وَطني؛ سَمِعْتَ الصَّوت أو لم تسمَع |
ووَعيتَ ما أشدو بهِ، أو لَمْ تعِ؟ |
سَأظَلُّ أصْرُخُ بالقوافي ضارعاً؛ |
-وبغَيْر وجْدٍ قَبْل- لَمْ أتَضَرعِ؛؟ |
وأظلُّ أنظمُ في هواك قصائدي |
وأقول فيها ما أشاء.. وأدَّعي |
وأنوحُ؛ أشكو لَهْفَةً في أضْلعي |
وأذيبُها مَحْروقةً في أدْمعِي..! |
كم فيكَ قد سالَتْ أسىً أو حسرةً |
أو رحمة لكيانك المتصدِّعِ |
دع حاسدي يحُصِ الذنوب ويدَّعي |
مَا يشتهي، ويُدينُ ما لَمْ أصنَعِ |
فالشَّعبْ باللَّهفات من شهدائه |
أوصى شهود الحق أن تبقى معي |
أنا للسيوف بقيةٌ؛ كم نكْبةٍ.. |
قد شاهدَتْ؛ ولكم رأت من مصرعِ |
أغلال "رادعهم" فنَتْ لم تردع، |
وقيود "نافِعهم" ذوَتْ لم تنفعِ |
ورفاق سجني يشهدون بأنَّني |
للهول رغم ذهوله لم أخضعِ |
لي في "الحسين" وصنوه وحفيده |
مُثُلٌ تَمتُّ إلى "البطين الأنزعِ" |
ولقد يراني من يراني باسما |
فيظنُّ أنّي في سرورٍ مُمْتِعِ! |
لا يعلمون بما يفور بمهجتي |
وبما يدمدمُ في حنايا أَضلعي |
* * * |
ضيعتُ في وادي الغرام شبيبتي |
لم أرعَ نزوتَها، ولم أتمتَّعِ |
ونثرتُ للظَّبْيَاتِ في أَفيائه |
أبيات شعري في رباها ترتعي، |
صابرتُ لذَّاتي، وصنت شبابها |
ولو أنَّني في الحبِّ لم أتورَّعِ، |
حبّ ترعرع والصّبا؛ يا ليته |
لم ينمُ في قلبي، ولم يترعرعِ |
أبداً؛ يناجيني إذا هجع الدُّجى |
ويهزُّني، والفجر لمَّا يَسْطعِ |
ولعلَّ آخر ما سيخرس في فمي |
سرٌ لحب.. سوف أدفنه معي |