شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شَلاَّلُ الضِّيَاءِ
يا مَنْ دَرَجْتَ عَلَى اللِّذَّاتِ واللَّعِبِ
وما ظَفِرْتَ بِغَيْرِ الشَّيْنِ والغَضَبِ
ضَيَّعْتَ عُمْرَكَ يا مَفْتونُ مُلتَهِياً
تُعاقِرُ الكَأْسَ في جَوٍّ مِنَ الصَّخَبِ
ها أنْتَ أَفْرَطْتَ في التَّهْويم مُنْخَدِعاً
تلهو مع الصَّحْبِ في شَدْوٍ وفي طَرَبِ
فَحَاذِرِ اليَوْمَ لا تُجْدي مُلاعَبَةٌ
واسْتَلْهِمِ النُّورَ في الأَعْمَاقِ عَنْ كَثَبِ
فالخَيْرُ كَالنُّورِ يَجْلو نَفْسَ صَاحِبهِ
جَلْوَ الضِّيَاءِ بِلَيْلٍ مُعْتِمٍ كَئِبِ
والنَّفْسُ كالمُهْرِ إن لم تَرْعَهَا جَمَحَتْ
واختارتِ اللَّهْوَ والإِسْرَافَ في اللَّعبِ
نَقِّ الضَّمِيرَ مِنَ الأَدْرَانِ واغْسِلْهُ
حَتَّى تَفِئَ إلَى ظِلٍّ مِنَ الرَّهَبِ
وتَهْجُرَ الغيَّ في عَزْمٍ وَتَبْصِرَةٍ
لا تُحْكَمَنَّ بنَزْعِ النفسِ والرَّغَبِ
واسْتَنْبِضِ الحِسَّ إِيمَانَاً وتَزْكِيَةً
تَحَسِّس النَّفْسَ بِالإِصْفَاءِ في الوَجَبِ
ولْتَحْزِمِ الأَمْرَ في هَجْرٍ لما اقْتَرَفَتْ
يَداكِ بالأَمْسِ مِنْ فُحْشٍ ومن عَطَبِ
وما تبقَّى من الأيَّامِ تَبْذُلُهُ
في ساحةِ الخَيْرِ إِسْعَادَاً لِمُكْتَربِ
فليس مِثْلُ رَوابي الخَيْرِ مُنْتَجَعاً
يَأْوي إِليهِ ذَوو الأَحْسَابِ والنَّسَبِ
ـ رَمَضَانُ ـ أَقْبَلَ والأَجْوَاءُ عَاطِرةٌ
تَصْفو بِهِ النَّفْسُ في حُبٍّ وفي حَدَبِ
يَنْثُو عَبِيرَاً مِن الإيمَانِ مَوْرِدُهُ
يَنْدَى به القَلْبُ أَنْفَاسَاً مِنَ الطِّيَبِ
يَرْفَضُّ بالخَيْرِ نَبْعَاً لا يُخُالِطُهُ
نَزْوُ الغَوايَةِ أَوْ إِسْقَاطُ مُنْقَلَبِ
روِّضْ فؤادَكَ بالأَذْكَارِ واشْغِلْهُ
واستخلصنَّ رفيقَ الخَيْرِ في الصُّحُبِ
حتى ترى النَّفْسَ كالأنداءِ طاهرةً
تَشِفُّ كالنُّورِ كالإرْواءِ.. كالسُّحُبِ
فالخيرُ في الناسِ ما دامتْ غرائزُهُمْ
تسمو على الذُّلِ.. والأَحْقَادِ.. والشَّغَبِ
يكفيكَ يا غرُّ ما أَدْلَجْتَ في عَمَهٍ
وما اكتَنَزْتَ مِنَ الأموالِ والذَّهبِ
يا مَن تَصُولُ على أَدْرَاجِهَا صَلِفاً
فُتِنْتَ بِالجَاهِ.. والأَهْلِينَ والنَّشَبِ
هَلْ غَرَّكَ المَالُ في دُنْيَا مُغَلَّفَةٍ
بِالزُّورِ بالسَّقْطِ.. بالبُهْتَانِ بالكَذِبِ
إِنْ كُنْتَ تَرْجو مِنَ الأيَّامِ طائِلَةً
فَسَاحَةُ الخَيْرِ أَبْوَابٌ بِلا حُجُبِ
لا تُفْرِطِ التِّيهَ والإِبْعَادَ عن مَلَلٍ
فما يَمَلُّ ـ كريمُ الأَصْلِ والحَسَبِ
إن شاغَلَتْك هُمُومُ النَّاسِ في طَلَبٍ
فَاقْنَتْ إلى اللَّهِ إِذْ أَصْفَاكَ للِطَلبِ
فالحبُّ للناسِ حُبٌّ لا يُعَادِلُهُ
حُبُّ المُدَامَةِ للغاوينَ في الشُّرَبِ
من يَتَّقِ اللَّه في الأَعْمَاقِ مُتَّجِهَاً
إِلى الإِله سَيَرْقى عَالِي الرُّتَبِ
حتى يَفيءَ بِهَدْيِ الدِّين مُجْتَلِياً
مِنْ هَدْي ـ أَحْمَدَ ـ نُوَراً حَالِمَ الوَطَبِ
فَهَلْ تُراهُ مُصِيخَاً أمْ بِهِ صَمَمٌ؟
يُجَاوِزُ النُّصْحَ بالإِيغَالِ في الرِّيَبِ؟
ويَفْرِشُ الأَرْضَ بِالأحْلاَمِ زَاهِيَةً
يَغُرُّهُ الحُلْمُ في زَهْوٍ وفي عَجَبِ
ويجتلي الزَّيْفَ في نَفْسٍ تخادعُهُ
فالنفسُ تَخْدَع مِثْلُ الآلِ.. بالخَلَبِ
أَمْ هَلْ تُرَاهُ يَفيقُ بِصَحْوَةٍ خَلُصَتْ
من الرَّذَائِلِ والإكْبَابِ في الوَصَبِ
فَيَحْطِمَ الكِبْرَ في أَعْمَاقِهِ فَزِعاً
حَيْثُ الفَضِيلَةُ إِشْرَاقٌ بِلا وَجَبِ
يَسْمو إِلى الخَيْرِ في أَعْطَافِهِ وَلهٌ
يَشِفُّ بِالحُبِّ والإِسْعَادِ في النُّوَبِ
ويَلْتَأُ الصَّوْلَ في عَزْمٍ يُنَاهِضُهُ
حَتَّى يَعُودَ رَقيقَ الحِسِّ والأَدَبِ
فَيَنْهَلَ الحَقَّ شَلاَّلاً بِخَافِقِهِ
ويَلْجِمَ النَّفْسَ إذْعَانَاً لِمُجْتَنِبِ
ذَاكُمْ لعَمْرِيَ إحْسَاسٌ لِمَنْ جَنَحَتْ
مِنْهُ المَطِيَّةُ إرْقَالاً إلى الثَّلَبِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :504  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 54 من 75
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج