شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حسين سرحان..
بين العواد وحمزة شحاتة
جرت أسخف المعارك الأدبية (1)
حوار: محمد عبد الستار -توفيق نصر الله
الأستاذ حسين سرحان هو أحد مفكرينا القلائل الذين استطاعوا أن يثروا الساحة الأدبية بعطاءات جيدة كانت ولا زالت مدارس للأجيال يتتلمذون عليها.. فحسين سرحان أديب كان من أنبل وأنزه الأقلام، إذ كان همه وهاجسه هو الفكر والأدب، كما أنه في طليعة الشعراء العرب حيث شارك في عدة مجلات عربية. منذ ثلاثين عاماً تقريباً نشرت مجلة الآداب البيروتية لصاحبها الدكتور سهيل إدريس قصيدة لفتت الأنظار إليها من قبل النقاد العرب، وخصوصاً د. محمد مندور، وكانت القصيدة بعنوان "الدودة الأخيرة" إذ كانت تحمل فلسفة عميقة...
وقد صدر له ديوانان فقط هما: أجنحة بلا ريش "طبعتان"، والطائر الغريب، وجمعت بعض مقالاته في كتاب حمل عنوان "من مقالات حسين سرحان" و "أدب الحرب" في كتيب صغير، ولديه بعض المخطوطات التي يسعى الكثيرون إلى دفعه لطبعها... هذا قليل من كثير عن ضيفنا في مقابلة الأسبوع ونترككم معه لتعرفوه وهو في هذا السن المتقدم:
- التحقت بمدرسة الفلاح بمكة وأمضيت فيها سنة ونصفاً ثم تركت بعدها الدراسة واتجهت لدراسة الأدب وكتب التراث وبالأخص دراسة الأدب المصري والمهجري، وهكذا تراني لا أملك أي شهادة دراسية سواء تحضيرية أو حتى ابتدائية، وكل ما أملكه هو دراستي واهتمامي الشخصي بالأدب وفنونه.
- معنى هذا أن اهتماماتكم الأدبية هي اهتمامات واسعة وكانت معايشة واقعية للحياة الأدبية في المملكة التي تميزت بالمعارك الأدبية الساخنة التي شهدتها السنوات الماضية، إلى أي حد كانت مشاركتكم فيها؟ وما هي أسخن المعارك التي عايشتم أحداثها؟
- لم تكن لي مشاركات معينة في تلك المعارك، إنما كنت أتابعها بنشوة واهتمام، فقد كانت معارك جميلة وذات صبغة أدبية علمية بحتة، وفيها روح الجدية في النقاش والإصرار على الندية. وكانت أسخن المعارك الأدبية التي شهدتها الساحة الأدبية آنذاك هي المعارك التي دارت بين الأستاذ حمزة شحاتة والأستاذ محمد حسن العواد، وكان رسول هذه المعارك وناقلها الأستاذ عبد السلام الساسي رحمه الله والذي كان ينقل لشحاتة والعواد ما يقوله كل منهما في الآخر، وكنا نقرأ ما يكتبه كل منهما للآخر، وقد وصلت هذه المعارك إلى مستوى القذارة بحيث أصبحت تمس الأهل والعوائل، وعلى ما أعتقد عندها تدخلت الجهات المسؤولة وأوقفت تلك المعارك.. والحقيقة لقد كانت أغلب آراء العواد -يرحمه الله- فيها شيء من الشذوذ والانحراف، ولم يكن يأخذ فيها أسلوب الاعتدال والقصد.
- أستاذ حسين.. ما هو رأيكم في أدب الشباب اليوم؟ وهل ترون أنه يسير في مساره الصحيح؟ وهل هناك فرق في النوعية التي ظهر بها أدب شباب اليوم عن شباب الأمس؟
- الفرق بين أدب شباب هذه الأيام، وبين أدب شباب الأمس كبير وشاسع، والسبب يرجع إلى قلة اهتمام شباب اليوم بالقراءة، وقد تستغرب إن قلت لك إنني كنت أقرأ وفي سن لا يتجاوز الثانية عشرة كتباً كخواطر مصرحة لمحمد حسن العواد، وأدب الحجاز لمحمد سرور الصبان وكانت أولى قراءاتي في الأدب، فشباب الأمس كان نهماً في القراءة ومحباً لها ولا يستمتع إلاّ بها، لكن في ما يبدو أن شباب اليوم نتيجة للتطور العمراني والحضاري انشغلوا في أمور الحياة وتأمين الرزق، وقد كنا في الماضي لا نفكر في هذا، ولم تكن هذه الماديات ووسائل الترفيه متوفرة، وكنا نقرأ على ضوء الفوانيس الهندية التي تعتمد على الكاز والفتائل من بعد صلاة المغرب حتى الساعات الأخيرة من الليل.. وكنت أقطع المسافات من منزلي بالمعابدة حتى باب السلام مشياً على الأقدام للحصول على مجموعة من كتب الأدب من إحدى المكتبات هناك، وكان والدي يشجعني على ذلك، وكانت الكتب آنذاك رخيصة، وكان من ضمن الكتب التي كنت أقرأها كتب العقاد والمازني وغيرهما من كتاب الأدب المصري والأدب المهجري كجبران وإيليا أبي ماضي وميخائيل نعيمة، وجواهر الأدب لأحمد الهاشمي ومختارات البارودي، ومجاني الأدب للويس شيخو ستة أجزاء، وكتاب اسمه "الحديقة" يتضمن مختارات الأدب العربي لمحب الدين الخطيب.
وقد كان الأدب القديم أعمق من الأدب الحديث الذي تغلب عليه السطحية والضحالة، بينما كنا نقرأ المعلقات من امرئ القيس إلى عمرو بن كلثوم، للبيد، لزهير، أي كان اهتمامنا أولاً بالنواحي اللغوية، في الوقت الذي لا تجد فيه الآن أحداً من الشباب يستطيع أن يقرأ المعلقات قراءة صحيحة أو حتى يعرف معانيها أو حتى غيرها.. فالأدب القديم وأدباؤه كانوا متعمقين وضالعين فقد كانوا يقرأون الأدب الجاهلي والإسلامي.. أذكر أننا كنا نقرأ جمهرة أشعار [العرب لأبي زيد] (2) وفيه من المعلقات والمرثيات وغيرها ما يصعب علينا فهمه، وكنا نستعين بالقاموس أو بالمنجد أو بفقه اللغة للثعالبي.. فأين شباب الأمس من شباب اليوم..؟ إن شباب اليوم لو سألتهم من هو عمرو بن كلثوم لقالوا لك إنه بائع سيارات في جدة.. فأصبح الأدب اليوم عبارة عن هواية أو شيء على الهامش.. وإنتاجهم وإنتاج الأندية الأدبية لا يسر.. إن الجيل الذي كان قبلي كالعواد والعامودي والبياري والصبان هو من أعظم الأجيال.
- أستاذ حسين.. هل يعني هذا أنه كانت هناك مدارس أدبية شبيهة بمدارس الأدب العربي كمدرسة الديوان والمهجر وأبولو؟
- لا.. وإنما كنا نقرأها وكنا نقرأ لشوقي وحافظ وبعض المجلات التي كانت تصلنا من الخارج.. وأذكر أنه مرة وصلتنا قصيدة "لست أدري" لإيليا أبي ماضي وكانت شيئاً عظيماً عندنا وكنا نقرأها باستمرار.. كما كنا نقرأ لجبران كتاب "المواكب" وكتاب "الطرائف" ثم جاء كتاب "الغربال" لميخائيل نعيمة وكنا نتناوب قراءته.. وكان رواد الأدب الحجازي في ذلك الوقت: محمد سرور الصبان، والعواد، والعامودي، والآشي، وهؤلاء كانوا من الرعيل الأول.
- من هم ألمع الأدباء البارزين في مرحلة ازدهار الأدب التي عايشتموها؟
- من الكتّاب اللامعين آنذاك حمزة شحاتة، العواد، أحمد قنديل، ضياء الدين رجب وغيرهم، وهؤلاء يرحمهم الله قد تركوا أماكنهم خالية على الساحة الأدبية ولم يحل أحد مكانهم، إلاّ من بقي منهم كالعلامة حمد الجاسر، وعبد الوهاب آشي ومحمد حسين زيدان وعزيز ضياء.
- على ذكر اسم العواد.. هل يمكن أن نعتبر العواد أحد الروّاد الأوائل للشعر الحديث؟
- صحيح أن أول من أصدر كتاباً حول هذا هو العواد في "خواطر مصرحة" وقام على طبعه ونشره محمد سرور الصبان، ولكن ليس العواد هو أول من قال الشعر الحديث ذا القوافي المتعددة الأوزان، بل نازك الملائكة هي أول من قالت ذلك.. أما الاختلاف في التفاعيل بين طويل وقصير ومتوسط ففي اعتقادي أن أي شاعر يستطيع أن يقول ذلك..
