الحلقة - 17 - |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة تختلط ببكاء خافت صادر من شقة ليلى. نسمع بعده صوت خالد يقول): |
خالد: اسمع يا فتحي. |
فتحي: إنه صوت نحيب أنثى. |
خالد: أهي ليلى. |
فتحي: كأنها هي يا خالد. |
خالد: هل ندق الباب؟ |
فتحي: ونحن آتون لماذا؟ أليس لزيارتها؟ |
خالد: ولكن الوضع كما ترى؟ |
فتحي: ما الرأي؟ |
خالد: والله أنا حائر بَيْنَ الدخول من عدمه.. |
فتحي: ليلى تسكن مع إحدى قريباتها ولديها خادم نوبي. فلماذا لا تقرع الباب ونستأذن فإن أذن لنا دخلنا أو عدنا من حيث أتينا. |
خالد: أقدم يا بطل واقرع جرس الباب، يا كوماندو. |
فتحي: بالأمر يا حضرة القائد.. |
(يقرع الجرس. فينقطع النحيب فجأة ويفتح الخادم النوبي الباب ويقول): |
الخادم: عايزين مين يا فندم.. |
خالد: الآنسة ليلى. |
الخادم: عندك موعد وياها. |
خالد: لا. |
الخادم: الآنسة ليلى تعبانة. ولَّا أسمع. أقول لها مين؟ |
فتحي: خالد وفتحي. |
الخادم: بس كدا حاف. |
فتحي: بدون ألقاب. |
الخادم: حاضر يا فندم. من فضلكم استنوا. |
خالد: أما خادم ظريف. يظهر أنه جديد عندها. |
فتحي: بلى. استخدمته. منذ أيام بعدما سافر عم إسماعيل خادمها الأول إلى كورفان. |
خالد: وعندك كل هذه المعلومات وتتركنا ننتظر على باب الشقة هذا الوقت الطويل. |
فتحي: يا سلام على وقتك الثمين. يا سلام. |
(يرجع الخادم ليقول لهما): |
الخادم: اتفضلوا. الست ليلى. جاية حالاً. |
(يدخلان وخالد يقول): |
خالد: شقة لطيفة يا فتحي. أنا أول مرة أدخلها. أما أنت.. |
فتحي: أما أنا فبصفتي مرافق للست المصونة والجوهرة المكنونة أختي العزيزة (عفاف) فقد جئت هنا أكثر من مرة.. |
خالد: يا ليت أختك معنا.. |
فتحي: إذا كنت راغباً في هذه الأمنية فما أسرع تلبيتها وتحقيقها؟ |
خالد: ماذا تقصد؟. |
فتحي: أقصد أني آخذ المربية الآن وأذهب وأحضر أختي حالاً حالاً. |
خالد: أنت رجل عملي يا فتحي. |
فتحي: وأنت رجل مجامل. أسمع يا خالد. |
خالد: تفضل. |
فتحي: سوف استأذن ليلى بعد دخولنا وشربنا فنجان القهوة. |
خالد: لماذا؟ |
فتحي: اللبيب بالإشارة يفهم. |
خالد: صدقني ليس عندي شيء خاص أريد قَوْله لليلى. ثم هل بيننا أسرار؟ |
فتحي: بيني وبينك لا. وإنما ربما ليلى تريد أن تفاتحك في أمر فوجودي سيحول دون مكاشفتها لك به. |
خالد: يمكن. يمكن. على كل حال. تصرف حسبما يمليه عليك الموقف. |
(تدخل ليلى ومعها قريبتها وهي تقول): |
ليلى: مساء الخير يا جماعة. زيارة مفاجأة ولكنها سعيدة. قريبتي كوثر. |
خالد: تشرفنا يا مدام كوثر. ونرجو عدم المؤاخذة على المجيء بدون موعد سابق. ولكن. |
ليلى: ولكن ماذا؟ |
خالد: سألنا عنك بالمعرض فقيل لنا إنك لم تداومي اليوم فقلنا لعلّ المانع خير. |
فتحي: صحيح. خير إن شاء الله. |
ليلى: الحقيقة السرقة التي وقعت هبطت من عزيمتي وحماسي. |
خالد: ولم يعرف بعد الفاعلون. |
خالد: ولم يعرف بعد الفاعلون؟. |
ليلى: لا ولكن البوليس يقوم بجهود مشكورة. |
فتحي: إنني لعلى يقين من أن البوليس سوف يقبض على المجرمين. |
ليلى: أرجو ذلك يا فتحي. |
خالد: لعلّك لا تشكين من شيء يا ليلى فإني أرى عينيك محمرتين وكأنك كنت تبكين. |
ليلى: أنا فعلاً كنت أبكي. |
فتحي: هل أساء إليك أحد. أو تلقيت نبأ عن أحد. |
ليلى: لا وإنما أصبت بحالة عصبية فجائية فانخرطت في البكاء وقد سببت إزعاجاً لقريبتي التي حاولت استدعاء الدكتور فمنعتها. |
خالد: عسى أنك الآن مرتاحة. |
ليلى: الحمد لله. الحمد لله ومجيئكم لا شك أسعدني فزال عني ما أشكو تماماً. |
خالد: شكراً. |
فتحي: شكراً. أنا استأذن يا مدموزيل ليلى.. |
ليلى: أليس في الوقت سعة؟ |
فتحي: أنا مرتبط بموعد هام.. |
ليلى: حسناً وخالد أيضاً. |
فتحي: خالد. لا. |
خالد: ربما تكونين أنت يا ليلى مرتبطة بموعد أو منتظرة زيارة أحد. |
ليلى: هذه قريبتي أمامك سلها. لسنا مرتبطين بأي موعد هذا المساء. |
خالد: إذن فهذا من حسن حظي. |
ليلى: وحسن حظنا نحن.. |
فتحي: طيب أنا رايح سلام عليكم. |
ليلى: مع السلامة يا فتحي. |
(موسيقى نسمع بعدها صوت خالد يقول): |
خالد: اسمحي لي أن أسألك وأرجو ألا تخفي علي؟ |
ليلى: سل وأنا أعدك بألا أخفي عنك شيئاً. |
خالد: ليلى. إنك تنوئين بعبء هم عظيم تحاولين إخفاءه وتتظاهرين بالجلد والصبر. |
ليلى: كيف خلصت إلى هذه النتيجة؟ |
خالد: إخلاصي لك جعل من نفسي مرآة تنعكس عليها آمالك وآلامك يا ليلى. |
ليلى: لعلّ سبب هذا التجاوب الواقع بيننا.. |
خالد: إني سعيد بأن أسمع هذا. |
ليلى: في الحقيقة يا خالد واسمح لي أن أقول خالد مجردة من أي ألقاب. |
خالد: هذا أما أشكرك عليه ((تفضلي)). |
ليلى: حقاً لقد شفت نفسك يا خالد فاستطاعت أن تخترق ستار صدري الحديدي. |
خالد: الحمد لله. الحمد لله. قولي. |
ليلى: وضعي في المعرض أصبح صعباً يا خالد. |
خالد: لماذا؟ وأنت كما أسمع كل شيء في المشغل. |
ليلى: كان هذا صحيحاً ولكن بعد حادث السرقة وكادت تفصلني لولا أن تدخل مسيو كامل في الأمر. |
خالد: ألهذا الحد ساءت الأمور بينك وبين جوزفين؟ |
ليلى: أجل وأنا موقنة أنها لو وجدت غيري فسوف تستغني عني. |
خالد: والمعرض من سيديره؟ |
ليلى: قد تجد غيري.. |
خالد: مستحيل أن تجد فتاة تحمل مؤهلاً في الخياطة والتطريز كالذي تحملين ومع ذلك. |
ليلى: ماذا تعني بقولك ومع ذلك. |
خالد: ومع ذلك فلا تهتمي بما ستقرره مدام جوزفين فأنا بجانبك فاعتمدي على الله وعلي. |
ليلى: شكراً.. يا خالد. شكراً على عواطفك واهتمامك بأمري ووقوفك بجانبي في أيام الشدائد. |
خالد: أرجو أن تثقي بي. |
ليلى: لا شك أنك موضع ثقتي يا خالد ولولا ذلك ما فاتحتك بما يعتلج في صدري. وسوف أطلعك على ما يجد في موضوع عملي. |
خالد: والآن هل من خدمة؟ |
ليلى: لا. شكراً. |
خالد: استأذنك في الانصراف فقد أخذت كثيراً من وقتك الثمين. |
ليلى: إن وقتي ثمين بوجودك. |
خالد: تصبحين على خير. |
ليلى: تصبح على خير. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت بيومي يقول): |
بيومي: لا أدري يا رجب ماذا أقول؟ |
رجب: تقول: يجب أن تتكلم فالسكوت في رأيي خيانة. |
بيومي: خيانة. هل وصلت الأمور إلى هذا الحد؟ |
رجب: سركيس كما تعرف مغامر مقامر وهو يريد أن يحصل على الفلوس بأي شكل. |
بيومي: أتقول أنك سمعته؟ |
رجب: بأذني هذه اللي بكره راح يأكلها الدود. |
بيومي: طيب. لماذا لا تبلغ الخبر إلى البوليس. |
رجب: مالي وما للبوليس يا بيومي.. |
بيومي: لماذا لم تبلغ الناظر على أملاك الست. |
رجب: أنت أولى بهذا التبليغ مني. |
بيومي: أرى أن نذهب معاً إلى الناظر وننقل إليه الخبر بتفاصيله التي تعرفها أنت. |
رجب: ولكني لا أريد أن يرد اسمي كشاهد على هذه المؤامرة. |
بيومي: الناظر محامي قد الدنيا وسوف يخرجك من القضية كما تخرج الشعرة من العجينة. |
رجب: إذا كان الأمر كذلك فأنا مستعد للذهاب معك. هيا بنا. |
بيومي: الآن الناظر غير موجود في مكتبه وسيكون فيه بعد ساعة فأين نلتقي؟ |
رجب: في قهوة النشاط. |
بيومي: وهو كذلك. مع السلامة وألف شكر يا رجب. |
رجب: لا شكر على واجب. سلام عليكم. |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت ضحى تقول): |
ضحى: أين كنت يا بيومي. |
بيومي: في السوق. |
ضحى: الست الكبيرة سألت عنك. |
بيومي: وبماذا أجبتها. |
ضحى: أجبت أني أرسلتك لشراء بعض الحاجات. |
بيومي: حسناً فعلت.. |
ضحى: ولكن.. |
بيومي: ولكن ماذا؟ |
ضحى: أنت خرجت إثر مكالمة هاتفية ومن دون أن تقول لي على خلاف عادتك. |
بيومي: لا شيء. لا شيء. |
ضحى: أنت تخفي عني شيئاً. |
بيومي: لا. لا يا فندم. |
ضحى: ولكني أراك تغيرت. هل صدر مني ما يجعلك لا تثق بي. |
بيومي: أبداً أبداً. |
ضحى: إذن لماذا تريد أن تخفي عني أمراً أرى أنه في غاية الأهمية كما تترجمه ملامحك. |
بيومي: أتحفظين السر؟ |
ضحى: هل أفشيت لك شيئاً ائتمنتني عليه من قبل؟ |
بيومي: لا. ولكن سر اليوم له صفة خاصة. |
ضحى: قل ما هو ولا تخف. |
بيومي: سركيس. |
ضحى: ماذا عن سركيس. |
بيومي: يدبر مؤامرة لقتل الست الكبيرة عمته. |
ضحى: يا إلهي أيلاحقني الرعب والخوف أينما ذهبت. من قال لك عن هذه المؤامرة؟ |
بيومي: رجب بواب العمارة التي يسكن بها سركيس. |
ضحى: هل بلغت البوليس. |
بيومي: اتفقت مع رجب أن نذهب بعد ساعة إلى سيادة الناظر ونبلغه الخبر وهو يتصرف بالشكل الذي يراه مناسباً.. |
ضحى: نٍِعْمَ الرأي يا بيومي. نِعْمَ الرأي. |
بيومي: لي رجاء يا ضحى. |
ضحى: هو ماذا؟ |
بيومي: لا تفتحي الباب لأحد في غيابي. وأن تغلقيه بقفل الأمان من الداخل. |
ضحى: شكراً سأفعل. |
(نسمع صوت جرس التليفون يدق فيمسك بيومي بالسماعة ويقول): |
بيومي: هلو. مين. مين. لقد قفل السكة. |
ضحى: غريبة. |
بيومي: ولا غريبة ولا حاجة. إنهم المتآمرون يا ضحى يريدون أن يعرفوا إذا كان في الشقة أحد أم لا. |
ضحى: يا إلهي إذن نحن في خطر. |
بيومي: ولا يهمك. سنسلمهم للبوليس قبل أن تمتد أياديهم للست الكبيرة. |
(يقرع جرس الشقة فتسرع ضحى لفتحه). |
ضحى: جرس الشقة يا بيومي. |
بيومي: أوعي تفتحي. أنا الذي سيفتح الباب. |
ضحى: يا إلهي احفظنا وارحمنا يا أرحم الراحمين. |
(يفتح الباب بيومي وما أن يرى الطارق حتى يقول): |
بيومي: من أنت. من أنت؟ |
|