شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 3 ـ
سوزي: من...
جيمس: ممن؟؟
سوزي: من جورج براون.. العدو اللدود...
جيمس: خسىء جورج لن يستطيع أن يمس أندرو بأي أذى وعلى فكرة من اليوم فصاعداً يجب أن تسمى أندرو..
سوزي: أسميه ماذا؟
جيمس: أندي فذلك اسم التدليل أو الدلع الذي أطلقه عليه مدير المكتب البرقي وجميع الرجال البارزين في مدينة بتسبرج...
سوزي: إذن فقد نجح الساعي أندي وأصبح الساعي المدلل في مدينتا...
جيمس: أجل.. أجل..
سوزي: وهذا ما يزيد في خوفي عليه...
جيمس: كوني مطمئنة فأندي من أصل اسكتلندي والاسكتلنديون مشهورون ببأسهم وشجاعتهم...
سوزي: أرجو أن يحرسه الله ويقيه من كيد جورج وغيره...
جيمس: أشكر لك يا بنيتي على شعورك الطيب نحو هذا الفتى والذي أرجو أن تحقق الأيام آمالي المعقودة عليه.
سوزي: إذا لم يركبه الغرور.. ولم يفتك به جورج...
جيمس: أراك تتخوفين كثيراً على (أندي) من جورج كأنك سمعت شيئاً أو حديثاً عن جورج يستشف منه إنه يتآمر على أندي...
سوزي: لا يا أبي ولكن هواجس كثيرة تعتمل بنفسي وبخاطري...
جيمس: ذلك لأنك تعطفين على أندي كثيراً... وأنت مرهفة الحس... ومرهفو الحس في تعب وقلق دائبين...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أندي يقول:)
أندي: كيف كانت مقابلتكم لمستر جيمس أندرسن يا خالتي...؟
هوجان: كانت هائلة... وموفقة جداً..
كارنيجي: لقد أثلجت صدري بهذا الكلام يا أخي...
هوجان: ولقد حضر مستر بروكس المقابلة من دون سابق موعد أو إنذار...
أندي: أنه يا خالي صديق حميم لمستر أندرسن...
هوجان: هذا ما لاحظته من الترحيب الودي الذي قابله به مستر أندرسن...
أندي: ولا شك أنه كان لي نصيب من حديثكم...
هوجان: أجل... أجل... لقد أثني عليك مدير المكتب البرقي ووعد بأن يستخدم معك الصبية الاسكتلنديين الآخرين...
أندي: لقد اتسعت رقعة العمل يا خالي وأصبحت لا أطيق وحدي القيام بهذه المهمة...
هوجان: وهذا ما قدره مستر بروكس حين اقتنع برأيك...
أندي: سوف لا تسع الدنيا أفراح هؤلاء الصبية حين يلبسون غداً حللاً خضراء رسمية جميلة...
هوجان: أنت صاحب الفضل فيها يا أندي...
أندي: خالتي.. ما رأيك؟
هوجان: في أي شيء؟؟
أندي: أني أفكر في آلة البرق وطقطقتها تثير اهتمامي...
هوجان: آلة هامة...
أندي: أريد أن أحضر صباحاً قبل ابتداء عملي لأتدرب عليها...
كارنيجي: أخشى أن ترهق نفسك فتضيع عملك الحالي...
هوجان: لا تخشين عليه فإنه في السادسة عشرة من عمره في مستهل شبابه وفتوته... اذهب يا بني وتدرب عليها وأنت يا أختاه ادعى له بالتوفيق...
كارنيجي: أنني أدعو له يا أخي دائماً وأبداً...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هاردي يقول:)
هاردي: أسمعت بالوظيفة الجديدة التي عين فيها (أندي)؟
جورج: لا يا هاردي... أعلم أنه ساع فقط فما هي الوظيفة الجديدة...
هاردي: عين موظف في مكتب البرق... يا جورج...
جورج: وبهذه السرعة.. لا بد أن هنالك سبباً...
هاردي: أجل... أجل...
جورج: ما هو؟؟
هاردي: جاءت قبل ثلاثة أيام رسالة عاجلة في الصباح وكان أندرو في مكتب البرق وحده...
جورج: وبعد...
هاردي: فاجترأ على سحب الرسالة من آلة البرق وإرسالها... فسر مستر بروكس لذلك ولم يلبث أن عينه موظفاً في المكتب...
جورج: إذن فقد ارتقى من ساع إلى موظف...
هاردي: ولشد ما ادهش عمال البرق أن استطاع هذا الفتى البالغ ست عشرة سنة أن يدون الرسائل بسماع أصوات طقطقة الآلة...
جورج: وإني لعلى يقين من أن طريقة (أندي) ستصبح الطريقة التي تدون بها الرسائل البرقية بعد اليوم...
هاردي: أنني حائر يا جورج أريد أن أعرف سر نجاح هذا الفتى...
جورج: الجد والمثابرة والإخلاص في العمل هي سر نجاحه..
هاردي: لا شك أنها خصال تقود دائماً إلى النجاح..
جورج: لقد شغلتنا بحديث (أندي) عن المناقشة في الموضع الذي كلفتك بالتقصي عنه...
هاردي: تعني سوزي ووالدها...
جورج: سوزي وسوزي فقط... هل حصلت على معلومات جديدة...؟
هاردي: سوزي يا جورج في سن المراهقة الآن ومن الصعب أن تثبت على شيء أو تربط بشيء لأن تكوينها العقلي في تطور مستمر...
جورج: هذا شيء مفهوم يا هاردي ولكن لعلك ألقيت بعض الأضواء على المقربين منها...
هاردي: زوارها كلهن من أقرابها ممن يدرسن معها في الكلية...
جورج: أليس لها أصدقاء؟؟؟
هاردي: ما سمعت أحداً من صديقاتها تذكر أن لسوزي صديقاً أو أصدقاء...
جورج: ولكن ما هو السر في جفائها وكرهها لي..؟
هاردي: أما قلت لك أن سوزي في سن لا يسمح لها بتقدير الأمور وتقييمها بالميزان الصحيح...
جورج: إني موقن أنها تحب غيري...
هاردي: قد يكون هذا صحيحاً ولكنه حب غير ثابت أنه سيزول مع تقدمها في العمر واستكمال مقوماتها الجسدية والعقلية...
جورج: أنك تعالج الأمور بميزان البحث العلمي..
هاردي: وأنت تزنها بميزان العاطفة المشبوبة وشتان بين الميزانين...
جورج: هاردي... أني أحبها وأكاد أجن... أجن فعلاً حين يخطر ببالي أنها تحب أحداً غيري...
هاردي: إن أردت أن تجن فما أنت أول مجنون ولا آخر مجنون إنما أنا أنصحك كصديق مخلص لك أن تضبط عواطفك وتضعها في ثلاجة...
جورج: وإذا لم أستطع...
هاردي: وإذا لم تستطع فاذهب بطوع إرادتك إلى أقرب مستشفى للمجانين...
جورج: أهذه نصيحتك أخيراً يا صديقي..؟
هاردي: أجل هذه نصيحتي إلى أصحاب العواطف المشبوبة...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سوزي يقول:)
سوزي: بابي... بابي...
جيمس: نعم يا سوزي...
سوزي: لقد رأيته...
جيمس: رأيت من؟؟
سوزي: أندي يا أبي...
جيمس: أين؟؟
سوزي: في المكتبة...
جيمس: هل ذهبت إلى المكتبة..؟
سوزي: عندما رأيت (أندي) يدخل المكتبة اشتبهت فيه ونزلت فسألت الموظف المسؤول فأكد لي أنه هو...
جيمس: كيف وجدته...
سوزي: كما وجدته أنت يا أبي...
جيمس: إنك دبلوماسية يا بنيتي...
سوزي: قلت لي يا أبي من قبل أن (أندي) يسعى لتنمية مواهبه ومداركه فهل علمت أي نوع من القراءة يهوى.
جيمس: إنه يجد لذة في قصص ولاس وبروس وأشعار روبرت بيرنز.
سوزي: وماذا بعد؟
جيمس: هذه هوايته في المبدأ أما الآن فهوايته مسرحيات شكسبير...
سوزي: إذن فهوايته الأدب المسرحي...
جيمس: أجل أجل..
سوزي: أنه حقاً فتى موهوب وأرى أن آمالك سوف تتحقق فيه...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت كارنيجي تقول:)
كارنيجي: ما بك يا (أندي) ساهماً واجماً شارد اللب هذه الليلة...
أندي: لا شيء يا أمي.. لا شيء...
كارنيجي: أتشكو من شيء.. أحدث لك ما كدرك؟؟
أندي: لا.. لم يحدث شيء من هذا القبيل...
كارنيجي: ولكن ليس من عادتك هذا العبوس والشرود أنك معروف بمرحك ومزاحك...
أندي: لا شيء... لا شيء...
كارنيجي: بل هنالك شيء وتريد أن تخفيه عني.. ألست أمك فلماذا تخفي عني ما تنوء بحمله...
أندي: ولكن قد لا يعنيك يا أمي...
كارنيجي: كل شيء بالنسبة لك يعنيني مهما صغر أو كبر أو قل أو عظم.. حتى التافه منه...
أندي: لقد..
كارنيجي: لقد ماذا؟
أندي: رأيتها يا ماما...
كارنيجي: سوزي ابنة المستر جيمس أندرسن....
أندي: نعم يا ماما...
كارنيجي: أين؟.
أندي: في مكتبة أبيها حين ذهبت لاستعارة بعض الكتب منها...
كارنيجي: هل أعجبتك؟؟
أندي: تقولين هل أعجبتني... لماذا لم تقولي لم لم تجن حين رأيتها...
كارنيجي: أجمالها صارخ وساحر إلى هذا الحد...
أندي: لا أستطيع تصويره ولا تشبيهه...
كارنيجي: إذن فقد غرقت إلى أذنيك...
أندي: ومن سينتشلني؟؟
كارنيجي: لا أحد غير خالك...
أندي: ولكن...
كارنيجي: ولكن ماذا؟؟
أندي: حقاً إنني مغرور...
كارنيجي: ماذا تقول...
أندي: نعم أنا مغرور.. أني لموظف بسيط مثلي أن يصل إلى عتبات دارها فكيف بالدخول فيه...
كارنيجي: من يدري يا أماه...
أندي: أنك تحلمين يا ماما كما كنت أحلم أنا قبل هنيهة...
كارنيجي: والآن...
أندي: انقشعت عن عيني سحب الغرور فعرفت مقامي من مقامها ومكاني من مكانها...
(يدق الجرس فتقول كارنيجي..والموسيقى مصاحبة:)
كارنيجي: قم وانظر من الطارق يا أندي...
(ويفتح الباب وإذا بالطارق هاردي فيقول له:)
أندي: من أنت؟
هاردي: أنا هاردي مندوب شركة سكة بنسلفانيا الحديدية بمدينة بتسبرج...
أندي: تفضل وادخل...
هاردي: شكراً... خذا هذا خطاب لك من رئيس الشركة.... استأذن...
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1151  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج