شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التربيَة والتعليم
كان الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود من الرجال المثقفين الذين هيأهم استعدادهم لأن يطرقوا بأقلامهم كل باب وأن يسيروها في كل طريق من طرق الإصلاح، وذلك ما جعل الكثير من أقرانه ينفسون عليه ويتهمونه بادعاء المعرفة في كل شيء، ولو أنهم نظروا إلى المثقفين من الأدباء أمثال عباس محمود العقاد لشمل الحياء أقلامهم، وهذا حديث له موضع آخر فما شأن أبي عبد المقصود مع التربية والتعليم.
لقد نظر إلى مدارس زمانه فوجدها على نحو لا يكفل لها أداء رسالتها على الوجه الأمثل فأراد أن يسهم في إصلاحها بالدعوة إلى إصلاحها فتحدث عن المدرس ومهمته وما يجب في إعداده، ثم ما يطلب منه وهو يؤدي عمله من أساليب فنية وعلمية وتربوية.
وتحدث عن المدرسة والقائمين عليها وعن الأنظمة والمناهج. وأوضح أن ذلك كله لم يكن في مدارس الحجاز على الوجه المرضي إذ ذاك.
ولم يغفل عن مسؤولية البيت والمجتمع وأنهم شركاء للمدرسة في المسؤولية عن أجيال المستقبل.
وكان لا يهمل في مسألة التعليم شيئاً حتى بنايات المدارس وطرق الإنفاق عليها.
وقد يحس القارئ لمقالته هذه أن الرجل كان يقسو على المسؤولين عن التعليم وبخاصة المدرسين، وأنه كشف عيوبهم في كلمات، غير أن الرجل كان معذوراً لأنه قد تيقن أن المدرسة هي الأساس الأول والمتين لبناء المجتمع الأمثل ـ وذلك ما ذكره في صدر حديثه، ووجد أنه لا بد من هز تلك المدارس هزاً قوياً لتستيقظ وتتنبه لمسؤوليتها فتسهر على إصلاح ما فسد من أمرها وتقوي ما كان صالحاً فيها.
ولم ينس المرأة في أحاديثه عن التعليم فدعا إلى تعليمها لأن في ذلك سبيلاً لإصلاح ذريتها.
وتحدث عن الطفل وتربيته وأوضح أن المسؤولية الأولى تقع على الأسرة ورأسها في ذلك (الأم) وأشار إلى دور المدرسة في تربية الطفل وأن عليها جزءاً من المسؤولية، لكنه طالب بإعداد الأسرة وإعداد المدرسة أيضاً لهذه المسؤوليات.
أما التربية التي هي جزء من التعليم في أغلبها فإن الرجل قد وسع دائرة الحديث فيها حيث تحدث عن الوقت الذي يضيع هباءً عند أبناء زمانه اللَّهم إلا في زمن المواسم وهو محدود.
ثم تحدث عن الرياضة البدنية وهي لون من ألوان التربية، إذا أحسن توجيهها عادت على المجتمع والفرد بخير كثير.
ومن أمثلة حديثه عن التربية البدنية حديثه عن الكرة فلقد كتب عنها داعياً إليها ومشجعاً عليها، حتى إذا ما أبصر الناس ينقسمون عليها إلى أحزاب وشيع تشتد بينها الخلافات التي قد تصل إلى المنازعات والمشاجرات نادى بوجوب التوجيه السليم لهذه الرياضة البدنية التي لم يقصد من وراء تشجيعها سوى تنمية القوى البدنية إلى ما يصحب ذلك من تنشيط القوى العقلية من طريق التفكير السريع في الحركة المفضية إلى حصول الهدف. ومن ذلك حديثه عن الدراجات:
 
طباعة

تعليق

 القراءات :904  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .