الحلقة ـ 3 ـ |
سوزي: من... |
جيمس: ممن؟؟ |
سوزي: من جورج براون.. العدو اللدود... |
جيمس: خسىء جورج لن يستطيع أن يمس أندرو بأي أذى وعلى فكرة من اليوم فصاعداً يجب أن تسمى أندرو.. |
سوزي: أسميه ماذا؟ |
جيمس: أندي فذلك اسم التدليل أو الدلع الذي أطلقه عليه مدير المكتب البرقي وجميع الرجال البارزين في مدينة بتسبرج... |
سوزي: إذن فقد نجح الساعي أندي وأصبح الساعي المدلل في مدينتا... |
جيمس: أجل.. أجل.. |
سوزي: وهذا ما يزيد في خوفي عليه... |
جيمس: كوني مطمئنة فأندي من أصل اسكتلندي والاسكتلنديون مشهورون ببأسهم وشجاعتهم... |
سوزي: أرجو أن يحرسه الله ويقيه من كيد جورج وغيره... |
جيمس: أشكر لك يا بنيتي على شعورك الطيب نحو هذا الفتى والذي أرجو أن تحقق الأيام آمالي المعقودة عليه. |
سوزي: إذا لم يركبه الغرور.. ولم يفتك به جورج... |
جيمس: أراك تتخوفين كثيراً على (أندي) من جورج كأنك سمعت شيئاً أو حديثاً عن جورج يستشف منه إنه يتآمر على أندي... |
سوزي: لا يا أبي ولكن هواجس كثيرة تعتمل بنفسي وبخاطري... |
جيمس: ذلك لأنك تعطفين على أندي كثيراً... وأنت مرهفة الحس... ومرهفو الحس في تعب وقلق دائبين... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أندي يقول:) |
أندي: كيف كانت مقابلتكم لمستر جيمس أندرسن يا خالتي...؟ |
هوجان: كانت هائلة... وموفقة جداً.. |
كارنيجي: لقد أثلجت صدري بهذا الكلام يا أخي... |
هوجان: ولقد حضر مستر بروكس المقابلة من دون سابق موعد أو إنذار... |
أندي: أنه يا خالي صديق حميم لمستر أندرسن... |
هوجان: هذا ما لاحظته من الترحيب الودي الذي قابله به مستر أندرسن... |
أندي: ولا شك أنه كان لي نصيب من حديثكم... |
هوجان: أجل... أجل... لقد أثني عليك مدير المكتب البرقي ووعد بأن يستخدم معك الصبية الاسكتلنديين الآخرين... |
أندي: لقد اتسعت رقعة العمل يا خالي وأصبحت لا أطيق وحدي القيام بهذه المهمة... |
هوجان: وهذا ما قدره مستر بروكس حين اقتنع برأيك... |
أندي: سوف لا تسع الدنيا أفراح هؤلاء الصبية حين يلبسون غداً حللاً خضراء رسمية جميلة... |
هوجان: أنت صاحب الفضل فيها يا أندي... |
أندي: خالتي.. ما رأيك؟ |
هوجان: في أي شيء؟؟ |
أندي: أني أفكر في آلة البرق وطقطقتها تثير اهتمامي... |
هوجان: آلة هامة... |
أندي: أريد أن أحضر صباحاً قبل ابتداء عملي لأتدرب عليها... |
كارنيجي: أخشى أن ترهق نفسك فتضيع عملك الحالي... |
هوجان: لا تخشين عليه فإنه في السادسة عشرة من عمره في مستهل شبابه وفتوته... اذهب يا بني وتدرب عليها وأنت يا أختاه ادعى له بالتوفيق... |
كارنيجي: أنني أدعو له يا أخي دائماً وأبداً... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هاردي يقول:) |
هاردي: أسمعت بالوظيفة الجديدة التي عين فيها (أندي)؟ |
جورج: لا يا هاردي... أعلم أنه ساع فقط فما هي الوظيفة الجديدة... |
هاردي: عين موظف في مكتب البرق... يا جورج... |
جورج: وبهذه السرعة.. لا بد أن هنالك سبباً... |
هاردي: أجل... أجل... |
جورج: ما هو؟؟ |
هاردي: جاءت قبل ثلاثة أيام رسالة عاجلة في الصباح وكان أندرو في مكتب البرق وحده... |
جورج: وبعد... |
هاردي: فاجترأ على سحب الرسالة من آلة البرق وإرسالها... فسر مستر بروكس لذلك ولم يلبث أن عينه موظفاً في المكتب... |
جورج: إذن فقد ارتقى من ساع إلى موظف... |
هاردي: ولشد ما ادهش عمال البرق أن استطاع هذا الفتى البالغ ست عشرة سنة أن يدون الرسائل بسماع أصوات طقطقة الآلة... |
جورج: وإني لعلى يقين من أن طريقة (أندي) ستصبح الطريقة التي تدون بها الرسائل البرقية بعد اليوم... |
هاردي: أنني حائر يا جورج أريد أن أعرف سر نجاح هذا الفتى... |
جورج: الجد والمثابرة والإخلاص في العمل هي سر نجاحه.. |
هاردي: لا شك أنها خصال تقود دائماً إلى النجاح.. |
جورج: لقد شغلتنا بحديث (أندي) عن المناقشة في الموضع الذي كلفتك بالتقصي عنه... |
هاردي: تعني سوزي ووالدها... |
جورج: سوزي وسوزي فقط... هل حصلت على معلومات جديدة...؟ |
هاردي: سوزي يا جورج في سن المراهقة الآن ومن الصعب أن تثبت على شيء أو تربط بشيء لأن تكوينها العقلي في تطور مستمر... |
جورج: هذا شيء مفهوم يا هاردي ولكن لعلك ألقيت بعض الأضواء على المقربين منها... |
هاردي: زوارها كلهن من أقرابها ممن يدرسن معها في الكلية... |
جورج: أليس لها أصدقاء؟؟؟ |
هاردي: ما سمعت أحداً من صديقاتها تذكر أن لسوزي صديقاً أو أصدقاء... |
جورج: ولكن ما هو السر في جفائها وكرهها لي..؟ |
هاردي: أما قلت لك أن سوزي في سن لا يسمح لها بتقدير الأمور وتقييمها بالميزان الصحيح... |
جورج: إني موقن أنها تحب غيري... |
هاردي: قد يكون هذا صحيحاً ولكنه حب غير ثابت أنه سيزول مع تقدمها في العمر واستكمال مقوماتها الجسدية والعقلية... |
جورج: أنك تعالج الأمور بميزان البحث العلمي.. |
هاردي: وأنت تزنها بميزان العاطفة المشبوبة وشتان بين الميزانين... |
جورج: هاردي... أني أحبها وأكاد أجن... أجن فعلاً حين يخطر ببالي أنها تحب أحداً غيري... |
هاردي: إن أردت أن تجن فما أنت أول مجنون ولا آخر مجنون إنما أنا أنصحك كصديق مخلص لك أن تضبط عواطفك وتضعها في ثلاجة... |
جورج: وإذا لم أستطع... |
هاردي: وإذا لم تستطع فاذهب بطوع إرادتك إلى أقرب مستشفى للمجانين... |
جورج: أهذه نصيحتك أخيراً يا صديقي..؟ |
هاردي: أجل هذه نصيحتي إلى أصحاب العواطف المشبوبة... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سوزي يقول:) |
سوزي: بابي... بابي... |
جيمس: نعم يا سوزي... |
سوزي: لقد رأيته... |
جيمس: رأيت من؟؟ |
سوزي: أندي يا أبي... |
