شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > كتاب الاثنينية > مشواري على البلاط > حكايات من خارج الزمن إلى داخله
 
حكايات من خارج الزمن إلى داخله
صحيفة عسير/حكاية:
لم أكن أتوقع أن تتحول فكرة إصدار صحيفة في الجنوب باسم: "عسير" إلى: ذكرى حملت الشجون والدهشة معاً... ذلك أن الهدف الذي سعى إليه الأمير الشاعر/خالد الفيصل -أمير منطقة عسير- لم يكن هدفاً إعلامياً فقط، بل أراد أن يمزج الخدمة الإعلامية برسالة التنوير والمعرفة من خلال صحيفة يومية تغطي كل أنحاء جنوب المملكة واليمن وعمان.. وهو هدف يحمل أبعاداً أحسب أن الأمير خالد: (حلم) بها في مجال طموحاته التي كان يستهدف من خلالها: خدمة (الإنسان) في هذا الوطن، وخدمة الوطن عبر إعلام صادق ورؤية لفكر الإنسان في عصر يركض أمامنا.
ولقد تبلورت فكرة الإصدار هذه في ذهن الأمير/خالد الفيصل، وكان -كما يقال- يطبخها على نار هادئة... حتى فوجئت به يستدعيني إلى "أبها" ويشرح لي فكرته بعد قيام مؤسسة صحافية في الجنوب باسم: "مؤسسة عسير للصحافة والنشر" أسوة بما سبقها من مؤسسات صحافية في أنحاء المملكة.
- قلت للأمير خالد متحمساً: نريدها ملفتة ومميزة ومنتشرة بمضمونها.
- قال: هذا يرجع إليك.. فقد اخترتك رئيساً لتحريرها.
وفرحت بهذه "الفكرة" التي نسد بها فراغاً صحافياً ومعلوماتياً وتثقيفياً في أنحاء الجنوب كله.
وكأن الفرحة قد تبلورت في ذهني وحماسي إلى: حلم لا بد أن نصر على تحقيقه.
وكانت العقبة الوحيدة: أن منطقة عسير تفتقر إلى مطبعة ضخمة تصدر صحيفة يومية تغطي منطقة الجنوب.. ولم تكن هناك سوى مطبعة الأستاذ/عبدالله منيعي، يرحمه الله، وكانت تطبع بعض المقررات المدرسية، ومجلة شهرية للشباب كان يصدرها/عبدالله منيعي.
وفي اجتماع خاص ضم: الأمير خالد، وعبدالله منيعي، وعبدالله الجفري، ونفر من رجال العلم والأدب.. ليطرح الأمير خالد فكرة إصدار الصحيفة اليومية التي تحمس لظهورها كل الموجودين في الاجتماع... لكن الأمير توقف عند مشكلة: توفير المطبعة الكبيرة القادرة على طباعة صحيفة يومية بمواصفات متميزة جداً، وإذا به يوجه كلامه إلى الأستاذ/عبدالله منيعي قائلاً:
- ما رأيك في دعم مطبعتك مادياً لتستكمل إمكاناتها الطباعية الفنية؟!
- قال المنيعي: وهل أنا مجنون لأرفض، ولكن حتى بعد اختيار أعضاء المؤسسة الصحافية، فلا أعتقد أنهم قادرون على الدعم المادي.
- قال الأمير خالد: ما عليك... أنا سأتكفل بهذا الجانب، ومن بكره تستعد للسفر إلى الخارج لاستكمال ما ينقص مطبعتك.
وكأن الفرحة صار لها صوت، وشفاه تبتسم، وهذا الأمير يغرس شتلة الأمل، لتكبر سيقانها فوراً.
- والتفت إلي الأمير قائلاً: وأنت يا عبدالله... ما هي خطوتك القادمة؟!
- قلت: السفر إلى مصر وبيروت لانتقاء سكرتير تحرير فني يرسم ماكيت الصحيفة، واختيار كادر محررين مختصين في العلوم، والاقتصاد، والثقافة، والشئون السياسية، والمطبخ الصحافي خلف الكواليس، والاتفاق مع وكالات أنباء ومؤسسات تمدنا بالخبر والمعلومة.
