الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > اثنينية عبد المقصود خوجه منتدى ثقافي وأدبي في مدينة جدة

رسالة السعودية

اثنينية عبد المقصود خوجه منتدى ثقافي أدبي في مدينة جدة ⁽¹⁾

بقلم: محمد طه خلف الناصر

((لقد كان عشق الكلمة والحب لأصحابها يختلط بأيامي وسنوات طفولتي المبكرة: فمن جلسات الصباح التي كان يلتقي فيها نخبة من كتّاب وشعراء وأدباء هذا الوطن في مكتب والدي ـ محمد سعيد عبد المقصود خوجه ـ رحمه الله الذي كان رئيس تحرير أول صحيفة صدرت في عهد مؤسس المملكة وموحدها الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه.. إلى تلك الأمسيات الباذخة والزاخرة التي كان يعقدها والدي على ضفاف مواسم الحج من كل عام في الليلة الثانية من عيد الأضحى المبارك على شرف أدباء وكتّاب وشعراء ومفكري العالمين العربي والإسلامي.. كان الحب على امتدادها يتجذر وكان الفؤاد الصغير يتوه بين ما يسمعه ولا يفهمه وبين القليل الذي يفهمه كلمات ويجهله معاني..)).

كانت هذه الكلمات لصاحب الاثنينية التي بدأت تقترب في عمرها من العشرين، إنها منتدى ثقافي أدبي فكري وملتقى الأدباء والشعراء والكتّاب والإعلاميين وجمهور المثقفين في جدة عروس البحر الأحمر تعقد مساء كل اثنين على مدار عدة أسابيع في موسم ثقافي من كل عام، وتكاد الاثنينية أن تكون سوق عكاظ في عصرنا الحديث وهي تجتذب إليها أيضاً جمهور مكة المكرمة وكثيراً من المدن السعودية البعيدة والقريبة حيث يتجشم كثير من الأدباء عناء السفر حرصاً منهم على المشاركة في هذه الاثنينية في دارة خوجه العامرة..

وقد ظهرت الفكرة وأخذت حيِّز التنفيذ الفعلي عام 1982م عندما كرّمت الاثنينية الأستاذ عبد القدوس الأنصاري بتاريخ 8/11/1982م، ثم تواصل عطاؤها في تكريم الأعلام من داخل المملكة وخارجها، وقد استمرت الاثنينية في تكريم هؤلاء الأعلام في حياتهم وتوثيق مسيرة حياتهم الفكرية من أفواههم مباشرة بطباعة كل ما يدور في هذا المنتدى الثقافي من مناقشات.. فنشرت حتى الآن ثلاثة عشر جزءاً من وثائقها.. ومن ناحية أخرى فقد خطت الاثنينية خطوة واثقة عندما تبنَّت طباعة ونشر بعض الإبداعات الأدبية في سلسلة تحت عنوان (كتاب الاثنينية) وقد ظهر من هذه السلسلة أكثر من واحد وعشرين عنواناً حتى الآن..

لقد كرّمت الاثنينية على مدى السنوات الماضية عدداً من المفكرين والأدباء والشعراء أبرزهم: عبد القدوس الأنصاري ـ أحمد السباعي ـ طاهر زمخشري ـ عبد العزيز الرفاعي ـ عمر أبو ريشة ـ محمد حسين زيدان ـ عزيز ضياء ـ زكي نجيب محمود ـ علي شلش ـ محمد مهدي الجواهري ـ عبد الوهاب البياتي..

وفي يوم الاثنين الموافق 24/1/2001م بدأت الاثنينية موسمها الثقافي الجديد بتكريم الدكتور/عبد العزيز عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم (أسيسكو) مقرها الرباط في المملكة المغربية وهي منبثقة من القمة الإسلامية تحدث الدكتور عبد العزيز التويجري عن المنظمة وأهدافها ونشاطاتها وأعمالها وعن الصعوبات التي تعترض طريقها في الأعوام الأخيرة من حيث الدعم المالي، وقارن بين معدل الإنفاق على البحث العلمي في الدول الإسلامية 1% مقابل 17% في الدول المتقدمة الأخرى من الناتج العام، ثم أجاب عن أسئلة واستفسارات الحاضرين.

والمكرّم من مواليد عام 1950م في مدينة الرياض، حاصل على درجة الدكتوراه في المناهج من جامعة هورتن في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1981م، وبعد أن عمل في بعض الجامعات السعودية محاضراً وأستاذاً عيّن مدير عاماً مساعداً لمنظمة (أسيسكو) عام 1985م ثم انتخب بالإجماع مديراً عاماً لها عام 1991م وما زال حتى الآن يشغل هذا المنصب.

من الأعمال الفكرية والثقافية التي صدرت له:

1 ـ الحوار من أجل التعايش.

2 ـ في البناء الحضاري للعالم الإسلامي.

3 ـ جنوح الأطفال القضية والحلول.

4 ـ العلوم الاجتماعية ودور الأسيسكو في تنميتها في العالم الإسلامي.

عندما تتوّج الرياض عاصمة للثقافة عام 2000 فإن جدة عروس البحر الأحمر تكون وصيفتها الأولى، فجدة والرياض هما القطبان الأدبيان الصحفيان الفكريان اللذان يشكلان معاً ثقافة المملكة العربية السعودية المعاصرة، وإذا كانت هناك نشاطات جدية في المنطقة الشرقية أو في منطقة عسير أو في منطقة المدينة المنورة فكل هذه روافد للنهر الخالد الذي له فرعان كبيران أساسيان: جدة والرياض.

ولجنادرية هذا العام طعم خاص ومعنى آخر فهي تأتي مع بداية عام 2000 حين كانت الرياض عاصمة للثقافة العربية..

إنها المهرجان الوطني الأول للتراث والثقافة يرعاه وينظمه الحرس الوطني وقد أقيم المهرجان الأول في الجنادرية في 2/7/1405هـ ـ 1985م واستمر عقده كل عام في قرية تقع على بعد (45) كم من الرياض ويتفق معظم الباحثين أن اسمها مأخوذ من اسم شخص يدعى (جندرة) وبعضهم يرى أن معنى الجنادرية مرتبط بحرفة صانعي الثياب.

وقد انطلقت فعاليات المهرجان الوطني الخامس عشر عصر يوم الأربعاء الموافق 2/2/2000م في الجنادرية قرب الرياض بحضور ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز نائباً عن الملك فهد في افتتاح المهرجان الذي تدعى إليه شخصيات من الداخل والخارج وتقام فيه الندوات والمحاضرات وتقدم خلاله عروض الأزياء الشعبية والحرف والمهن اليدوية القديمة، كما تقدم يومياً عروض مسرحية محلِّية، وأمسيات شعرية، وفي كل عام يكون هناك محور ثقافي هام أساساً لعقد بعض المؤتمرات وقد اختار مهرجان الجنادرية هذا العام محور ((الإسلام والشرق))، كمحور أساسي يدور حول الأقليات المسلمة في العالم وخصوصاً في الشرق..

إن مهرجان الجنادرية هو بداية البداية لعام 2000 عام الثقافة العربية في المملكة العربية السعودية وستكون هناك نشاطات فعّالة بارزة على مدى العام سنحاول من خلال رسالتنا الثقافية هذه إبراز أهمها..