جيمس: أين؟؟ |
سوزي: في المكتبة... |
جيمس: هل ذهبت إلى المكتبة..؟ |
سوزي: عندما رأيت (أندي) يدخل المكتبة اشتبهت فيه ونزلت فسألت الموظف المسؤول فأكد لي أنه هو... |
جيمس: كيف وجدته... |
سوزي: كما وجدته أنت يا أبي... |
جيمس: إنك دبلوماسية يا بنيتي... |
سوزي: قلت لي يا أبي من قبل أن (أندي) يسعى لتنمية مواهبه ومداركه فهل علمت أي نوع من القراءة يهوى. |
جيمس: إنه يجد لذة في قصص ولاس وبروس وأشعار روبرت بيرنز. |
سوزي: وماذا بعد؟ |
جيمس: هذه هوايته في المبدأ أما الآن فهوايته مسرحيات شكسبير... |
سوزي: إذن فهوايته الأدب المسرحي... |
جيمس: أجل أجل.. |
سوزي: أنه حقاً فتى موهوب وأرى أن آمالك سوف تتحقق فيه... |
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت كارنيجي تقول:) |
كارنيجي: ما بك يا (أندي) ساهماً واجماً شارد اللب هذه الليلة... |
أندي: لا شيء يا أمي.. لا شيء... |
كارنيجي: أتشكو من شيء.. أحدث لك ما كدرك؟؟ |
أندي: لا.. لم يحدث شيء من هذا القبيل... |
كارنيجي: ولكن ليس من عادتك هذا العبوس والشرود أنك معروف بمرحك ومزاحك... |
أندي: لا شيء... لا شيء... |
كارنيجي: بل هنالك شيء وتريد أن تخفيه عني.. ألست أمك فلماذا تخفي عني ما تنوء بحمله... |
أندي: ولكن قد لا يعنيك يا أمي... |
كارنيجي: كل شيء بالنسبة لك يعنيني مهما صغر أو كبر أو قل أو عظم.. حتى التافه منه... |
أندي: لقد.. |
كارنيجي: لقد ماذا؟ |
أندي: رأيتها يا ماما... |
كارنيجي: سوزي ابنة المستر جيمس أندرسن.... |
أندي: نعم يا ماما... |
كارنيجي: أين؟. |
أندي: في مكتبة أبيها حين ذهبت لاستعارة بعض الكتب منها... |
كارنيجي: هل أعجبتك؟؟ |
أندي: تقولين هل أعجبتني... لماذا لم تقولي لم لم تجن حين رأيتها... |
كارنيجي: أجمالها صارخ وساحر إلى هذا الحد... |
أندي: لا أستطيع تصويره ولا تشبيهه... |
كارنيجي: إذن فقد غرقت إلى أذنيك... |
أندي: ومن سينتشلني؟؟ |
كارنيجي: لا أحد غير خالك... |
أندي: ولكن... |
كارنيجي: ولكن ماذا؟؟ |
أندي: حقاً إنني مغرور... |
كارنيجي: ماذا تقول... |
أندي: نعم أنا مغرور.. أني لموظف بسيط مثلي أن يصل إلى عتبات دارها فكيف بالدخول فيه... |
كارنيجي: من يدري يا أماه... |
أندي: أنك تحلمين يا ماما كما كنت أحلم أنا قبل هنيهة... |
كارنيجي: والآن... |
أندي: انقشعت عن عيني سحب الغرور فعرفت مقامي من مقامها ومكاني من مكانها... |
(يدق الجرس فتقول كارنيجي..والموسيقى مصاحبة:) |
كارنيجي: قم وانظر من الطارق يا أندي... |
(ويفتح الباب وإذا بالطارق هاردي فيقول له:) |
أندي: من أنت؟ |
هاردي: أنا هاردي مندوب شركة سكة بنسلفانيا الحديدية بمدينة بتسبرج... |
أندي: تفضل وادخل... |
هاردي: شكراً... خذا هذا خطاب لك من رئيس الشركة.... استأذن... |
|