- قال: وسيكون رفيقك الأخ/علوي الصافي (رئيس تحرير مجلة الفيصل آنذاك).
- قلت لزميلي علوي الصافي مع بدء رحلتنا إلى القاهرة: فكرة مجنونة وكأن الأمير في ماراثون، ربما خوفاً من أن يسرق أحد ما فكرته ويسبقه.
- قال علوي: أعرف الأمير خالد، إذا ما استوطنت فكرة رأسه فلن يدعها حتى يحققها.
- قلت: حدثني الأمير عن بعض ملامح شخصية الصحيفة، وكيف يريدها أن تكون الأولى المنافسة.. أما الشكل.. فهو يفكر أن تصدر الورقة الأولى/الواجهة الحاضنة لصفحات الجريدة باللون الأخضر أو البرتقالي المخفف كما هو لون صحيفة أجنبية!
ولم تكن صحيفة "الشرق الأوسط" قد صدرت، ولا هي فكرة مطروحة بين الأخوين/هشام ومحمد علي حافظ، والشيخ/كمال أدهم آنذاك... لكنهم بعد ما حدث لصحيفة "عسير" من عراقيل حالت دون إصدارها: قرروا أخذ الفكرة، وعرفت "الشرق الأوسط" فيما بعد بـ: الصحيفة الخضراء!
وكما غنَّى "عبدالحليم حافظ": نبتدي منين الحكاية... فإن حكاية صحيفة "عسير" حملت في أبعادها: الدراما والتراجيديا، وذلك (السر) الذي نجح في إفشال إصدار الصحيفة.
ولم يكن "السر" فيما يلوح: سياسياً... لأن الجارة العزيزة/اليمن: لم تكن لتعترض على دخول صحيفة محترمة وملتزمة بالقواعد ورسالة الصحافة إلى اليمن... وما كنا نحسبه "سراً" انبعث من واقع صحافتنا المحلية، فإصدار صحيفة/عربية دولية: يعتبر خدمة عظيمة لإعلام الوطن!!
فما هو ذلك "السر" الذي دفع/د. محمد عبده يماني، وزير الإعلام آنذاك، إلى إبلاغنا ببوادر العراقيل؟!
لقد فوجئت بالدكتور/محمد عبده يماني يتصل بي هاتفياً في منزلي بجدة ليقول لي:
- إلى أين وصلتم في مشروع إصدار صحيفة "عسير"؟!
- قلت: قطعنا خطوات إيجابية في الجانب الطباعي والفني: دعم الأمير خالد تطوير المطبعة مادياً، ووقعنا عقوداً مع محررين ومراسلين وكتاباً في القاهرة وبيروت وسيصلون إلى "أبها" تباعاً.
ولاحظت أن في صوت/د. محمد عبده يماني: بروداً يقابل حماسي وفرحتي.. حتى قال لي:
- أرجو أن تبلغ سمو الأمير/خالد الفيصل أن التصريح الرسمي من الوزارة بإصدار الجريدة ينص على أنها: صحيفة أسبوعية وليست يومية.
- قلت مفجوعاً بحق: ولكن يا دكتور... الموافقة كانت على إصدار صحيفة يومية.
- قال: هذا ما لدي.. وفي إمكانكم إصدارها أسبوعياً مثل "أخبار اليوم" المصرية.
- قلت: هذا الخبر المفجع بحق، بعد كل ما خسره الأمير من مصاريف، أرجو أن تبلغه أنت شخصياً للأمير خالد، فأنا لست سوى موظف!
- قال: إنها مسئوليتك لتحمل هذه الملاحظة.
- قلت وقد تهدج صوتي: إذا كان السبب الداعي إلى تغيير التصريح هو اختياري أنا لرئاسة التحرير، فإني أعدك بالتنحي والاعتذار من الأمير.
- قال: أرجو أن تبلغ الأمير ما قلته لك.
وأسقط في يدي... فلم أكن أريد أن أقف أمام الأمير مثل "البوم" أنعق، وأعرف مدى فرحة الأمير بهذا المشروع... لكنها المسئولية التي دفعني إليها /د. يماني وأحرجني.
و.... لم تطل مكالمتي مع الأمير/خالد الفيصل الذي تلقى الخبر بهدوء أعصاب وصوته يراوح ما بين الغضب والصدمة.. وقال لي:
- بلغ معالي الوزير.. إما أن تصدر الصحيفة يومية حسب الاتفاق معه، أو لا تصدر نهائياً، وهذا هو كلامي الأخير إليه... فلن أجري أية اتصالات بأحد!!
- قلت متماسك الجأش: احلم عليَّ يا أمير، لا تدع من أراد هذا الاستهداف ينجح.. لنصدرها مثل "أخبار اليوم" ونركز خلاصة جهودنا وفننا وإبداعنا في صحيفة ستكون غير تقليدية.. خاصة وأن سموك قد دفع الكثير من المال.
- قال الأمير: بلغ ما سمعته مني يا عبدالله، ولا كلام غيره عندي.
و..... بلغت وزير الإعلام بالقول الفصل من الأمير، ليتفتت المشروع وتذروه الرياح في استمرار واستمراء الدهشة مما حدث!
وحتى اليوم... يتهرب (الصديق) وزير الإعلام الأسبق/د. محمد عبده يماني من كشف خفايا ذلك السر، وإن لم يعد سراً بعد كل هذه السنين، ولم يعد لغزاً غير قابل حتى لحله... فقد طويت الصحف، وجفت الأقلام، و... لم يعد الزمن هو ذلك الذي رحل!!
* * *
تهمتي اليوم: الرومانسية:
ولعلني بعد هذه (الحادثة) أردت أن أركز جهودي ونشاطي في القراءة الجادة للكتب، وفي الكتابة التي أعشقها: رواية، وإبداعات وجدانية، وقصص قصيرة.. كنت أبعث بها إلى صفحات وملاحق الثقافة، قبل نشوء جيل بكامله يسمى بـ: جيل الحداثة، الذي اتجه إلى عملية فرز لمن هو الأديب، ومن هو المثقف، ومن هو الذي لا تستحق كتاباته الحفاوة بها، بل ولا حتى الكتابة عنها.. فنشأ موقف الحداثة من جيلي: سلبياً، بل وطارداً لنا من "مجتمعهم" الثقافي الحداثي الجديد!
وتعرضت كتبي التي واصلت إصدارها لذلك الموقف السلبي من نقاد وكتاب الحداثة، وقد كنت من جيل اتهمنا من قبلنا بالحداثة، والكتابة الرمزية غير المفهومة!!!
وكان لا بد لي أن أقبل هذا التحدي، وأول استفزاز فيه حين أنهيت كتابة مجموعة قصصية جديدة لي، واقترح علي الإعلامي والأديب/د. غازي عوض الله أن يحمل الكتاب المخطوط إلى ناقد حداثي كبير كان يتزعم جيل الحداثة و (يشغله) كالريموت كنترول!!
وتفاءل/د. غازي بأن هذا الناقد الحداثي الكبير سيسعد بكتابي، وبقراءته، وبكتابة مقدمة له!
ولم تطل المدة بين حمل د/غازي لكتابي إلى الناقد، وبين فصال الناقد الذي أعلن من خلاله رفضه كتابة المقدمة.
وهكذا بلور (الحداثيون) تهمة جائرة لي بأنني: كاتب رومانسي.. بمعنى: أنني كاتب بلا قضية ولا رؤية فكرية، فكانت الرومانسية: تهمتي التي لازمتني وأنا أعتز بهذه (التهمة) الجميلة التي تمنحني قدرة الانسكاب في وجدان كل قارئ وقارئة ينطقون باللغة الشاعرة.. ومن خلال الرومانسية أحاول أن أعود بالقارئ إلى زمن: الخير، والحب، والصفاء، والنقاء، والاهتمام بالمشاعر، وبالروح.
لقد كانت الرومانسية تمثل الثورة على المذهب العقلي الذي تفشى في القرن الثامن عشر، فجاءت لتغرس صفات المثالية مستمدة ذلك من "أهل الريف والأطفال"، وفي عصرنا المادي هذا نحتاج إلى العودة للروح وللعاطفة، وكما قال "جان جاك روسو":
- (الإنسان خيِّر بطبعه.. لكن المجتمع هو الذي يفسده)!!
فلا بد لنا من خروج ضروري ينتشل الإنسان من عصر الإغراق في المادية والجنس، والبصق على الإنسان.. لأن البدائل الحديثة في كتابة القصة والرواية، قد جنح بعضها إلى الرمز المغدق بدوره في التهويم حيناً، وفي الإسقاط الرمادي حيناً آخر.. وجنح بعضها الآخر إلى الواقعية المباشرة إلى حد: تعرية ما يحرص الإنسان على سترته لئلا تتحول تلك التعرية من عمل إبداعي إلى: فضيحة أخلاقية!
وقد سألني صحافي شاب: كيف يمكن أن تجد لك صدى وسط النقاد الذين لم يتناولوا تجربتك بحجة الرومانسية؟!
- أجبته: لست متشائماً، ولست في عجلة من أمر إبداعي.. فأنا أعرف أن "الانحياز" في الأدب قد نبع من عاهة الشللية، فإذا لم أكن معك فأنا ضدك، وهذه قاعدة لا تتلاءم مع رحابة الإبداع، ورحابة (الرؤية) في الطرح، وفي التلقي معاً!!!
هناك أعمال أدبية لم تلق التقبل، أو الصدى لدى نقاد المرحلة... لكنها في مرحلة لا بد أن تتلو ما قبلها: وجدت الإنصاف، ووجد فيها النقاد التالون: تفجيراً للإبداع فيها ومنها.
هذه المرحلة ليست النهاية، وليست هي: إضبارة التاريخ الأدبي.. هي ذاتها لن تدوم وسيأتي ما ينسفها، ليستعيد ما نسفته هي!!
والرومانسية: تعني لي البوح والحلم الذي لا يشيخ، والمرآة التي ترتاح أمامها خفقاتي.
وأحسبني أعني لها: المناصر أو النصير الدائم لها، حتى ونحن نتقي عصراً أهم أدواته: القنبلة، والرصاصة، والشتائم، والبغضاء، والتوتر، والسوداوية.
والرومانسية تعني لي الحرية الملتزمة، لأنني ضد الحرية العبثية، والحرية: مبادئ، وقيم، وأخلاق، وسلوكيات ناضجة.
فإذا انحرفت "الحرية" في تناولاتها وممارساتها عن ذلك.. فلا بد من كبحها.
إن الكتابة -في ذاتها ورقتها وحكمتها- لا يمكن أن تكون سبباً لآلام الإنسان ومعاناته، بل هي: البلسم، والبوح، والتفريغ لكل الآلام والمعاناة، والتطهر حتى الانبجاس من جديد.. وكما وصف "ميخائيل نعيمه" الكلمة فقال: "إنها التنفيس عن ما ازدحم في القلب من مشاعر وأشواق، وفي الفكر من تصورات وتأملات.. أو أن تكون تعبيراً عن حاجة في النفس أو الجسد"!
والكتابة الرومانسية -بالذات- وبالنسبة لي.. هي: خفقي الحقيقي، وهي صوت مشاعري، وهي إعلان صارخ عن قضايا الإنسان في داخلي.. وكلما آلمني قلبي: هرعت إلى الكتابة، فيطيب قلبي بها!
* * *
وجهة نظر النقد:
أما الفكرة في كتاباتي: فإنها تنبثق دائماً من الرؤية الإنسانية، أي من العلاقة الإنسانية التي ينبت منها المجتمع/رجل وامرأة، ثم أسرة صغيرة، ثم مجتمع بأسرة أكبر، وتعدد العلاقة بين هذه النباتات التي ظهرت من رحم الأرض في كل بلد وفي كل مجتمع.. فأفكار قصصي تدور حول هذه العلاقة الإنسانية، وقد يكون لبعض النقاد وجهة نظر في بعض قصصي، وهي أنها لا تلامس الواقع الاجتماعي، أو لا تصور البيئة السعودية، ولكني في الواقع لست كاتباً شعبياً.. أنا كاتب إنساني قد تستهويني شريحة من شرائح المجتمع، فأتوقف عندها طويلاً، وأشرحها، وقد يستهويني جانب واحد، ربما يستهويني موقف أو لمحة في الإنسان... فمن هنا تنبثق فكرة قصصي التي يقوم عليها إنتاج أو كتابة القصة.
