أميَّةٌ أنتِ.. قَدْ قُلْتِ تَدَّعينْ؟؟ |
فكيفَ تَسْمَحينْ.. للشَّاعِر "الأمينْ"؟؟ |
أن يَنْظُم القِصَّةَ ويُبينْ.. لِلخلقِ أجمعينْ؛ |
تَهَافُتَ "الزَّوج" الطَّعِينْ.. وهَفْوةَ "الشَّاب" اللَّعين؟ |
"يَعَوْهْ"، "يَعَوْهْ".. يا سَاتِر العيوبْ؛ يا غافِرَ الذنوبْ |
* * * |
ولَوْ سألتِ "زوجكِ" المسْكينْ.. عن الحروف النَّاطقاتْ؛ |
في "أبجَدٍ" وأخواتها..؟ لقالَ ساخراً: |
"الأبُ" عالِمٌ.. قد جاء مِن "إِبِّ" "اليمن".. وكان مُسْتقيمْ |
و"الجد" مِن "جَهران" أو "جَبَوتي".. أتى إلى "صَنْعا" |
يقول: |
بأنه "حَكِيمْ"، يريد فيها أن يُقيمْ..! |
كم سَامَرَ "العَيُّوقَ" والنجومْ.. يخاطِب "المصوِّر" القيُّومْ |
و"هوَّزٌ" شاهَدَ مَا جَرَى.. وحطَّ "حُطِّيْ" خَلْفَ ظهْرِه |
وقالَ هامِساً.. "لِكَلَمَنْ": "لا تَنْبسَنْ بكلمهْ" |
عَمَّنْ هَذى.. أوِ ادعَى.. فإنَّ مَنْ "حَطَّ" الكلامْ؛ |
ولم يجادل بالخصام.. يكون حظّه السلام.. وقل معي: |
"يَعَوْهْ".. يَعَوْهْ.. يا ساتِر العيوبْ.. يا غافِرَ الذنوبْ |
* * * |
و"سَعَفَص"؛ "إسعافُ" أوَّليْ.. بحُقْنَةِ "الصبر" الوَليْ |
حتَّى بجَلِّيها "العَليْ".. ويَغْزُوَ "الشَّجى" قَلْبَ "الْخَلِيْ"..! |
و"قرشَتْ" القاف فيها قَرَأتْ.. روَايةَ "الوسادَهْ" |
فحرْتُ، واستَعَذت.. باللهِ، والسجادهْ |
ولم أزلْ.. أحلم في السُّباتْ.. بكان، وبصارَ، وبِبَاتْ.؛ |
حتَّى لقيتُ "ثخذاً".. والقلبُ "مثخنُ" الجراحْ؛ |
فقال لي: "الثاءُ" "ثورةٌ".. قد أنجبَتْها ليلَةَ "السَّفاحْ.! |
غانية كانَ اسمها "سجاحْ".. وكان مهرُها " السَّمَاحْ" |
بالصومِ، والصَّلاهْ.. والطُّهرِ والزكاهْ |
لقومِها "المساومِينْ".. كما حكي الرُّواهْ..! |
و"الخاءُ" فيها "خورُ" الفحولْ.. و"الذَّال" "ذل" وذهولْ |
ولَوْ سألتِ الشَّاعِرَ الأمينْ.. لقالَ ساخِراً حَزِينْ: |
هذا جزاء من طغَى.. بالجاهِ والخنا |
وظنَّ أنَّه.. بالمالِ و"الفلوسْ".. سيملكُ النفوسْ |
ودون خوفٍ أو حياء.. تزوَّج الحسناءْ..! |
وهيَ صبيةٌ رداحْ.. وهْوَ بأحضان الفناءْ..! |
واستوبَلَ الماء القراح.. ولم يُبَلْ.. بمَكْرِ ربَّاتِ الحُجُولْ |
و"ناقِصات" الدين والعقول.. كما يقولْ، مؤلِّفو "الفروع" و"الأصُولْ" |
"يَعَوْهْ". "يَعَوْهْ"؛ يا ساتِرَ العيوبْ، يا غافِرَ الذُّنوبْ |
* * * |
أمَّا إذا.. رُمتِ المزيدْ.. من راهب الأسْحارْ؛ |
الشَّاعر الثَّرثَارْ.. عن "ضظَغ" الجبارْ |
"فالضَّادُ"، "ضرب" موجعُ؛ من غائر فؤادُهُ.. بالهَم مُتْرَعُ |
وسَوْطه من حِقدِه.. إذا دَعَاهُ يَسْمَعُ..! |
"والظَّا" "ظِلالُ" نارْ..! و"ظلمات" عارْ.؛ |
تُهَيِّجُ الدُّجَى.. وتُقْلِقُ النَّهارْ |
حَتى "تُغِيرَ" "الغينُ" بالدَّمارْ؛ صارخةً بلعنات الثَّار |
"يَعوه". "يعوه" يا ساتِرَ العيوبْ.. يا غافِرَ الذُّنوبْ |
يا "بِنْت".. يا أُمَيَّة".. لو كُنتِ قد حَفِظْتِ: |
"النَّاسَ"، و"الإِخلاصْ".. أخلَصْتِ لِلْمقسوم..! |
وبهما انْحَفَظْتِ.. "مِنْ شَر ما خَلَقْ". |
أَوْ لُذْتِ "بالشريعهْ".. لأنَّها تُكرِّمُ الطَّبيعَهْ؛ |
وتُنْصِفُ المظلومْ.. بحقِّه المعلوم |
وَ"سورة الفَلَقْ".. "تَفْلِقُ" مُهْجَةَ القَلَقْ، وتطردُ الأرقْ |
"هذا مجرَّبٌ مُفيدْ"؟ وَعَاه أهلُ "الشانْ"، والصَّبرِ والإِيمانْ |
من الرجال والنساء.. في كلِّ أرضٍ وزمانْ |
أما بناتُ العُهْر.. فأنتِ "دَارِيَهْ".. بالنَّزواتِ الطَّاغيَهْ |
لا فَرْقَ –يا سيدتي.. جاهِلَةٌ.. أو "قارِيهْ" |
"سيِّدةٌ"، أو "جاريَةٌ"، لابسة أوْ عَارِيهْ |
السِّرُّ في خوفِ الحساب.. لا في "المغَامِقِ" والحِجابْ..! |
والمرأة المحْتَرمَهْ.. بينَ الشُّعوبِ المُسْلِمَهْ |
طاهِرة مُحتَشمَهْ.. تَحْذَرُ حَتَّى الكَلِمَهْ.! |
"يَعَوه"، "يَعوه".. يا ساتِرَ العيوبْ. يا غافِرَ الذُّنوبْ |
* * * |
أنا.. بِنَظْرةِ الحَصِيف.. أعرفُ أنَّ "الوَالدَ" السَّخيفْ |
قد كانَ دينُه ضعيفْ.. فخالَف "الشرع" الحنيفْ |
و"العقلَ" و"العُرفَ" الشَّريف.. ودَنَّسَ العِرض العفيف؛ |
لَوْ أنَّه قَد قرأ "القرآنا".. وعَرَفَ "الحديثَ" و"التِّبْيانا" |
وفيهِ جَعَل النِّساءْ.. "شَقائقَ الرِّجالْ" في الحال، والمآلْ.! |
والعِلم، والنضالْ.. وسائِر الأعْمالْ.؛ |
لوْ كان بالدِّين عليمْ.. ما عِشتِ عندَهُ "رَهينةَ القيودْ"؛ |
"مَقْبورةً بين السُّدودْ".. "لا تَعلمين ما الحُدودْ" |
"مَذْعورةَ الوجدَانْ".. "في غُرْفةٍ مُظْلمةِ الأَركانْ" |
تُردِّدينَ في الصباح والضحَى.. وبين أحشاءِ الدجَى |
"يا حيّ يا قيُّومْ.. يا نَاصر المظلومْ" |
* * * |
"البنتُ زَهرةٌ.. مِنْ زَهراتِ النُّورْ؛ |
وحقُّها "التنويرْ" والحُبُّ والتَّقديرْ |
والنُّصحُ والتوجيهْ.. والوعظُ والتَّحذيرْ |
مِن كلِّ شيطانٍ رجيم.. وكل دجَّالٍ أثيمْ.؛ |
يُغوي النساء الفاتناتْ.. ومن جميع الطبقاتْ |
مُثقفاتٍ؛ سافِراتْ.. أوْ جاهِلاتٍ.. أوْ "مُحجَّباتْ".! |
هُمُو.. همُو.. الذِّئابْ.. قد وقفوا في الطرقات. |
لَوْ خَافُوا الْعِقابْ.. ما اقْتحموا الأَبوابْ |
وهَتكوا كُلَّ حِجابْ.. دونَ عتابٍ؛ أوْ حِسابْ؛ |
"يَعَوهْ"، "يَعَوْهْ".. يا ساتِرَ العيوبْ.. يا غافِرَ الذنوبْ |
* * * |
يا كاتبَ "الرسالَةْ".. بالشعر كيفَ صُغْتَها؟ |
عَنْ أيِّ شفَةٍ.. صَادِقةٍ رَوَيتَها..؟ |
وكيفَ بالدَّهَا.. والرَّيب قد عَجَنْتَها..؟ |
بالظُّرفِ قد زيَّنْتَها.. والسِّحر قَدْ نَقَشْتَهَا.! |
ولِلْفسوقِ والرياء.. سَاخِراً أهْدَيتَها.! |
عَنْ أي مصدَرٍ.. لِلنَّاسِ قدْ نقلتها |
قُلتَ: مِن "المحاضِر".. عن كاتبٍ مُغَامرِ..؛ |
هَلْ هِيَ عَنْ "محاضر".. "لِجَلَسَات" ذاهباتْ.. |
في "المخ" راسِخاتٍ.. همْ عادةً يدْعونَها.. "مُذكِّراتْ" |
أمْ أنَّها "مَلهاة" عابثينْ.. "مَخزِّنين" ساخرِينْ؟! |
فإن تَكُنْ قَدْ حَدَثَتْ.. وَوَاقِعَهْ |
فَقِصَّة مُحْزِنةٌ.. وَرَائعة؟ |
وإنْ تكُنْ.. مِن نَسْجِ أوْهامِ الخيَالْ |
ففي غُضُونِها.. شيءٌ من المحالْ.. |
كيف تكونُ عاهِرة.. وهيَ فَتاة طاهِرَهْ؟ |
قَد صُقِلَتْ بالفاتِحَةْ.. وعرَّفوها.. ما هُو "الوسْواسْ"! |
وعوَّذوا ضميرَها الحسَّاس.. مِنْ شرِّ كلِّ فاسقٍ "خنَّاس".! |
وعلَّموها كلَّ ما.. يلزمُ للصَّلاة.. و"الذكْرِ" و"القنوتْ" |
"معَ التشّهُّدِ الصَّغير.. والكبيرْ" –كما تُشيرْ.. في شِعركَ المثيرْ |
ثمَّ بصُدْفة "الدَّبورْ".. تحور وتَبورْ..!؟ |
بلا شعورٍ من ندمْ.. ولا أسىً، ولا ألَمْ.. هذا محالْ.؛ |
مُخالِفٌ طبيعَةَ البشَرْ.. في البَدْوِ والحَضَر |
مِمَّنْ مَضَى، ومَنْ غَبَرْ.. عند النساءِ والرِّجالْ! |
"يَعَوْهْ"، يَعَوْهْ.. يا ساترَ العيوبْ.. يا غافِرَ الذنوبْ |
* * * |
وعُذْرهَا.. أوْ قَولُه عَن "الشَّبابْ".. فَفِيهِ إغراقٌ، وغَبْنٌ وارتيابْ.؟ |
ففِي "الشَّبابِ" أتقياء.. مِنْ فقراءْ.. أوْ أغنياءْ |
ومِنهمُو المجْتهدون الأوفياءْ.. ومنهموُ المتَّهمُونَ، الأبرياءْ..! |
لَيسُوا جَمِيعاً فاشلينْ.. "أو مُفْلِسينَ طائشينْ"؛ |
وكمْ شيوخٍ قد عرفنا جَاحدِينْ.. ومارقين، فاسقينْ. |
مِنْ أغنياءْ.. جاهِلينْ.. أو فقراء عارفينْ؛ |
لا فَرْقَ.. يا صديقي.. يا كاتبَ "الرِّسَالَهْ" |
يا شاعِرَ المآسي، والحق والعَدَالَهْ.. |
لا فَرْقَ.. غيرَ الحِسِّ.. والجدِّ والنبالهْ |
نبالَة الأخلاق، والأصالهْ.. لا المال، والأنْساب والضَّلالَهْ |
عندَ جميع الخلْقِ.. في الغَربِ أو في الشرقِ. ومن شيوخٍ أو شبابْ |
"يَعَوْهْ"، "يَعَوْهْ" يا ساتِرَ العيوبْ.. يا غافِرَ الذُّنوبْ |
* * * |
أمّا بقايا الوَصْف، والكلامِ.. في القِصَّةِ البديعةِ النِّظامِ |
عنِ "النُّقود"، وهوى الهيامِ.. والحبّ، والطَّلاق و"الغلامِ" |
و"الشيخ"، والزَّواج، والآثامِ.. وحيل الخداعِ والحرامِ |
وكيفَ أغوَتْ زَوجَهَا.. وهُوَ الذكي؛ |
وأوقعته في حبال الشركِ |
فَتِلكَ قِصَّةُ الحياة… قديمةٌ نَعرفُها؛ |
في كُتبِ "الرِّوايات"؛ والشِّعْر، والحكاياتْ |
لكنَّها.. في شعركَ "الحُرِّ" الفصيحْ |
توحَّشتْ.. صريحةً.. تَصيحْ؛ |
سماتُها الوادعةُ الرَّحيمَهْ.. قد عَرْبَدَتْ قِدِّيسَةً؛ رَجيمَهْ!! |
تضجُّ بالمناقضات؛ والصُّورِ الأليمَهْ: |
بالحبّ، الجريمَهْ.. والمدح والشتيمَهْ |
فهيَ لِذاتِ "العُهْرِ" كالتَّميمَهْ.. وهي لذات "الطهر" "كالعزيمة" |
وكلُّ "فاسقٍ".. سوف يغنّي لحنها |
وينبذُ الوسائل القديمَهْ.. وحسبه حيلتُها اللئيمَهْ |
يغري بها الخليلة الحميمَهْ |
وإن تكنْ أهدافُها.. ساميةً عظيمَهْ |
لكنَّها بِسِحْرها.. تمجِّد الهزيمَهْ |
وربَّما في شعرها.. ما يَهْزم العَزيمَهْ! |
"يَعَوْهْ" "يَعَوْهْ".. يا ساتِر العيوبْ.. يا غافِرَ الذنوبْ |
* * * |
يا كاتبَ "الرسالَهْ"؛ |
تِلكَ "الحروفْ".. في "أبْجَدٍ".. وأخواتِها |
فيها روايةُ الحياةْ؟ وقِصَّة "الشهْوةِ" و"الإِنسان"؛ |
فيها السُّؤال والجوابْ.. عن الثَّوابِ والعِقابْ |
غريزة الوجودْ.. والنحس والسعود |
تَنْبضُ في أعدادها؛ نَوَازعُ البَشَرْ |
في شكْل "أنْثَى" و"ذَكَرْ"، وهي مَشيئةُ القَدَرْ.؟ |
قدْ مَثَّلَتْها في "صُوَرْ"؟ خالدةَ الأثر؛ |
في سُورةٍ من السوَرْ؟ تحكي "صدَى" تاريخها الطويلْ |
وسِرِّها.. المعتَّقِ.. الأصيل |
سورةُ "يُوسف" الجميلْ |
في نسَقْ بَديع.. وقصَصٍ مريعْ؛ |
يحكي.. طبيعة البَشَر |
قَد ذَهلَتْ في "النِّسوةِ" الغُيُرْ |
فقُلْنَ: "ما هذا بشَرْ".. ما هو إلاَّ مَلكٌ كريمْ |
أكْبَرْنَه.. يا للعِبَرْ |
وقطَّعَتْ تِلك السَّكاكين البشَرْ |
من دُون وَعْي، أوْ بَصَرْ |
وكانت "العاشقةُ" المفتونة |
"امرأةَ العَزيزْ"..؟ |
قد أحكمَتْ "وغلَّقتْ".. في وجْهِهِ "الأبوابْ"..؟ |
وكان.. قد "هَمَّ بِها"؟ |
وهوَ "النَّبيُّ" ابن النبي.. "هَمَّ بِها"..؟ |
"لولا".. وما أرْهب "لولا" هَاهنا..؟ |
قد صانَه "برهانْ".. "برهانُ" طبعِهِ الكريمْ؟. |
"برهانُ ربِّهِ".. في حِسِّهِ وقلبِه ونفسِهِ |
من صانَهُ.. صَانَ "السَّما".. في جنسِهِ |
وهو وسائر البشر.. ويا لحِكْمَةِ القَدرْ |
مكوَّنٌ من الضياء والتُّرابْ |
ومُستعد للنجاةِ والتبابْ |
وللنَّعيم.. والعذابْ |
"يَعَوْهْ"؟ "يَعَوْهْ" يا صاحبي |
غرقتُ في بَحْر العيوبْ |
ما لي سوى "الرحمن".. غافِر الذنوبْ |