شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 2 ـ
جورج: آسف يا مستر أندرسن.
جيمس: وماذا تريد؟؟
جورج: جئت لأستعير بعض الكتب...
جيمس: ولم لم تأت قبل هذا الوقت وأنت تعلم أن باب المكتبة يقفل في الساعة السادسة مساءً والآن الساعة التاسعة.
جورج: أني جد آسف يا سيدي....
جيمس: قل أجئت من أجل الكتب أم جئت لشيء آخر؟؟
جورج: ما الذي يدعوك لإساءة الظن بي يا مستر أندرسن؟؟
جيمس: سوابقك يا جورج...
جورج: كانت كلها عن غير قصد... وإني أكرر اعتذاري عنها...
جيمس: أنصرف الآن وإذا أردت كتباً فتعال في الوقت الذي تكون فيه المكتبة مفتوحة... ثم إن المكتبة في الدور الأرضي وليس في الدور العلوي.. أفهمت...
جورج: أجل.. أجل...
جيمس: مع السلامة...
جورج: شكراً مستر أندرسن.. إني آسف.. آسف...
يذهب ويعود أندرسن إلى مكانه والموسيقى مصاحبة تقول له سوزي:
سوزي: إنه جورج براون يا أبي... أليس كذلك؟
جيمس: أجل يا سوزي أجل..
سوزي: إنه ثقيل وبارد يا أبي.. ما أغلظ حديثه.. أنه يضايقني حين يراني في الأماكن العامة ويحاول التحدث إلي ولكني أتجافاه...
جيمس: خيراً تفعلين يا بنيتي فإنه غير محمود السيرة وسوف أضع حداً لتصرفاته هذه...
سوزي: لا تأبه له يا أبي فابنتك تعرف كيف تلقن هذا وأمثاله درساً في احترام بنات الناس...
جيمس: على كل حال يجب أن أفعل شيئاً من جهتي يا بنيتي...
سوزي: ذلك تقديره راجع إليك يا أبي...
جيمس: والآن.. أتريدين النوم أم لك رغبة في الحديث...
سوزي: لم ننه بعد حديثنا عن أندرو؟؟
جيمس: لقد وعدني مدير المكتب البرقي إذا وجده مناسباً...
سوزي: هل بلغت أندرو..؟؟
جيمس: كانت خالتها هوجان بالصدفة معنا فكلفتها إبلاغه...
سوزي: حسناً فعلت يا أبي ولكن...
جيمس: ولكن ماذا؟؟
سوزي: هل رأيت أندرو يا أبي؟؟
جيمس: أذكر أنه جاء مرة مع نفر من فتيان الحي فأقرضته بعض الكتب...
سوزي: يا له من فتى رائع... إنه يفكر في تنمية مداركه بالرغم من عمله الشاق المضني...
جيمس: صدقت... صدقت...
سوزي: ولكنك يا والدي لم تقل لي بالضبط كيف شكل أندرو...؟؟
جيمس: لا أتذكر شكله بالضبط ولكني أتذكر أنه حسن الوجه...
سوزي: ويقيني إنه حسن الخلق...
جيمس: أرجو أن يكون ذلك فإن وظيفته الجديدة تتطلب دماثة خلق وقوة بدن وصبر...
سوزي: أما قوة البدن فالذي يشتغل في ذلك المعمل القذر لا بد وأن يكون قويَّ البدن... جلداً.. صبوراً.
جيمس: أجل... أجل فعسى أن يكون حسن الخلق.. حسن المعاملة هيا بنا يا بنيتي فإني أحس بالنوم يداعب أجفاني...
سوزي: هيا بنا يا أبي.. طابت ليلتك...
جيمس: طابت ليلتك يا بنيتي...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت هوجان يقول وهو مضطرب:)
هوجان: ها يا أندور كيف ترى نفسك...
أندرو: كما تريدني يا خالي...
هوجان: كن رابط الجأش, حسن الحديث...
أندرو: كن مطمئناً...
هوجان: لا تنس عبارات التخاطب التي قلتها لك...
أندرو: لقد حفظتها عن ظهر قلب...
هوجان: هل أرافقك إلى الداخل إن كنت خائفاً؟؟
أندرو: كلا يا خالي... أنتظر أنت هنا... سأحصل على هذا العمل لنفسي...
هوجان: أنظر ها هو الخادم يدعوك... اذهب... الله معك...
أندرو: شكراً يا خالي...
(يدخل على مستر بروكس مدير المكتب البرقي ويقول):
صباح الخير يا سيدي...
بروكس: صباح الخير... هل أنت أندرو؟؟
أندرو: أجل يا سيدي...
بروكس: هل تحسن القراءة والكتابة؟؟
أندرو: بكل تأكيد يا سيدي..
بروكس: حسناً أن مظهرك لائق وشكلك حسن...
أندرو: شكراً لسيدي على إطرائه...
بروكس: متى تستطيع البدء في العمل؟
أندرو: في الحال إذا أمر سيدي...
بروكس: اذهب إلى مستر فوكس ليطلعك على ماهية العمل حتى تباشر فوراً كما قلت....
أندرو: أمرك يا سيدي...
بروكس: (لنفسه) حقاً أنه ولد مهذب... أرجو أن نكون قد أحسنا الاختيار...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت كارنيجي تقول:)
كارنيجي: طِّمنِّي يا هوجان.. طِّمنِّي.. هل انتظم أندرو في عمله....
هوجان: أجل.. أجل وكان رائعاًً وشجاعاً ومهذباً في مقابلته كما أخبرني مستر بروكس...
كارنيجي: إذن فقد أعجب به...
هوجان: كل الإعجاب...
كارنيجي: إنني أدعو له بالتوفيق... وأرجو ألا تبخل أنت في نصحه كلما سنحت لك الفرصة...
هوجان: كيف أنسى وإني أعده من واجبي وأندرو هو ابني كما هو ابنك...
كارنيجي: هل رأيت المستر جيمس أندرسن؟؟
هوجان: لا يا كارنيجي وإني سأنتهز أول فرصة لأذهب إليه وأشكره...
كارنيجي: أنك تحسن صنعاً يا أخي ولكن...
هوجان: ولكن ماذا؟
كارنيجي: ما رأيك لو أخذت معك أندرو فإني أريده أن يتعرف بالرجال الطيبيين ثم أيضاً ليشكره بنفسه....
هوجان: حسناً سأعمل الترتيب اللازم...
كارنيجي: ومستر بروكس؟؟
هوجان: ماذا عن مستر بروكس؟؟
كارنيجي: ألا يحسن أن تدعوه إلى الشاي في بيتك أو بيتي...
هوجان: إني أفكر في ذلك بعد أول راتب يقبضه أندرو... ليس لأني سأكلف أندرو بدفع التكاليف بل لأطمئن على أنه نجح في عمله...
كارنيجي: حبذا لو تدعو مستر أندرسن معه...
هوجان: رأيك سديد يا أختاه.. سأفعل.. فإلى اللقاء...
كارنيجي: مع السلامة وإلى اللقاء...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سرية نسمع بعدها صوت سوزي تقول):
سوزي: من.. أنت؟ ماذا تريد؟
جورج: أريد أن تقرضينني كتباً...
سوزي: ولكن الكتب في الدور الأول لا الثاني...
جورج: يا الهي لقد ضللت طريقي...
سوزي: ليست هذه أول مرة تضل فيها طريقك يا جورج...
جورج: معذرة يا آنسة سوزي فإني في كل مرة آتي إلى هنا أحس أن شيئاً يجذبني إلى الدور الثاني فيها...
سوزي: ابعد يا هذا عن طريقي.. أني أنصحك...
جورج: ولكنك قاسية... قاسية...
سوزي: وهذا دليل على قسوتي...
(تضربه بحذائها فيصرخ):
جورج: تضربينني بحذائك.. أنك فظيعة.. فظيعة جداً...
سوزي: هذا درس لأمثالك من الفتيان المائعين الماجنين اذهب قبل أن أدعو موظف المكتبة...
(وترى أباها قادماً فتقول):
أبي.. أتيت في الوقت المناسب...
جيمس: وهذه هراوة على ظهرك أيها العابث المغفل...
جورج: آه... آه يا ظهري... يا ظهري...
جيمس: اذهب عليك اللعنة... عليك اللعنة...
سوزي: سلمت يدك يا أبي...
جيمس: ويدك يا بنيتي... أرجو ألا يكون قد أزعجك هذا الفتى المغرور...
سوزي: لقد لاقى جزاءه... أبي.. أبي.. أراك تحمل معك بعض الحاجات فهل تنتظر زائرين؟؟
جيمس: أجل يا بنيتي...
سوزي: من هم؟
جيمس: أنسيت يا سوزي؟
سوزي: أوه يا لغبائي.. والد أندرو وخاله... أليس كذلك؟؟
جيمس: أجل.. أجل...
سوزي: وأندرو أليس معهم يا أبي...
جيمس: لا أظن.. أنه لم يبلغ بعد مبلغ الرجال حتى يحضر معهم...
سوزي: إذن اذهب لتحضير الشاي...
جيمس: افعلي مشكورة...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أندرو يقول:)
أندرو: ما بك يا جورج تمشي منحنياً أتشكو من شيء؟؟
جورج: لا يا أندرو... لا شيء...
أندرو: أنك تتكلم بالأحاجي والألغاز...
جورج: لا أحاجي ولا ألغاز... لقد أصبت بهراوة على ظهري...
أندرو: ممن... وفي أي حادث...
جورج: من سيد جليل... أما الحادث فلا داعي لذكره...
أندرو: يلوح لي أنك أصبت في غزوة من غزواتك...
جورج: تصور ما شئت وأرجوك أن تعفيني من ذكر الحادث..
أندرو: ذلك لك يا جورج... المهم أرجو أن تكون الإصابة سليمة...
جورج: سليمة كما يظهر حتى الآن..
أندرو: ولكن أرى إصابة أخرى على خدك... أهي من هراوة أيضاً؟؟
جورج: هذه ليست من هراوة...
أندرو: إنما ماذا؟
جورج: إنك محقق بارع يا أندرو.. ليتك اشتغلت موظفاً بالشرطة...
أندرو: أرجو عفوك يا جورج إذا أثقلت عليك بأسئلتي فإنما أقولها بدافع الصداقة التي بيني وبينك...
جورج: فلنترك التحدث عن الإصابات وتعال نتحدث عن عملك كيف هو... لعلك مرتاح فيه...
أندرو: كل الراحة يا أخي...
جورج: أتمنى لك التوفيق من كل قلبي...
أندرو: وأنا أشكرك وأتمنى لك التوفيق في غزواتك المقبلة وبدون إصابات...
جورج: لقد انتهى عهد الغزوات فقد خسرت المعركة إلى الأبد...
أندرو: يا الهي... إنها لا شك معركة مصيرية...
جورج: أجل.. أجل.. وقد وضع والد الفتاة حداً لها...
أندرو: من هو والد الفتاة؟
جورج: أنك تعرفه ولن أبوح لك باسمه...
أندرو: أنت حر يا أخي...
جورج: استأذنك...
أندرو: مع السلامة وإلى اللقاء...
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت سوزي تقول:)
سوزي: لقد جاء والد أندرو وخاله يشكرانك على ما صنعت لابنهما...
جيمس: أجل.. أجل ولا بد أنك سمعت الحديث...
سوزي: نعم.. لقد كانا حقاً مهذبين ولطيفين... ولكني رأيت مدير المكتب البرقي يأتي في أثرهما...
جيمس: لقد أتى من دون سابق موعد لأنك تعرفين ما بيننا من مودة وصداقة...
سوزي: إنه لطيف جداً... لقد سمعته وهو يشيد بذكاء أندرو وكيف أنه حفظ عن ظهر قلب عنوان كل منزل في مدينة بتسبرج ولما يمض عليه وقت طويل...
جيمس: أجل وكذلك أحبه الجميع لمرحه وأدبه ودماثة أخلاقه وهي صفات سوف تكون السلم الرئيسي لنجاحه...
سوزي: ولكنني أخشى على أندرو يا أبي...
جيمس: مم تخشين عليه؟؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :995  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 26 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج