شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الرَّحَى
(ليَتْ الذِّي بَيْني وبَيْنَكِ عَامِرٌ)
حَتَّى تَرَيْ لَفْحَ الهَوَى الحَرَّاقِ
وَتَرَيّ هَزَارَاً كَانْ أَمْسِ مُغَرِّدَاً
يُشْدو بِلَحْنِ الحُبِّ وَالأَشْوَاقِ
قَدْ بَاتَ يَشْكو مِنْ جَفَاءِ ألِيفِهِ
شَكْوَى المُعَنَّى مِنْ أَسَىً وَفِرَاقِ
يَقْضِي اللَّيَالِي سَاهِرَاً مَتَأَمِّلاً
طَيْفَاً يَراهُ.. يَحِنُّ فِي إِشْفَاقِ
فَإذا بِهِ يَلْقَى الحَيَاةَ تَبَرُّمَاً
وَتَرَهُّلاً في الحِسِّ والأَعْمَاقِ
فَالحُبُّ بَيْنَ النَّاسِ أَمْسَى حُلةً
لِلزَّيْفِ والتَّطْبِيلِ والإِمْلاَقِ
لا تسمعُ الصَّوتَ الجَميلَ لِعَنْدَلٍ
يُشْجي الفُؤادَ بِصَوْتِه الرَّقْرَاقِ
أَوْ تَجْتَلي في الرَّوْضِ نَفْحَةَ زَهْرَةٍ
تَنْثُو عَبِيرَ الأُنْسِ لِلطُّرَّاقِ
أو تَحْلُمَنَّ بِمَوْجَةٍ في رَكْضِهَا
تَسْتَلْهِمَنَّ الحِسَّ في الآفَاقِ
أو زَوْرَقاً لِلْحُبِّ يَطْفو حَالِمَاً
واللَّيْلُ يَحْضُنُهُ بِحَرِّ عِنَاقِ
ما للحياةِ بَدَتْ تُعَفِّرُ وَجْهَهَا
وَتَسيرُ نَحْوَ الكَدْمِ والإِزْهَاقِ؟
هل غَالَها جَوْرُ الزَّمَانِ فَلَمْ تَعُدْ
تَرْعَى نَقِيَّ الحُبِّ دُونَ نِفَاقِ
أَمْ أَنَّ حُبَّ النَّاسَ بَاتَ مُخَثَّرَاً
مِنْ وَكْسَةٍ حَلَّتْ وَمِنْ إِمْحَاقِ
فَتَرَى الإِخَاءَ مُزَيَّفَاً في أَنْفُسٍ
جُبِلَتْ على التَّدْليسِ والإِطْرَاقِ
فَمَضَتْ تُبَدِّلُ كُلَّ هَمْسٍ نَاعمٍ
بِالجَفْو والتَّنْفير والإِعْقَاقِ
ما كَانَ أحَرى أن تَفِيقَ لِصَحْوِهَا
حَتَّى تَجِيشَ بِنَبْضِهَا الدَّفَاقِ
وَتَعودَ بَيْنَ النَّاسِ حُبَّاً طَاهِرَاً
لا يُقْطَعَنَّ بِنَزْوَةٍ وَشِقَاقِ
فَتَعُمَّ آدَابُ الحَيَاءِ ثرِيَّةً
بَيْنَ الأنَامِ بِهَمْسِهَا العَبَّاقِ
تِلْكُمْ لِعَمْري خَصْلَةٌ مَحْمُودَةٌ
كَانَتْ لأَبَاءٍ لَنَا وَرِفَاقِ
وَبَدا بِهَا سَيْرُ الأَوَائِلِ فَي الدُّنَا
وَصْلاً حَمِيمَاً سَاطِعَ الإِشْرَاقِ
نَهَلوا مِنْ الدِّينِ الحَنَيفِ سُلاَفَةً
كَانَتْ خُلاصَةَ مُرْتَجٍ لِوِفَاقِ
قَامُوا كَمَا البُنْيَانِ جِسْمَاً وَاحِدَاً
إِمَّا شَكَا عُضْوٌ تَلاَهُ البَاقي
لا يَحْلَمُونَ بِنَفْرَةٍ وَتَقَاطُعِ
يُلْقِيهمُو في زُمْرَةٍ النُّزَّاقِ
مَلأَوا الحَيَاةَ مَحَبَّةً وتَعَاطُفَاً
مُتَوَسِّدِينَ النُّورَ فِي الأَحْدَاقِ
لا يَعْرِفُونَ الكَيْدَ والمَكْرَ الذي
قَدْ بَاتَ يُوثِقُنَا.. بِشَرِّ وِثَاقِ
يَا حَسّرةً لوْ جَفَّ نَبْضُ حَيائِنَا
وَغَدَتْ أَمَانِينَا بِلاَ أَخْلاَقِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :562  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 53 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.