وَمَضَى العُمْرُ سريعاً |
تَارِكاً.. قَرْحَ الجُفُونْ |
وَرُؤى الأَحْلامِ شَاخَتْ |
وَاخْتَفَى دِفءُ.. الشُّجُونْ |
كُنْتُ للَّيْلِ أغَنِّي |
ظَبْيةَ الحُلْم.. الفَتُونْ |
اسْكُب الهَمْسَة ناياً |
وأغَنِّي.. للْعُيونْ |
فاخْتَفَى لَيلُ التَّصابي |
والتَّغَابي.. وَالجُنُونْ |
لم أعُدْ أصبو إليْه |
بَعَدَما شِمْتُ اليَقينْ |
يَملأ النَّفْسَ بنُورٍ |
وجَلاَءٍ.. مُستَبِينْ |
أَتَملَّى من سَناهُ |
أَرْشُفُ النَّخْبَ المَعينْ |
أنْهَلُ الإِيَمَانَ حِسًّا |
في اشْتيَاقٍ وحَنِينْ |
((فإلهُ)) الخَلْق حاشَا |
أنْ يَرُدَّ.. العَائدينْ |
منْ أتَى يَرْجُو لَدَيْهِ |
فَيْضَهُ الوَافي.. المَكيْنْ |
نَادِماً مِمَّا جناهُ |
عَبْرَ طيَّاتِ.. السنْينْ |
مُسْتَحِثًّا في خُطَاهُ |
صَوْبَ دَرْبِ القَانِتينْ |
يَنْزفُ الدَّمْعَةَ حَرَّى |
لَيَرى.. الفَجْر.. المُبيْنْ |
هل ترى ((للَّهِ)) بَاباً |
أوْ جُنُوداً.. وَاقفينْ؟! |
يَدْفَعُونَ النَّاسَ قَسْراً |
يَمنَعُونَ.. الوافديْنْ |
أوْ تَرَى للَّه حصْناً |
منْ حُصُون.. المُنْعمينْ؟ |
((فإلهُ)) الخَلْقِ حَاشَا |
أنْ يَصُدَّ.. التَّائِبينْ |
إنَّه التَّواب رُغْماً |
عنْ أُنوف.. المُنْكريْنْ |
يَغْفِرُ الذَّنْبَ ويَعْفو |
عن ذُنُوب الغَافلينْ |
قَد أتَيْتُ الَيوْمَ طَوْعَاً |
أحْملُ الذَّنبَ.. المُشيْنْ |
أَرْتجي غُفْرَاكَ عنِّي |
يا أمَانَ.. الخَائفينْ |
فَاقْبل التَّوَب لعبدٍ |
فَاضَ بالدَّمع..الهَتُون |
منْ ذُنُوبِ طَوّقتني |
عَبرَ سَقْطِ.. الجَاهلينْ |
نجِّني.. يَا ربُّ منْها |
وَاكْلأ.. القَلْبَ الحزينْ |
فلقد عِفْتُ هَوايَ |
بعدَ أنْ شِمْتُ اليَقينْ |
ورَأيْتُ النُّورَ يجْلو |
بهُداهُ.. المُهتدينْ |
فَصَلاةُ اللَّه خَتْماً |
لإمام.. المُرسلينْ |
سيِّد الخلق جَميعاً |
صَادق الوعْد.. الأمينْ |
خصهُ اللًّهُ بعلْمٍ |
فوق علم.. العالمينْ |
وبإعْجَازٍ تَبَدَّى |
سِرُّهُ.. للنَّاظرينْ |
منْ ((حراءٍ)) جَاءْ يدعو |
لِنَجَاةِ.. التَّائِهِينْ |
فَزَها التَّوْحيدُ نوراً |
في شِغَافِ.. المُؤْمنينْ |
يملأُ الخَفْقَ يقيناً |
في قلوبِ.. الموفضينْ |
منْ دَعُوا ((للَّه)) طَوْعاً |
في جِهَادِ.. البَاسلينْ |
حُمِّلُوا الإسلاَم ديْناً |
دَفْقُه.. عَزْمٌ.. مَتينْ |
لا يهَابُونَ اللَّيالي |
أوْ يخَافُونَ.. المنُونْ |
رَكبوا الصَّعْبَ ونَالَوْا |
ما يَنَالُ.. الصَّامدُونْ |
كمْ فُتُوحاتٍ تَجلَّتْ |
عَبْرهَا تيكَ.. الحُصُونْ! |
فَيْضُهَا فَيْضٌ عَزيزٌ |
لمْ يَزَلْ.. عَبْرَ القُرونْ |