحة يا خالد..
خالد: لقد أجمعت على الخروج إلى رسول الله وأفكر فيمن يصاحبني..
رافع: ليتني أستطيع يا أبا سليمان رافقتك السلامة. رافقتك السلامة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مكرز بن حفص يقول):
مكرز: هل من جديد عن جهود هند بنت عتبة مع عمرو بن العاص وخالد بن الوليد؟
سهيل:باءت مساعيها بالفشل مع عمرو بن العاص الذي جهر أمامها بإسلامه أتدري على يد من أسلم..
مكرز: لا يا أبا جندل.. قل أنت..
سهيل:أسلم على يد النجاشي ملك الحبشة..
مكرز: أكان النجاشي مسلماً؟..
سهيل:هذا ما قاله عمر بن العاص لهند بنت عتبة..
مكرز: يا له من خبر غريب يصعب تصديقه. قد يكون عمر بن العاص لفقه لتبرير إسلامه..
سهيل:أنا لا أستبعد الخبر ولكني لا أجزم بصحته إذ لا يهمني أن أعرف عن إسلام النجاشي بقدر ما يهمني أن أعرف عن إسلام عمرو بن العاص.
مكرز: صدقت يا أبا جندل.. ماذا عن خالد بن الوليد؟..
سهيل:الموقف غامض والصورة غير واضحة..
مكرز: أريد أن أعرف ما فعلت هند بنت عتبة معه؟..
سهيل:لم تقابله بعد.. وأراها تخشى مقابلته بعد الصدمة التي لقيتها من عمرو بن العاص.
مكرز: الحوادث تسير بسرعة حتى ليكاد بعضها يزحم البعض الآخر وأبو سفيان يستمتع بجمال الشام ورياضها ونعمها وخيراتها. لعلّه نسي أن وراءه قوماً له اسمهم قريش..
سهيل:حجة الغائب معه حتى يعود.. وعندها نستطيع الحكم له أو عليه..
مكرز: والله يا سهيل لو كنت أدري أن ما يجري الآن هو النتيجة الحتمية لصلح الحديبية ما تعنت في صد محمد ولما وقعت وثيقة الصلح..
سهيل:لست وحدك القادم على صلح الحديبية.. لقد كنا مكرهين على هذا الصلح الذي فرش طريقاً من الشوك أمام مقدرات قريش..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هند بنت عتبة تقول):
هند: لقد سبق السيف العذل يا صفوان..
صفوان: كيف يا هند.. كيف؟..
هند: عمر بن العاص صبأ يا صفوان على يد النجاشي كما يقول:
صفوان: هذا تعليل سخيف لتبرير إسلامه..
هند: سخيف.. ضعيف.. قل ما شئت. المهم صبأ عمرو وفقدناه وكسبه محمد.. فهل نخسر خالد بن الوليد أيضاً يا صفوان..
صفوان: هذا ما جئتك من أجله..
هند: هات ما عندك عن خالد بن الوليد؟..
صفوان: لقيت خالد بن هذا اليوم وقال:
هند: قال ماذا؟..
صفوان: يا أبا وهب أما ترى أن محمداً قد ظهر على العرب والعجم فلو قدمنا عليه وأتبعناه فإن شرفه شرف لنا..
هند: وماذا أجبته؟..
صفوان: قلت له وأنا مغضب.. لو لم يبق غيري ما اتبعت محمداً أبداً..
هند: لا فض فوك يا أبا وهب.. إذن خسرنا خالد بن الوليد والله لو كان ابو سفيان موجوداً ما حصل الذي حصل ولكن سهيل بن عمرو برهن أنه لا يستطيع حمل المسؤولية.
صفوان: هناك شخص آخر علمت أنه صبأ.. وإنك لتعجبين كيف صبأ وكنت أعتقد أنه آخر من يفكر في الدخول في دين محمد..
هند: من هو هذا؟..
صفوان: عثمان بن أبي طلحة الحجي..
هند: يا ويحه نسي دماء أبيه طلحة وعمه عثمان وأخوته الأربع مساقع والحلاس، والحرث وكلاب الذين قتلهم محمد وأصحابه. صحيح هذا آخر إنسان يظن أنه يدخل في الإسلام..
صفوان: في الحقيقة كدت أصعق حين بلغني نبأ طلحة هذا أكثر من خالد وعمرو..
هند: ولكن خطورة إسلام خالد وعمرو بن العاص على الجماهير القرشية أعظم فإنهما يتمتعان بشخصية واسعة وسلطان كبير على الغوغاء التي هي وقود الحروب كما تعلم..
صفوان: سامح الله أبا سفيان ليته لم يقم برحلته إلى بلاد الشام والروم..
هند: ليس ابو سفيان هو الملوم بل أنا يا صفوان فقد كنت أنا التي شجعته على هذه الرحلة ويا ليتني لم أفعل.. ليتني لم أفعل..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :664  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 58
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج