شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
واندمجتُ مع قِصّة المعلمي.. وحياة المجتمع الذي أراد تصويره. وانهالتْ الخواطر.. عابثة كالشعرْ؛ راقصة كالعَبث.. واستيقظتْ مبادئي.. تهدُر في دمي، وتُتَمتِم في لساني. بالاحتجاجات عَنِ الحُب، والزواج، والفضيلة، والرذيلة. ووجدتُني ورغمَ تقديري لغرضِ الشاعر الهادف أخالفه في أسلوب عَرض نوازعِنا البَشريَّة، ومشاكِلنا الاجتماعية، والإِغراق في وَصْفِها؛ فجرى القلم مجيباً بالقصيدة التالية؛ وكان عنوانها:
 
497- عاهرة.. لا أُمِّيَّة..!
[عزيزي الشاعر أحمد المعلمي؛ قصيدتك: "رسالة من أميَّة"، مثيرة وهادفة، وقد أوحت إليَّ بما يلي]:
أميَّةٌ أنتِ.. قَدْ قُلْتِ تَدَّعينْ؟؟
فكيفَ تَسْمَحينْ.. للشَّاعِر "الأمينْ"؟؟
أن يَنْظُم القِصَّةَ ويُبينْ.. لِلخلقِ أجمعينْ؛
تَهَافُتَ "الزَّوج" الطَّعِينْ.. وهَفْوةَ "الشَّاب" اللَّعين؟
"يَعَوْهْ"، "يَعَوْهْ".. يا سَاتِر العيوبْ؛ يا غافِرَ الذنوبْ
* * *
ولَوْ سألتِ "زوجكِ" المسْكينْ.. عن الحروف النَّاطقاتْ؛
في "أبجَدٍ" وأخواتها..؟ لقالَ ساخراً:
"الأبُ" عالِمٌ.. قد جاء مِن "إِبِّ" "اليمن".. وكان مُسْتقيمْ
و"الجد" مِن "جَهران" أو "جَبَوتي".. أتى إلى "صَنْعا"
يقول:
بأنه "حَكِيمْ"، يريد فيها أن يُقيمْ..!
كم سَامَرَ "العَيُّوقَ" والنجومْ.. يخاطِب "المصوِّر" القيُّومْ
و"هوَّزٌ" شاهَدَ مَا جَرَى.. وحطَّ "حُطِّيْ" خَلْفَ ظهْرِه
وقالَ هامِساً.. "لِكَلَمَنْ": "لا تَنْبسَنْ بكلمهْ"
عَمَّنْ هَذى.. أوِ ادعَى.. فإنَّ مَنْ "حَطَّ" الكلامْ؛
ولم يجادل بالخصام.. يكون حظّه السلام.. وقل معي:
"يَعَوْهْ".. يَعَوْهْ.. يا ساتِر العيوبْ.. يا غافِرَ الذنوبْ
* * *
و"سَعَفَص"؛ "إسعافُ" أوَّليْ.. بحُقْنَةِ "الصبر" الوَليْ
حتَّى بجَلِّيها "العَليْ".. ويَغْزُوَ "الشَّجى" قَلْبَ "الْخَلِيْ"..!
و"قرشَتْ" القاف فيها قَرَأتْ.. روَايةَ "الوسادَهْ"
فحرْتُ، واستَعَذت.. باللهِ، والسجادهْ
ولم أزلْ.. أحلم في السُّباتْ.. بكان، وبصارَ، وبِبَاتْ.؛
حتَّى لقيتُ "ثخذاً".. والقلبُ "مثخنُ" الجراحْ؛
فقال لي: "الثاءُ" "ثورةٌ".. قد أنجبَتْها ليلَةَ "السَّفاحْ.!
غانية كانَ اسمها "سجاحْ".. وكان مهرُها " السَّمَاحْ"
بالصومِ، والصَّلاهْ.. والطُّهرِ والزكاهْ
لقومِها "المساومِينْ".. كما حكي الرُّواهْ..!
و"الخاءُ" فيها "خورُ" الفحولْ.. و"الذَّال" "ذل" وذهولْ
ولَوْ سألتِ الشَّاعِرَ الأمينْ.. لقالَ ساخِراً حَزِينْ:
هذا جزاء من طغَى.. بالجاهِ والخنا
وظنَّ أنَّه.. بالمالِ و"الفلوسْ".. سيملكُ النفوسْ
ودون خوفٍ أو حياء.. تزوَّج الحسناءْ..!
وهيَ صبيةٌ رداحْ.. وهْوَ بأحضان الفناءْ..!
