شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين إلى يوم الدين.
وبعد..
فهذا الكتاب ضمنته ما عثرت عليه من البحوث والمقالات الأدبية، والتاريخية، والاجتماعية التي دبجها بيراعه الشيخ محمد سعيد عبد المقصود خوجه أحد الروّاد المجلين السابقين في ميدان الريادة.
ولقد صنفت هذه البحوث والمقالات في خمس مجموعات هي:
1 ـ البحوث الأدبية.
2 ـ البحوث التاريخية.
3 ـ البحوث التربوية.
4 ـ البحوث الاجتماعية.
5 ـ المناقشات التي جرت بينه وبين أهل زمانه، وهي ((الغربال ومنتقدوه)) كما هو عنوان إحدى مقالات هذا القسم.
ولقد سمحت لنفسي، بأن أكتب كلمات وجيزة بين يدي كل قسم متجنباً الدرس والإطالة في الحديث، إلى حين فراغي من البحث عما يمكن أن يكون قد ند عن يدي الآن من مقالات الرجل.
ولم أعمد إلى الحديث عن عصر خوجه لسببين:
الأول: أن هناك من الكتب (1) والمؤلفات ما تحدث عن هذا العصر.
الثاني: أن مثل هذا الحديث يحتاج إلى شيء من البسط، وهذا ما ادخرناه لكتابنا المنتظر إن شاء الله.
لكننا نود أن نشير هنا إلى أن عصر صاحبنا (خوجه) كان عصر يقظة أقبل فيه كثير من الحجازيين على محاكاة وتقليد البلاد العربية التي سبقتهم في حركاتها الفكرية بعامة فكان أن انقسموا في تقليدهم إلى:
1 ـ متتلمذين لأدباء المهجر.
2 ـ متتلمذين لأدباء مصر.
3 ـ متتلمذين لأدباء الشام.
غير أن ذلك التقليد لم يلزم إلا قليلاً منهم مثل (محمد حسن عواد) الذي ظل متتلمذاً للعقاد مصرًّا على ذلك حتى أفسد عليه إصراره بعض أمره.
ومما تحسن الإشارة إليه أن محمد سعيد بن عبد المقصود خوجه لم يكن من أولئك الذين أقبلوا على الاحتذاء والتقليد، وإنما كانت له شخصيته المستقلة تشهد بذلك مقالاته التي نقدمها هنا، وهي مقالات تصور لك ابن الحجاز كما هو حجازي عربي مسلم، فكره حجازي ولغته عربية أصيلة، وموضوع أدبه قضايا مجتمعه، وطريقة تفكيره ما يملي عليه مجتمعه ووطنه وما يحيط به في تلك الأيام من ظروف وأحوال.
ولقد ولد الأستاذ محمد سعيد في ظل العهد التركي، وعبر العهد الهاشمي، وقضى سبع عشرة سنة من عمره في العهد السعودي، وفي هذه السنوات الأخيرة من حياته كان إنتاجه الأدبي ونشاطه الوظيفي حيث ولي إدارة صحيفة أم القرى ومطبعتها وهو في تسع وعشرين سنة، وفي أيامه غشيت الصحف والمجلات العربية ـ وبخاصة المصرية ـ أسواق الحجاز كما غشيتها الكتب التي قذفتها المطابع، سواء ما كان فيها من التراث، أو من مؤلفات أدباء العرب المتأخرين وكان شباب الحجاز ـ مثل محمد سعيد بن عبد المقصود ـ يقبلون على تلك الصحف والمجلات والكتب ويقرؤونها بنهم فتترك أثرها فيهم واضحاً أو باهتاً، إذ إن مسألة التأثر والتأثير من الأمور المسلم بها، لكنها عند الموهوبين، غيرها عند من دونهم.
وفي عهده عُرّب التعليم، واتسعت دائرته حيث عمدت الحكومة السعودية إلى افتتاح المدارس هنا وهناك.
وفي عهده أيضاً نزعت الحكومة السعودية القيود المفروضة على الألسن والأقلام، حيث أعطت الصحف والأقلام حرية الكتابة والتعبير، كما تعددت وسائل النشر حيث كانت هناك صحيفة ((أم القرى)) و((صوت الحجاز)) و((المنهل)) و((المدينة)) كما نشطت حركة المطابع وتجارة الكتب والصحف والمجلات الوافدة.
وفي هذا العهد نشط شباب الحجاز وبدأوا يكتبون المقالات وينظمون القصائد وينشئون الخطب على نحو ما تقرؤه في ((أدب الحجاز)) و ((المعرض)) و ((وحي الصحراء)) وقد حوى ((وحي الصحراء)) هذا مختارات جيدة من الشعر والنثر تعطي صورة واضحة عن النشاط الأدبي الذي عمر به منتصف القرن الرابع عشر الهجري.
وفي أي حال، فإن عصر خوجه كان عصر يقظة التقى فيه القديم والجديد ودبت الحركة والنشاط في جميع جوانب الحياة الحجازية، وكان العبء في ذلك على كواهل الناشئين غير أن إقبال الحكومة السعودية وبذلها في سبيل تطوير حياة المجتمع يسر سبل الأخذ بأسباب الازدهار، وهذه أمور لم تعد بعيدة عن الأفهام وإن ظل الحديث عنها طرياً مهما طال، ولذا نتركه والنفس تنزع إليه مؤملين العود الحميد إن شاء الله.
ولقد استعملت في الإشارة إلى الأستاذ محمد سعيد عبد المقصود خوجه مرة (أبو عبد المقصود) وأخرى (ابن عبد المقصود) وثالثة (خوجه) ورابعة (محمد سعيد) وخامسة (الغربال) وكان يحسن أن أستعمل واحداً من هذه الخمسة لكني أبقيت على هذا لأنه قد استخدمها في كتاباته، وخاطبه بها أهل زمانه ولا محظور من هذا الاستعمال.
ولا يفوتني وأنا أختتم هذه المقدمة، أن أذكر بالفضل رجالاً كان لهم الدور الأول في نجاح هذا العمل وفي مقدمتهم الشيخ عبد المقصود بن محمد سعيد بن عبد المقصود خوجه ـ نجل صاحبنا ـ الذي أفسح لي في مجلسه، ووقته، على رغم ضيق أوقات رجال الأعمال، فكان ذلك أكبر عامل تشجيع، كما كانت أحاديثه مفاتيح الأبواب في حياة الرجل، كانت مغلقة أمامي عندما شرعت في البحث فقادتني الصدف إلى التعرف عليه ـ فله بعد الله ـ الفضل في ما حصلت عليه من خير.
والحمد لله رب العالمين
المؤلف
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1537  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 61
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.