سلامٌ من الحُرّ "اليماني" "الحجازيا" |
على "نجد" حيث المجد يرفل زاهيا |
سلامٌ على "عبد العزيز" وآله |
ومن حلّ هاتيك القرى والبواديا |
سلامٌ شذى عطر النسيم يُريقه |
على سفح "نجد" فاغِماً، متوالياَ؛ |
وعن سفح "صنعا" والمرابع حولها؛ |
جبالاً وأكاماً وسهلاً، وواديا؛ |
سلام شكورٍ عن "ذمار" التي خوتْ |
وجامع "ضوران" الذي خرّ هاويا |
وعن "عَنْس" قد مادتْ رباها، وعن ذرى |
بسفح "الحَدا" دُكَّت، و"جَهْران" خاويا |
يعبّر عمّا في خفايا ضلوعها.. |
من الحبّ لو يسطيع بث الخوافيا..! |
ويهدي إلى "الفَهْد" الثناء مكرّراً |
عن القوم مَن أودَى، ومن ظل باقيا |
ويشكر "عبد الله" ذا الفضل والندى |
و"سلطان" من لبّى النداء مواسِيا: |
أبا الخير؛ شعرٌ قد أجدتَ نظامَهُ |
كأنك لمّا صُغْتَه كنت باكيا! |
فكانتْ تباريح الفؤاد عَروضه |
وكانت لآلي الدمع فيه القوافيا |
وقد خانني صبري فنحتُ كأنني |
وإيّاك في منعى نقول المراثيا! |
قدحْت به ما كان في القلب خامداً |
وهِجْتَ به ما كان في النفس غافِيا؛ |
تصوَّرتُ "رضوى" تستشف هضابه |
شوامخ "ضُورانٍ" فتهوي بواكيا |
وحين اشرأبت من "ثبير" |
تلاله ترجّل "عَيْبَانٌ" يناديه راجيا |
جبالٌ على أرض "الجزيرة" لم تزل |
لكل فخارٍ معقلاً متعاليا |
بها نصر الله النبي "محمداً" |
ومنها سرى الإِسلام للكون غازيا |
ستبقى لدين الله في الأرض مأرزاً؛ |
يؤوب إليها في الشدائد آوِيا..! |
إذا ما دعا "ظِينٌ" وصَلَّتْ "شهارة" |
جثا "أحدٌ" يدعو المهيمن حافيا |
* * * |
"أبا الخير" هل تدري بأن القوافيا |
عَصَتْنِي فسالت في الخدود لآليا |
ذكرتُ "ذماراً" وهي كرسي مجدِنا |
تميدُ؛ فمادت بي الهموم عواتيا |
وقد كنتُ في "جهران" يوماً مجاوراً |
لِصِنْوِ نسوق "الصافنات" العواديا
(1)
|
وفي أرض "قوسٍ" و"البُخيتي" معشرٌ |
يجيبون صوت الحق إن صاع داعيا؛ |
* * * |
"أبا الخيرِ" هل قد أخْصَب الربع بعدنا |
وأزْهَرَ؟ أم ما زال كالأمس ظاميا؟ |
وهل للأماني في رباه مراتعُ؟ |
أم اليأس لا ينفك كالجَدْبِ ضاريا؟ |
أبا "الخير" في الإِسلام كان اندفاعنا |
نجاهد فيه من تمرَّد جافيا! |
أتذكر إذ كنا رفاق مبادئ |
ورابعكم يبكي الديار الخواليا؛ |
ويندبُ إخواناً؛ وددتُ لو أنني |
قدرتُ بأن آتي بنفسي مفاديا؛ |
وأيّام عمري كالندى كل قطرةٍ |
تبلّل من روحي سفوحاً صواديا؛ |
وأشواق قلبي لو توزّع بعضها |
على الأرض لم تترك على الأرض شاكيا! |
و"حامدنا" بزجي القوافي شقاشقاً |
تحرّك هاتيك الجبال الرواسيا
(2)
|
وصاحبنا الندب "النفيسي" ببشْرِه |
وأخباره يحيي "النديّ" مواسيا..!
(3)
|
وأنت تداري ما تكابد صابراً |
كأنك لا تدري؛ وقد كنت داريا |
وقد كنتُ في أعماق نفسي مُكَفَّناً |
أريكِ الرِّضا؛ واللهُ يعلم ما بيا..! |
أتذكر؟ أم أن "الزلازل" قد طغتْ |
فصِرت كئيباً موجع الحسِّ ناسيا؛ |
تبكي على قوم أصولك فيهُم |
نواشبُ ما انفكَّت لُغىً وأساميا |
قد انخسَفَتْ آبارهم وديارهم |
وباتوا بلا مأوى؛ خِماصاً، عواريا |