في أعماقي.. بحرٌ طامِي |
أحداثُ "الماضي" و"الحاضِرْ" |
وظنون "المسْتَقبَلْ" |
تَسْري فيهِ وتمورْ.. مثلَ "الحِنْشان".! |
والبحّارونْ.. في رُعْبٍ يَنْتَظِرونْ |
صوتَ "الإِنذارْ"؛ |
وملامحِهُمْ |
بعيونٍ مذْعُورهْ |
وخدودٍ مَحْفورهْ.. وسماتٍ مَقْهورهْ؛ |
في حَزْمٍ يَلْجأُ بالخَوفِ.. يُصغون ويرتَقِبونْ |
"صوتَ الإِنذارْ". يُفضي "بتعاليمِ الربّانْ" |
* * * |
"رُبّانُ".. "الغَواصهْ".. مسْكينٌ لاَ يَدْرِي |
قَدْ نَسِي "التعليماتْ"..! |
"رُبَّانُ الغوّاصَهْ".. في غرفتِه.. حيرانْ.! |
أحلامُ "المسْتَقْبلْ" |
أَشباحُ "المَاضي"، و"الحاضِرْ". |
تَسْري، تَجْري.. تَتَبارَى.. تَائِهَةً؛ |
تَتَشاجَرُ في عَينيْه |
تَتَنَاحَرُ في أُذْنَيْهْ |
تَتَخَاصَمُ.. في وَعْيٍ باكِ |
وتُهَمْهِمُ في شَفَتَيْهْ |
بأَنينِ المكْعُومِ الشاكي |
كأنِين.. رَضيعْ |
أنّا نَعْلَمْ..؟ أيُنَاغِي.. أمْ يحلمْ..؟ |
* * * |
"رُبّانُ الغواصَة" |
بثواني الهمْس "العلماني" |
يَسْتَقصي قِصَّة مَنْ غرقوا.. يأساً؛ أو مَنْ ماتوا جَزَعَا؛! |
ويَرى في "شَاشَةِ" باطِنِه.. من قضهروا الرَّهْبةَ، والفَزعَا.! |
وبوحي الحِس "الإِنساني" |
يَسْري في داخلِه؛ |
ويرودُ مَعَارجَ آفاقٍ.. ومفاوِزَ أَدْغَالِ |
في أعماقِ البَحر الطّامي |
فَيُقطّع أَوْهاقَ "الماضي" |
ويُمزِّقُ أسْتَارَ "الحاضِرْ"؛ |
ويراوغُ خوفَ "المستَقبلْ"؛ |
وبإيمانِ "الجُنْدي" |
وبآمالِ "المسؤول". |
يسْتَقْري خطة منْ غَاصوا.. ويرودُ مَسَاربَها |
وبتوقيت "الحَيوانْ".! |
قَطَعَ.. "الأَوْهَاقْ" |
هتكَ.. "الأسْتارْ". |
فضَحَ.. "الأَشباحْ"،.. وتَماثَلَ.. كالإِنسان |
* * * |
سيغوصُ قوياً.. جبّاراً |
وسينفُثُ ناراً بينَ الماء.! |
وسَيَرْشفُ ماءً.. بينَ النّارْ.! |
غَير "الرُبَّانْ".. مَنْ يَدْرِي ماذا في الأعماقْ.؟ |
لمّا "فَارَ التنُّورْ".. يا للربّانْ..! |
أصواتُ يَتَامى.. تتضاغى |
لَهَفاتُ ثكَالَى.. في هَلَع؛ |
تَطْغَى في أعماق "الربّانْ"..! |
وأفاقَ "البحَارونْ" |
وبأحلامِ "الدّستورْ"؛ |
وتَعاليمِ "المِيثاقْ" |
غاص "الربّان".. في صَمتٍ يَعزفُ بالأشواقْ؛ |
و"البحّارونْ".. غاصوا بينَ الأعماقْ؛ |
وتلاشى "الأمسُ".. فَلا أَوْهاقْ..! |
وتوارَى "اليومُ".. فَلا إرهاقْ |
إلاّ.. "المُسْتقبل" والأحلامْ |
تهذي بتَرانيم "الإِيمانْ" |
والقِصّة في "ضَرَوانْ" |
في "نهِمْ"، وفي "خولان" |
"وشهارة"، أو "شَمْسَانْ"..! |
تهذي.. وتُتَمْتِمْ.. بأغانٍ لا تُفْهَمْ |
وتنوحُ بلا دمع.. وتقولُ بإيماء الأعجَمْ.. |
أنا مجنون الماضي.. في أعماقي بحرٌ ظامي؛ |
تَسْري فيه، وتمورْ.. غواصةُ مَوتى يَنْتَظرونْ؛ |
"بَعْثَ" الإِنسانْ.. من "مَعْفَدةِ" الحِرمانْ |
والذلّة، و"الدِّيدان" |
يا لَعْنَةَ لَيْلٍ جبَّار.. حانَتْ.. وبلا غُفران |
في ظلمةِ بحرٍ زخّار.. يُدْعى "قبر" النِّسْيانْ |