واستوبَلَ الماء القراح.. ولم يُبَلْ.. بمَكْرِ ربَّاتِ الحُجُولْ
و"ناقِصات" الدين والعقول.. كما يقولْ، مؤلِّفو "الفروع" و"الأصُولْ"
"يَعَوْهْ". "يَعَوْهْ"؛ يا ساتِرَ العيوبْ، يا غافِرَ الذُّنوبْ
* * *
أمَّا إذا.. رُمتِ المزيدْ.. من راهب الأسْحارْ؛
الشَّاعر الثَّرثَارْ.. عن "ضظَغ" الجبارْ
"فالضَّادُ"، "ضرب" موجعُ؛ من غائر فؤادُهُ.. بالهَم مُتْرَعُ
وسَوْطه من حِقدِه.. إذا دَعَاهُ يَسْمَعُ..!
"والظَّا" "ظِلالُ" نارْ..! و"ظلمات" عارْ.؛
تُهَيِّجُ الدُّجَى.. وتُقْلِقُ النَّهارْ
حَتى "تُغِيرَ" "الغينُ" بالدَّمارْ؛ صارخةً بلعنات الثَّار
"يَعوه". "يعوه" يا ساتِرَ العيوبْ.. يا غافِرَ الذُّنوبْ
يا "بِنْت".. يا أُمَيَّة".. لو كُنتِ قد حَفِظْتِ:
"النَّاسَ"، و"الإِخلاصْ".. أخلَصْتِ لِلْمقسوم..!
وبهما انْحَفَظْتِ.. "مِنْ شَر ما خَلَقْ".
أَوْ لُذْتِ "بالشريعهْ".. لأنَّها تُكرِّمُ الطَّبيعَهْ؛
وتُنْصِفُ المظلومْ.. بحقِّه المعلوم
وَ"سورة الفَلَقْ".. "تَفْلِقُ" مُهْجَةَ القَلَقْ، وتطردُ الأرقْ
"هذا مجرَّبٌ مُفيدْ"؟ وَعَاه أهلُ "الشانْ"، والصَّبرِ والإِيمانْ
من الرجال والنساء.. في كلِّ أرضٍ وزمانْ
أما بناتُ العُهْر.. فأنتِ "دَارِيَهْ".. بالنَّزواتِ الطَّاغيَهْ
لا فَرْقَ –يا سيدتي.. جاهِلَةٌ.. أو "قارِيهْ"
"سيِّدةٌ"، أو "جاريَةٌ"، لابسة أوْ عَارِيهْ
السِّرُّ في خوفِ الحساب.. لا في "المغَامِقِ" والحِجابْ..!
والمرأة المحْتَرمَهْ.. بينَ الشُّعوبِ المُسْلِمَهْ
طاهِرة مُحتَشمَهْ.. تَحْذَرُ حَتَّى الكَلِمَهْ.!
"يَعَوه"، "يَعوه".. يا ساتِرَ العيوبْ. يا غافِرَ الذُّنوبْ
* * *
أنا.. بِنَظْرةِ الحَصِيف.. أعرفُ أنَّ "الوَالدَ" السَّخيفْ
قد كانَ دينُه ضعيفْ.. فخالَف "الشرع" الحنيفْ
و"العقلَ" و"العُرفَ" الشَّريف.. ودَنَّسَ العِرض العفيف؛
لَوْ أنَّه قَد قرأ "القرآنا".. وعَرَفَ "الحديثَ" و"التِّبْيانا"
وفيهِ جَعَل النِّساءْ.. "شَقائقَ الرِّجالْ" في الحال، والمآلْ.!
والعِلم، والنضالْ.. وسائِر الأعْمالْ.؛
لوْ كان بالدِّين عليمْ.. ما عِشتِ عندَهُ "رَهينةَ القيودْ"؛
"مَقْبورةً بين السُّدودْ".. "لا تَعلمين ما الحُدودْ"
"مَذْعورةَ الوجدَانْ".. "في غُرْفةٍ مُظْلمةِ الأَركانْ"
تُردِّدينَ في الصباح والضحَى.. وبين أحشاءِ الدجَى
"يا حيّ يا قيُّومْ.. يا نَاصر المظلومْ"
* * *
"البنتُ زَهرةٌ.. مِنْ زَهراتِ النُّورْ؛
وحقُّها "التنويرْ" والحُبُّ والتَّقديرْ
والنُّصحُ والتوجيهْ.. والوعظُ والتَّحذيرْ
مِن كلِّ شيطانٍ رجيم.. وكل دجَّالٍ أثيمْ.؛
يُغوي النساء الفاتناتْ.. ومن جميع الطبقاتْ
مُثقفاتٍ؛ سافِراتْ.. أوْ جاهِلاتٍ.. أوْ "مُحجَّباتْ".!
هُمُو.. همُو.. الذِّئابْ.. قد وقفوا في الطرقات.
لَوْ خَافُوا الْعِقابْ.. ما اقْتحموا الأَبوابْ
وهَتكوا كُلَّ حِجابْ.. دونَ عتابٍ؛ أوْ حِسابْ؛
"يَعَوهْ"، "يَعَوْهْ".. يا ساتِرَ العيوبْ.. يا غافِرَ الذنوبْ
* * *
يا كاتبَ "الرسالَةْ".. بالشعر كيفَ صُغْتَها؟
عَنْ أيِّ شفَةٍ.. صَادِقةٍ رَوَيتَها..؟
وكيفَ بالدَّهَا.. والرَّيب قد عَجَنْتَها..؟
بالظُّرفِ قد زيَّنْتَها.. والسِّحر قَدْ نَقَشْتَهَا.!
ولِلْفسوقِ والرياء.. سَاخِراً أهْدَيتَها.!
عَنْ أي مصدَرٍ.. لِلنَّاسِ قدْ نقلتها
قُلتَ: مِن "المحاضِر".. عن كاتبٍ مُغَامرِ..؛
هَلْ هِيَ عَنْ "محاضر".. "لِجَلَسَات" ذاهباتْ..
في "المخ" راسِخاتٍ.. همْ عادةً يدْعونَها.. "مُذكِّراتْ"
أمْ أنَّها "مَلهاة" عابثينْ.. "مَخزِّنين" ساخرِينْ؟!
فإن تَكُنْ قَدْ حَدَثَتْ.. وَوَاقِعَهْ
فَقِصَّة مُحْزِنةٌ.. وَرَائعة؟
وإنْ تكُنْ.. مِن نَسْجِ أوْهامِ الخيَالْ
ففي غُضُونِها.. شيءٌ من المحالْ..
كيف تكونُ عاهِرة.. وهيَ فَتاة طاهِرَهْ؟
قَد صُقِلَتْ بالفاتِحَةْ.. وعرَّفوها.. ما هُو "الوسْواسْ"!
وعوَّذوا ضميرَها الحسَّاس.. مِنْ شرِّ كلِّ فاسقٍ "خنَّاس".!
وعلَّموها كلَّ ما.. يلزمُ للصَّلاة.. و"الذكْرِ" و"القنوتْ"
"معَ التشّهُّدِ الصَّغير.. والكبيرْ" –كما تُشيرْ.. في شِعركَ المثيرْ
ثمَّ بصُدْفة "الدَّبورْ".. تحور وتَبورْ..!؟
بلا شعورٍ من ندمْ.. ولا أسىً، ولا ألَمْ.. هذا محالْ.؛
مُخالِفٌ طبيعَةَ البشَرْ.. في البَدْوِ والحَضَر
مِمَّنْ مَضَى، ومَنْ غَبَرْ.. عند النساءِ والرِّجالْ!
"يَعَوْهْ"، يَعَوْهْ.. يا ساترَ العيوبْ.. يا غافِرَ الذنوبْ
* * *
وعُذْرهَا.. أوْ قَولُه عَن "الشَّبابْ".. فَفِيهِ إغراقٌ، وغَبْنٌ وارتيابْ.؟
ففِي "الشَّبابِ" أتقياء.. مِنْ فقراءْ.. أوْ أغنياءْ
ومِنهمُو المجْتهدون الأوفياءْ.. ومنهموُ المتَّهمُونَ، الأبرياءْ..!
لَيسُوا جَمِيعاً فاشلينْ.. "أو مُفْلِسينَ طائشينْ"؛
وكمْ شيوخٍ قد عرفنا جَاحدِينْ.. ومارقين، فاسقينْ.
مِنْ أغنياءْ.. جاهِلينْ.. أو فقراء عارفينْ؛
لا فَرْقَ.. يا صديقي.. يا كاتبَ "الرِّسَالَهْ"
يا شاعِرَ المآسي، والحق والعَدَالَهْ..
لا فَرْقَ.. غيرَ الحِسِّ.. والجدِّ والنبالهْ
نبالَة الأخلاق، والأصالهْ.. لا المال، والأنْساب والضَّلالَهْ
عندَ جميع الخلْقِ.. في الغَربِ أو في الشرقِ. ومن شيوخٍ أو شبابْ
"يَعَوْهْ"، "يَعَوْهْ" يا ساتِرَ العيوبْ.. يا غافِرَ الذُّنوبْ
* * *
أمّا بقايا الوَصْف، والكلامِ.. في القِصَّةِ البديعةِ النِّظامِ
عنِ "النُّقود"، وهوى الهيامِ.. والحبّ، والطَّلاق و"الغلامِ"
و"الشيخ"، والزَّواج، والآثامِ.. وحيل الخداعِ والحرامِ
وكيفَ أغوَتْ زَوجَهَا.. وهُوَ الذكي؛
وأوقعته في حبال الشركِ
فَتِلكَ قِصَّةُ الحياة… قديمةٌ نَعرفُها؛
في كُتبِ "الرِّوايات"؛ والشِّعْر، والحكاياتْ
لكنَّها.. في شعركَ "الحُرِّ" الفصيحْ
توحَّشتْ.. صريحةً.. تَصيحْ؛
سماتُها الوادعةُ الرَّحيمَهْ.. قد عَرْبَدَتْ قِدِّيسَةً؛ رَجيمَهْ!!
تضجُّ بالمناقضات؛ والصُّورِ الأليمَهْ:
بالحبّ، الجريمَهْ.. والمدح والشتيمَهْ
فهيَ لِذاتِ "العُهْرِ" كالتَّميمَهْ.. وهي لذات "الطهر" "كالعزيمة"
وكلُّ "فاسقٍ".. سوف يغنّي لحنها
وينبذُ الوسائل القديمَهْ.. وحسبه حيلتُها اللئيمَهْ
يغري بها الخليلة الحميمَهْ
وإن تكنْ أهدافُها.. ساميةً عظيمَهْ
لكنَّها بِسِحْرها.. تمجِّد الهزيمَهْ
وربَّما في شعرها.. ما يَهْزم العَزيمَهْ!
"يَعَوْهْ" "يَعَوْهْ".. يا ساتِر العيوبْ.. يا غافِرَ الذنوبْ
* * *
يا كاتبَ "الرسالَهْ"؛
تِلكَ "الحروفْ".. في "أبْجَدٍ".. وأخواتِها
فيها روايةُ الحياةْ؟ وقِصَّة "الشهْوةِ" و"الإِنسان"؛
فيها السُّؤال والجوابْ.. عن الثَّوابِ والعِقابْ
غريزة الوجودْ.. والنحس والسعود
تَنْبضُ في أعدادها؛ نَوَازعُ البَشَرْ
في شكْل "أنْثَى" و"ذَكَرْ"، وهي مَشيئةُ القَدَرْ.؟
قدْ مَثَّلَتْها في "صُوَرْ"؟ خالدةَ الأثر؛
في سُورةٍ من السوَرْ؟ تحكي "صدَى" تاريخها الطويلْ
وسِرِّها.. المعتَّقِ.. الأصيل
سورةُ "يُوسف" الجميلْ
في نسَقْ بَديع.. وقصَصٍ مريعْ؛
يحكي.. طبيعة البَشَر
قَد ذَهلَتْ في "النِّسوةِ" الغُيُرْ
فقُلْنَ: "ما هذا بشَرْ".. ما هو إلاَّ مَلكٌ كريمْ
أكْبَرْنَه.. يا للعِبَرْ
وقطَّعَتْ تِلك السَّكاكين البشَرْ
من دُون وَعْي، أوْ بَصَرْ
وكانت "العاشقةُ" المفتونة
"امرأةَ العَزيزْ"..؟
قد أحكمَتْ "وغلَّقتْ".. في وجْهِهِ "الأبوابْ"..؟
وكان.. قد "هَمَّ بِها"؟
وهوَ "النَّبيُّ" ابن النبي.. "هَمَّ بِها"..؟
"لولا".. وما أرْهب "لولا" هَاهنا..؟
قد صانَه "برهانْ".. "برهانُ" طبعِهِ الكريمْ؟.
"برهانُ ربِّهِ".. في حِسِّهِ وقلبِه ونفسِهِ
من صانَهُ.. صَانَ "السَّما".. في جنسِهِ
وهو وسائر البشر.. ويا لحِكْمَةِ القَدرْ
مكوَّنٌ من الضياء والتُّرابْ
ومُستعد للنجاةِ والتبابْ
وللنَّعيم.. والعذابْ
"يَعَوْهْ"؟ "يَعَوْهْ" يا صاحبي
غرقتُ في بَحْر العيوبْ
ما لي سوى "الرحمن".. غافِر الذنوبْ
بروملي: 13 شوَّال 1398هـ
15 سبتمبر 1978م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :305  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 526 من 639
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج