شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتورة لمياء محمد صالح باعشن))
بسم الله الرحمن الرحيم، أسمع من يطلق على عبده خال بعد فوزه، عبده بوكر، وأعتقد أن من يعرف عبده خال بالبوكري فقد أخطأ، ومن يظن أن عبده خال هو "ترمي بشرر"، فهو مخطئ أيضاً، بل عن من يفكر أن عبده خال هو رواية من رواياته، أو حتى مجموعة من رواياته، فعليه أن يعيد حساباته، عبده خال هو تراكم مخزون من أشياء لا تعد ولا تحصى، هو تلك القرية النائمة في ذاكرته، وتلك الأزقة المدهوكة بالخطوات والحكايات، هو ذلك المطر ورذاذه، وزرقة البحر، وجلبة الصبية في الحواري الضيقة، وهو أولئك الناس الذين مروا في دروبه، ومر في دروبهم، هو ذلك الإحساس اللاقط لكل شاردة وواردة، وعابرة، وهو أيضاً ذلك الأتون المتوهج الذي يصهر ما يرى، ويسمع ويقرأ، عبده خال هو ذلك المفكر المتأمل الذي يقبع خلف وأمام وفوق رواياته كلها، عبده خال يتفحص أحوال السرد، وحيواته، ويطلق مقولاته الفلسفية بين طياته، عبده خال هو ذلك الحكيم الذي يستبصر، ويدعو لتأمل المعاني الدفينة في أقواله، الغياب لا يعني الإلغاء، نحن الذين نغيب الأشياء ونستحضرها، سرعة الضوء ثابتة، فكيف نقيس متحرك بثابت، الهواء الذي عبرك للتو أخذ شيئاً منك ليزرعه في مكان ما في هذا الكون، لا شيء يسقط للأعلى، الأعلى نقطة خارج الامتحان، مساحات الظل والضوء هي اللعبة التي تجيدها الحياة بإتقان، لكل شيء وجهان، يعتركان، ولا يمتزجان، الجمرة المتوهجة، لا أحد ينتبه إلى أن أسفلها معتم، والحياة هكذا، يومها متوهج، وأمسها معتم، يكفي فعل واحد لأن تغلف بشرنقة عصية من الأقدار، تسلمك بعضها لبعض، حتى تستحيل العودة للوراء، الأمر الشاذ يغدو قاعدة في يوم من الأيام، طرفة العين، زمن لا نكترث به، هذا الزمن جلب فيه عرش بلقيس، وغير التاريخ، هذه المقولات وغيرها، تحدد بقوة ملامح عبده خال، "ترمي بشرر"، و "فسوق"، و "مدن تأكل العشب"، و "اليقطين"، و "نباح"، والقصص القصيرة، وكل حرف يكتبه عبده خال هو دليل على عقل واع، يعتمل داخله فكر واسع وعميق، كل الروايات ليست سرداً همه الحكي، بل هي وسائل لحمل أطنان من التأملات، والشذرات الفكرية اللامعة، وهذا ليس كشفاً مني عن جانب واحد من شخصية عبده خال، بل هو شهادة على ملامح شخصية متكاملة، شخصية المفكر الدافعة، ورؤياه المحركة، لكل ما كتب، وكل ما يكتب، ألف مبروك عبده.
عريف الحفل: شكراً للدكتورة لمياء باعشن، أيها السيدات والسادة قبل أن نعطي الكلمة لضيفنا، وفارس أمسيتنا، أود تذكيركم حسب تعليمات الاثنينية الأخيرة، أن الأسئلة تلقى من الأشخاص مباشرة، سواء الرجال أو السيدات، يكتفى بالرفع إلينا بطلب إلقاء السؤال، بالاسم فقط، من السائل أو السائلة، ويكتفي بسؤال واحد فقط، نحن الآن بشوق إلى الاستماع إلى الكلمة، والمايكروفون مع الأستاذ عبده خال، ضيف وفارس أمسيتنا، فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :502  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 168 من 199
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج