شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عقدة الرعد والبرق
قصتنا الليلة: الرواية الهزلية (عقدة الرعد والبرق) للروائي الأمريكي الشهير مارك توين. ولد مارك توين واسمه (صمويل لانج هورن كليمنس) في ميسوري في عام 1835م وتوفي في عام 1910م. يعد (( مارك توين )) زعيم مدرسة القصة الضاحكة ذات المغزى العميق في الأدب الأمريكي فقد ألّف كثيراً منها وفي قصة هذه الأمسية تنعكس روح (( مارك توين )) الضاحكة الساخرة.
الراوي: يخشى بعض الناس من الظلمة وبعضهم من الحيوانات وآخرون من الزوبعات الكهربائية ومن هؤلاء كانت (ايفا نجلين) فقد كانت تخاف من الرعد والبرق.
وفي ليلة منذ بضع سنوات خلت صحا زوج مسز ايفا نجلين على صوت زوجته تقول:
الزوجة: مور تمير!! مور تمير!!
الزوج: (منزعجاً) ها.. ماذا؟ ماذا حدث؟
الزوجة.. استيقظ.. استيقظ..
الزوج: ايفا نجلين أين أنت.. إنني أسمع صوتك ولكن لا أستطيع أن أراك.
الزوجة: إنني في خزانة الملابس مع ابنتي (برتا)..
الزوج: ماذا تفعلين في دولاب الملابس.. في منتصف الليل..؟
(يسمع صوت هزيم الرعد)
الزوجة: (صارخة) أتسمع ذلك؟ إنه هو سبب وجودنا في دولاب الملابس.
برتا!! بنتي! هل أنت بخير؟
برتا: نعم يا ماما بخير.
الزوج: ما هو الشيء الذي تتحدثين عنه يا ايفا نجلين؟
الزوجة: مور تمير.. أنت مما لا شك فيه أصم وأعمى أيضاً.. إنني أتكلم عن العاصفة، عن الرعد والبرق - هذا ما أتحدث عنه.
الزوج: أوه.. فهمت..
(يسمع صوت الرعد)
الزوجة: إن الأمور تسوء.. المنزل على وشك أن يصاب وسنقتل جميعاً، إنني أعلم ذلك جيداً مورتمير.. ماذا تفعل؟
الزوج: لا شيء.. إنني مضطجع في فراشي.. نفس المكان الذي كنت فيه منذ دقائق.
الزوجة: مضطجع في الفراش.. مورتمير ويليامز.. إن مكانك لأخطر مكان..
الزوج: خطر.. خطر..؟
الزوجة: جميع الكتب تقول ذلك.. يجب أن تخجل من نفسك.. نايم.. نايم!! وكل دقيقة في الوقت الذي نحن فيه عرضة لضربة صاعقة.
الزوج: أنا آسف.. آسف.. برتا.. ابنتي.. هل أنت بخير؟
برتا: نعم يا بابا.. ولكن الجو في دولاب الملابس حار جداً.
الزوج: سأفتح الشباك كي يدخل الهواء النقي.
الزوجة: مورتمير.. ماك ويليامز.. لا تفتح الشباك..
برتا: ولكن الجو حار وخانق يا ماما إني لا أستطيع التنفس.
الزوجة: لن يضرك ألا تتنفس لدقائق قليلة يا بريتا ولكن يضرك إذا نزلت صاعقة على سطح البيت مور تمير - لا تفتح الشباك.
الزوج: حاضر.. حاضر.. لقد تركت النافذة وإنني أفتش على حذائي.
الزوجة: هل أشعلت عود ثقاب؟
الزوج: طبعاً.. هل يمكن أن أرى حذائي في الظلام.
الزوجة: ولكن الأزواج الآخرين يفعلون.. في سبيل الحرص على حياة زوجاتهم.
مورتمير! هل جننت.. إنه لا شيء يجذب الصواعق كالنور..
إنه أسوأ عمل تقوم به.. اطفىء الكبريت حالاً..
الراوي: يسمع هزيم الرعد فتتابع الزوجة كلامها في رعب ظاهر..
الزوجة: حان أجلنا.. إنني متأكدة أن النور سبب ذلك..
الزوج: متأسف يا ايفا نجلين.. متأسف..
الزوجة: مورتميرا! أين أنت الآن... هل عدت إلى فراشك؟
الزوج: لا إنني أرتدي ملابسي.
الزوجة: ترتدي ملابسك.. هل فقدت عقلك كلياً.. أخلع ملابسك حالاً.. ألا تعرف أن الصوف يجتذب الصواعق.
الراوي: ويجيب الزوج بصوت غنائي على كلامها قائلاً:
الزوج: حسناً ما تقولين.
الزوجة: هل أنت الذي تغني يا مورتمير؟
الزوج: نعم يا ايفا نجلين.. ولو أن صوتي غير حسن إلا أنني أحب أن أجرب ذلك في بعض الأحيان..
الزوجة: ألا تتذكر ما أخبرتك عنه أكثر من ألف مرة إن الغناء يولد ذبذبات وهذه الذبذبات تقطع مجرى الكهرباء.. وأوه.. حسناً إنه موضوع عويص حتى أشرحه.. أين أنت الآن.. هل أنت بجانب النافذة..
الزوج: لا يا ايفا نجلين.. إنني بجانب الموقد..
الزوجة: إنك تفعل هذه الأشياء للتنكيد علي.. أبعد حالاً عن الموقد لأنه أحسن موصل للصواعق.
الراوي: ويسمع قصف الرعد في الوقت الذي يقول فيه الزوج والحيرة تطغى على كلامه.
الزوج: أين أذهب يا ربي.. فأي مكان أذهب إليه تقولين لي أذهب إلى مكان آخر.. إنني في حيرة من أمري.
الراوي: يسمعون مواء قط بشكل عالٍ فتقول ايفا نجلين:
الزوجة: مورتمير.. ما هذا الصوت؟
الزوج: إنه صوت قطة فقد دعست على ذيلها فآلمتها فصرخت.
الزوجة: القطة.. أرم بها في المنور فأجسام القطط مشحونة بالكهرباء..
الراوي: ويرمي الزوج القطة خارج الغرفة وهو يقول:
ازلوج: أمرك يا ايفا نجلين.
الزوجة: مورتميرا! هل أوصيت على وسائد الريش التي سألتك أن توصي بصنعها.
الزوج: آسف - لقد نسيت.. وإن أول عمل سأفعله في الصباح هو صنع الوسائد..
الزوجة: سنكون في عداد الأموات في الصباح.. نسيانك ربما يكلفك حياتك.. لو كانت لديك وسائد من الريش لنمت عليها وأنت في أمان من الصواعق.
الزوج: آسف - آسف..
الزوجة: لقد جاء أسفك متأخراً.
الراوي: ويسمعون صوت رعد قوي جداً أكثر من أي مرة مضت فيقول الزوج:
الزوج: سأزيح الستائر وأتطلع من الشباك فصوت الرعد في هذه المرة غريب جداً..
الزوجة: لا تقترب من النافذة.. كم مرة أوصيتك ألا تفعل..
الزوج: حسناً - حسناً.
الزوجة: أعطني الكتاب الأحمر الكبير من على الكوميدينو..
الزوج: أنّى لي أن أعرف أنه أحمر..
الزوجة: لا تهتم بلونه - فهو الكتاب الوحيد الموجود على الكوميدينو.
الزوج: كيف تستطيعين القراءة في الظلام.
الزوجة: سأضيىء المصباح داخل دولاب الملابس؟
الزوج: إيفا نجلين كيف تبيحين لنفسك فعل شيء كنت منعتني عنه؟
الزوجة: إن إضاءة المصباح في مكان لا نافذة به لا ضرر منه. أعطني الكتاب والمصباح والكبريت..
الزوج: حاضر..
الزوجة: إنه كتاب علمي يتحدث عن كيفية الوقاية من الصواعق.
امسكي ((يا برتا)) المصباح وسأقرأه عليكم ما يقوله الكتاب.
برتا: حاضر يا ماما حاضر..
الزوجة: يقول الكتاب - يجب أن تقف على كرسي في وسط الغرفة وأن توضع قوائم الكرسي على شيء عازل.. هات يا مورتمير أربعة أكواب بها ماء وأسرع قبل أن تضربك الصاعقة.