إنني أقف تارة على جناح بعوضة، بكل آلام أمتنا العربية وارتكاستها، و(إنفلونزتها)، وأقف في الوقت المستقطع على جناح نورس، أحتضن (حلماً) طالما خفت عليه من الطعن والتشويه.. وهو إن لم يتحقق، فمكسبي: أنه لم يمت برغم ما أضنته الغربة!
لم تكن بدايات كتاباتي: صحافياً حتى وإن كانت انطلاقتي نحو توفير عائلة لكلماتي نحو الصحافة، لكنني بدأت (أديباً) إن جاز التعبير... عشت القصة القصيرة، وتأسست كتاباتي فوق قاعدتها، فكان أول كتاب أصدرته: مجموعة قصصية عنوانها (حياة جائعة)، وجلست بعد هذه المجموعة أتأمل وأتلفت نحو أصداء هذا الإصدار، حتى تشجعت وأصدرت مجموعات: (الجدار الآخر)، (الظمأ)، ولاقت المجموعة الأخيرة التفاتة من نقاد كبار في مصر.. وكان اهتمامي بالقصة القصيرة يرجع إلى: كيف يصبح الإنسان هو الآخر، وكيف يتحول الزمن إلى التمرد، وكيف تتبلور مواقف الإنسان لتكون فوق الغياب وتنشيطاً للذاكرة.
أما (المقالة): فحكمتني من انتمائي العملي للصحافة: مراسلاً، ومحرراً، ومشرفاً على زوايا وصفحات (الأدب) آنذاك.. فلم نكن نجرؤ أن ندعي: الثقافة بهيولتها.. وحسبت أن كتابتي للمقالة -كوظيفة- لعلها تغرس في مسيرتي غفراناً لقمع الروح.. الروح التي وجدت في الكتابة الوجدانية والرومانسية: هدهدة لها، وتصوفاً، ومسافات حرة شاسعة تأخذني ولا تعيدني إلى بؤرة صقيعية محدودة!
إن محطة الكتابة عندي: تشكل (حميمية) فوق الصوت والضوء وألوان الطيف!!
لحظة (ميلاد) أجمل ما بذرته المعرفة في العقل، وأدفأ المعاني التي زمَّلت الجدران من برودة الحياة.
لحظة (رؤية) تشع في العقل والنفس معاً.. تتواءم فيها: إرهاصات الفكر مع خفقة القلب، ويكبر فيها (الإنسان): قيمة ومعنى وعطاء!
لحظة الكتابة عندي: عمر آخر.. لا يضاف إلى عمر سنيني في الحياة بل يمتاز عنها خصوصية في كتابة تاريخ الشمس وفي كتابة إضاءة القمر.. أي المعرفة/الشمس والأمان والحب/القمر!!
لست أنا الذي أدير وقتي وأنظمه للكتابة، بل الفكرة حينما تأتي فإنها تستحوذ على كل وقتي، تصادر حتى احتياجي إلى الاسترخاء والراحة... لكن الكتابة بعشقي الرائع لها تمنحني أثناءها ذلك الاسترخاء: وتلك الراحة النفسية التي تنعكس على راحة الجسد.
ذلك جانب معنوي... أما الجانب المادي فيتمثل في تفرغي للكتابة تماماً، وطالما أن الكتابة والقراءة هما: (تفرغي) فيصعب أن يكونا هما (فراغي).
أصاب بالملل.. لا بد.. أصاب بالمرض.. كثيراً الآن، أصاب بالإحباط.. يتكاثر الآن.
هذه (الإصابات) هي التي تصادرني من عشقي وراحتي ودأبي: الكتابة والقراءة.. وفي هذه الإصابات أيضاً: أفقد الكثير من الانطلاق وأحصد الأكثر من الانعزال للتأمل وللتفكير ولإعادة (موال) الحب مع نفسي!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :637  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 39
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.