- ما رأيك في الدعوة التي تقول: إن الأدب السعودي أدب مقلد؟
- لا يكاد يخلو أي أدب من التقليد، سواء في اللغة أو الأداء أو غيره، فنحن سابقاً كنا نقلد الأدب المصري حتى إن بعض القراء كتب عني يقول إنني أقلد المازني.. والأدب العربي كله كان مقلداً للأدب المصري سواء الأدب السوري أو العراقي أو حتى اللبناني.. أما الآن فالأدب السعودي قد استقل بذاته وأصبح له كيانه الخاص.
- تدور هذه الأيام على الساحة الأدبية أطروحات مختلفة عن إمارة الشعر.. فما هو الجانب الذي يقفه حسين سرحان ويؤيده؟
- قرأت ما أثاره الدكتور القصيبي، وأنا أعتقد أنه ليس على حق في هذه الناحية.. وشوقي عندما حصل على لقب الإمارة كان كغيره في ذلك الزمن الذي اعتبر عصر الألقاب، ولم يكن شوقي الشاعر الوحيد الذي رضي بهذا اللقب، بل كان حافظ إبراهيم يلقب بشاعر وادي النيل، وأحمد زكي باشا شيخ العروبة، وشكيب أرسلان أمير البيان.. إلخ، فما ذنب أحمد شوقي بذلك..؟ ثم إن الرواية التي رواها القصيبي عن أمين نخلة ليست صحيحة، وهي غير موجودة في ديوانه، وهو تحامل على شوقي ليس له ما يبرره.. ثم دعني أسألك: هل القصيبي سيكون أقوى من العقاد..؟ فالعقاد أراد أن يهدم شعر شوقي ولكنه لم ينجح وذهب العقاد وبقي شعر شوقي تردده الأجيال إلى الآن وفي كل مكان، لأن شوقي شاعر عظيم لا يستهان به، وشعره مليء بالأبيات والمعاني والحكم والأمثال العظيمة، وسيبقى كذلك إلى يوم القيامة.. فهو الشاعر الذي لم يأت شاعر مثله بعد المتنبي إلى الآن لا من حيث المعاني أو قوة الديباجة أو قوة السبك والأداء أو التألق في اللغة، ولن يكون القصيبي في منزلة العقاد الذي كان يسمى بكاتب الأدب الجبار والذي أفنى عمره في مهاجمة شوقي وشعره، ولكن "يا جبل ما يهزك ريح".
- أثيرت قبل خمسة أعوام على الساحة الأدبية قضية الشعر النبطي، وتعددت الآراء حول مسماه؛ فمنهم من طالب بتسميته بالشعر البدوي كالدكتور أحمد الضبيب، ومنهم من طالب بتسميته بالشعر الشعبي كالشيخ عبد الله بن خميس، فما هو رأي حسين سرحان؟
- أنا مع الشيخ عبد الله بن خميس في ضرورة أن يكون اسمه الشعر الشعبي، لأنه يجمع الشعب بمختلف لهجاته التي تختلف عن بعضها كاللهجة الحجازية واللهجة النجدية واللهجة الشرقية، وهذا أعم وأقوى وأشمل وأدل على الموضوع.
والشعر الشعبي فيه معانٍ وأفكار جيدة، وأنا لي الكثير من الشعر الشعبي وأحفظ منه قدر ما أحفظ من الشعر العربي..
- من الشعر الشعبي إلى الشعر الحر.. ما رأيكم فيه وفي شعر نزار قباني خاصة؟
- أنا حقيقة لا يعجبني شعر نزار قباني من أوله إلى آخره، وقد اتخذت هذا الرأي بعد أن قرأته فوجدت فيه جنوحاً تاماً نحو المرأة كمثل طفولة نهد وغيرها.. وإذا قارنا شعر نزار بشعر شوقي وحافظ إبراهيم وخليل مطران فسنجد أن الفارق كبير في قوة اللغة والتعمق فيها وفي معانيها الجيدة. ولا يوجد أي تشابه بين شعر نزار وأي من هؤلاء، حتى إن الشاعر العربي عمر بن أبي ربيعة والذي خص النساء بوافر كبير من شعره هو أفضل وأجود من شعر القباني نفسه من حيث قوة اللغة والمعاني الخالية من أي تكلف والبعيدة عن أي انحطاط حاصل في شعر نزار قباني.
- إذن هو رأي ثابت ولن يتغير؟
- رأيي واضح وسبق أن قلته وأكدت فيه أن كل شعر غير موزون وغير مقفى لا يسمى شعراً.. فالشعر مثله مثل الفنون الخمسة المعروفة له أصول ثابتة ومعروفة كالموسيقى التي هي مؤلفة من سبعة مقامات "بحمر دسج" وهذا ينطبق على نظم الشعر؛ فالخليل عمل ستة عشر بحراً (3) ، والأندلسيون عملوا أزجالاً، وهناك شيء اسمه تفاعيل ووزن، وما خرج عن هذه الطريقة لا يسمى شعراً مهما كان، لأن الشعر مثله مثل النحت والتشكيل والموسيقى له قواعد وأصول لا يصح الخروج عنها.
- هذا عن نظم الشعر فماذا عن غزارة إنتاجه بحيث أصبحنا نرى دواوين بعض الشعراء تزيد عن العشرة دواوين.. كيف يأتي تقويم هذا النوع من الشعر؟
- هؤلاء -الله يعطيهم العافية- أمثال الأستاذين طاهر زمخشري ومحمد حسن فقي لهما إنتاج وافر، وأنا شخصياً لا أستطيع أن أقدم مثل هذا الإنتاج مطلقاً. فالشيخ محمد حسن فقي زادت قصائده الكبرى عن ألف بيت، وما زال ينظم يومياً رباعية وأسبوعياً معلقة، وهي من الناحية اللغوية وقوة السبك والأداء جيدة. والشيخ الفقي لا شك هو من أكثر الشعراء إنتاجاً، ولكن إذا أخذنا له على سبيل المثال عشرين قصيدة فلن نجد فيها معنى ولا حتى لفتة ذهنية أو نزعة فكرية وشعره يفتقدها. وليس فيه المعنى الذي يجعل القارئ يفكر، وليس فيه المعاني التي تدور في مدار معين جذاب، هذا بالرغم من أنه شاعر تقليدي لم يذهب مع الشعراء الذين ينظمون الشعر الحديث أو الحر..
- إذن من هو أفضل شاعر سعودي في نظرك؟
- هو الشاعر الملهم حمزة شحاتة، فشعره يقرأ من ألفه إلى يائه..
- وشعر محمد حسن العواد؟
- شعر العواد جيد وممتاز إلاّ أنه لا يخلو من التعقيد في الأسلوب والأداء..
- أستاذ حسين.. بماذا تعلل غيابك عن الساحة الأدبية؟ وما هو ردك على ما يقال بأن شعرك يغلب عليه طابع الحزن وأنك شاعر حزين؟
- أبداً لم يكن شعري بهذا المنظار، وإن وجد بعض من قصائدي يحمل طابع الحزن والرثاء في بنت من بناتي أو بعض القصائد الأخرى فليس معناه أنني شاعر حزين، والشاعر الحزين عندنا والتي لا تخلو قصائده من الآه هو محمد حسن فقي، أما أنا فالحمد لله لست حزيناً وإنما شاعر يعبر عما بداخله سواء كان حزناً أو فرحاً.
أما عن قلة الإنتاج عندي فهي واردة، وبالأخص هذه الأيام حيث يصعب عليّ نظم الشعر وأداؤه، ولا يأتي إلاّ بعد تعب شديد، لأنني لا أجد ما أقوله ولا أستطيع أن أنحت من الصخر أو أغرف من البحر. وأعتقد أن الديوانين اللذين أصدرتهما هما أعز ما أملك، ولدي مجموعة أخرى هي تكملة لديواني الثالث بإذن الله.. وسبب غيابي عن الساحة الأدبية يرجع لانشغالي بالقراءة التي لا يفصلني عنها إلاّ مقابلة الأصدقاء أو الراحة.. ولعلّ هذا الوضع يذكرني بالمازني الذي يقول عن نفسه: "إنه كعربة الري تفرغ لتمتلئ وتمتلئ لتفرغ" (4) ، أي أنه يقرأ كثيراً ثم يكتب كثيراً حتى يفرغ ويعود للقرّاء حتى يستطيع أن يكتب، وأنا الآن أصبحت ممتلئاً ولكن بدون إفراغ، لأنني أرى أن الجو لا يسمح بذلك طالما الحرية الأدبية مفقودة. فأنا فنان يجب أن لا تحكمني حدود، كما أن وضع صحفنا ومجلاتنا صورة طبق الأصل في الرأي والخبر والفكر، ولا تجد صحيفة مميزة عن أخرى سواء في مقال أو شعر أو غيرهما.. ولذا تجدني إذا نظمت قصيدة أكتفي بوضعها في درج المكتب ولا يهمني إن نشرت أو لم تنشر.. وقد كنت في الماضي أكتب وأواصل الكتابة والنشر، وكانت بيني وبين حمزة شحاتة مساجلة كما هي بيني وبين العديد من الأدباء في النقد مع العواد وغيره.. أما الآن فالوضع قد تغير، وصحفنا أصبحت -وللأسف- صورة طبق الأصل عن بعضها، وليس فيها ما يلفت النظر.. وفي هذه المناسبة أذكر أن الأستاذ فؤاد شاكر رحمه الله كان قد نظم قصيدة مستواها أقل من الوسط، وقام بكتابة أربع نسخ منها على الآلة الكاتبة وأرسلها إلى الصحف الأربع: عكاظ، والبلاد، والندوة، والمدينة فظهرت هذه القصيدة في اليوم الثاني في جميع الصحف، لأن كل صحيفة اعتقدت أنه خصها بها بغض النظر عن مستواها ونوعيتها، وهذا هو واقع صحافتنا اليوم.
- سمعنا أنك سبق وأن أعطيت الأستاذ عزيز ضياء ديواناً من الشعر لكي يقوم بنشره.. ولكن هذا الديوان لم ير النور حتى الآن. فما هي قصته؟
- الأستاذ الأخ عزيز ضياء كان قد أخذ مني "سحارة" وليس ديواناً، وهذه السحارة كان بها بعض القصائد والمقالات الأدبية وأشياء أخرى ليتولى طبعها ونشرها في مصر، أثناء سفره إلى الهند أيام الحرب العالمية الثانية حيث يعمل مذيعاً هناك، وعندما عاد سألته عنها فأخبرني بأنه نسيها هناك، ولا أدري إن كان قد أعطاها جنسية هندية..
- على ذكر اسم الأستاذ عزيز ضياء، فهل لك أن تحدثنا عن رأيك في كتاباته؟
- الأستاذ عزيز ضياء ناقد جيد وموسوعة، وهو مثقف ثقافة عالية وأسلوبه جيد، والذي ساعده على ذلك هو دراسته للغة الإنجليزية، ويعتبر من ألمع النقاد في المملكة، إضافة إلى الأستاذ والمربي القدير عبد العزيز الربيع (رحمه الله).
- ما رأي حسين سرحان في إنتاج الأساتذة الأكاديميين، وأقصد أساتذة الجامعات من خلال ما قدموه من بحوث لخدمة الأدب السعودي؟
- أين البحوث التي قدموها؟! أنا في رأيي أن الكثير منهم لا يستحقون شهادة الدكتوراه التي حصلوا عليها.
- ورأيك أيضاً في عبد السلام الساسي؟
- الساسي رحمه الله يعتبر من أدباء الرعيل الأول، وهو يمتاز بقوة الحفظ حتى إنه يستطيع أن يحفظ قصيدة من ثلاثين بيتاً عن ظهر قلب، وهذا ما جعله ينقل نقائض العملاقين الشحاتة والعواد أيام المعارك الأدبية التي ذكرتها سابقاً.
- قل بصراحة رأيك في الأندية الأدبية في المملكة.
- أنا أعتقد أن الأندية الأدبية عموماً لم تقم بواجبها حتى اليوم بالرغم من المحاضرات المسائية التي تعدها والكتب الكثيرة التي تصدرها.
- ما هي آخر رحلة أدبية قمت بها خارج المملكة؟
- آخر رحلة أدبية كانت إلى تركيا وبلغاريا وكان يرافقني الأستاذ العلامة الكبير حمد الجاسر، وكانت رحلة ممتعة جداً. وقد استطاع الأستاذ الجاسر أن يحصل على مجموعة قيمة من الكتب التراثية ويسجل بعضها في أشرطة بعد زيارات متعددة قمنا بها إلى مكتبة أحمد الثالث ومحمد الفاتح وغيرهما.. وقد سبق أن قمت برحلات إلى مصر ولبنان للاطلاع وبعضها للاستشفاء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :286  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 153 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.