الراوي: يسمع صوت هزيم الرعد - بينما الزوج يقول:
الزوج: لقد وضعت قوائم الكرسي في أكواب الماء.
الزوجة: لا أستطيع أن أرى بقية ما يقول الكتاب.. أمسكي المصباح جيداً يا برتا.. أظن أن الكتاب يقول... واحتفظ بشيء معدني بجانبك أو بعيداً عنك.. إنني غير متأكدة.. حسناً إنه من المعقول أن تحتفظ بشيء معدني بجانبك.
الزوج: ايفا نجلين.. إنني غير متأكد من ذلك.
الزوجة: مورتمير، ضع خوذة المطافىء على رأسك.. هذا ما يقول الكتاب..
الزوج: حاضر يا ايفا نجلين.. ولكن ذلك لا يليق بي.
الزوجة: أفعل ذلك بأي طريقة فالكتاب يقول ذلك ويقول أيضاً إنه ليس من الخطر أن تقرع الأجراس.
الزوج: ولكن ليس لدينا أجراس..
الزوجة: ولكن لدينا جرس الطعام.. أسرع وائت به.. والآن أصعد على الكرسي بعد أن ترتدي خوذتك.. وأبدأ في قرع الجرس.
الزوج: إنك تغالين في ذلك..
الزوجة: أفعل كما آمرك..
الزوج: حسناً ولكن سأظهر بمظهر المغفل الغبي..
الراوي: ويبدأ الزوج في قرع الجرس وزوجته تقول له:
الزوجة: أعلى.. أعلى..
الزوج: هل هذا الصوت كافٍ؟
الزوجة: أقرع الجرس بأقوى ما تقدر عليه..
برتا: ماما يكاد رأسي يتحطم من هذا الصوت..
الراوي: ويتسمعون إلى طرقات على الباب فتقول ايفا نجلين:
الزوجة: ما هذا؟
الراوي: ويفتح الباب.. ويتوقف طبعاً قرع الأجراس وإذا بأحد الطارقين واسمه فرنك يقول:
فرنك: مورتمير - ماذا يجري هنا؟
ديك: ماذا تفعل يا مورتمير على ذلك الكرسي في الساعة الواحدة صباحاً ولماذا تقرع ذلك الجرس؟
الزوجة: من هؤلاء يا مورتمير - إني أسمع أصواتاً..
مورتمير: إنهما فرنك وديك جارانا.
الزوجة: ماذا يبغيان؟
فرنك: لقد هرعنا لنرى مصدر الصوت يا مسز وليامز..
ديك: لقد ظننا أن أحداً منكم به سوء.
الزوجة: إننا كذلك ألا تسمعون الرعد وتبصرون البرق.. أدخلا وأغلقا الباب قبل أن نهلك جميعاً.
فرنك: رعد؟
ديك: برق؟
الزوجة: أجل إن ذلك مستمر منذ أكثر من ساعة.
مورتمير: أيفا نجلين تقول إذا لم تقرع جرساً فالحالة ستزداد سوءاً.
فرنك: ولذلك ظللت تقرع الجرس..
مورتمير: نعم..
ديك: حسناً ولكن لست أدري ما الذي جعلكما تظننان أن هنالك عاصفة رعدية؟
فرنك: افتحا الستائر وتطلعا.. إن أديم السماء أصفى من أي ليلة في هذه السنة - فلا سحاب مطلقاً..
الزوجة: ولكن كنا نرى البرق..
برتا: وسمعنا الرعد..
ديك: (ضاحكاً) إن ذلك كان صوت المدفع الكبير المنصوب على التل.
موتمير: مدفع؟
فرنك: نعم فقد جاءت الأخبار بعد منتصف الليل إنه أنتخب رئيس جديد للدولة وصدرت الأوامر بإطلاق المدافع.
الزوجة: لم يخطر ذلك ببالي قط.. أنزل يا مورتمير عن الكرسي وضع الجرس في مكانه فبقاؤك على ما أنت عليه مجلبة للهزء والسخرية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :957  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 65
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج