شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
شبابنا في اليابان (1)
محمد بشير بن علي كردي
التقيت به في مبنى السفارة بطوكيو. كان ضمن مجموعة من المبتعثين الجدد للدراسة في اليابان. في وجهه الكثير من الحياء، وفي عينيه الكثير من الثقة بالنفس. تحدث بالنيابة عن زملائه فكانت مقالته المرتجلة قطعة أدبية متقنة قل أن يتحدث بمثلها الكثير ممن التقيت بهم من أبناء بلدي الدارسين في الخارج.
التحق بالجامعة المختارة له فكان في المقدمة. أتقن اللغة اليابانية. لا بل أجادها في مدة قياسية. وسمعت عنه من أساتذته الثناء العاطر، ولم أستغرب ذلك لما عهدته فيه من رغبة صادقة في تسلق سلم المعرفة بعلوم التقنية الحديثة ليكون السبَّاق بين أقرانه في وضع بلدنا في المكان اللائق بها في مجال العلوم والاختراعات. وبدأ العطاء يتدفق. وتقارير مدرسية تشيد بموهبته وتتنبأ له بمستقبل باهر.
كان الوجه المشرق لشبابنا. وحرصت على حضوره حفلات السفارة المفتوحة التي تجمع رجال الدولة برجال المال والاقتصاد والإعلام وبأساتذة الجامعات وطلبتها. ووجدت لديه موهبة نظم الشعر باللغة العربية. واستمتعت مع ضيوفي بسماع العديد من قصائده وأجملها ما نظمه لوالدته.
وفي يوم الاحتفال بافتتاح المعهد العربي الإسلامي (فرع جامعة الإمام) بطوكيو كان طالبنا عريف الحفل. ورحب باللغة اليابانية بضيف الشرف صاحب السمو الإمبراطوري الأمير تاكامادو. فشهد له سمو الأمير بسلامة اللغة اليابانية، لا بل بإجادتها. وأن كفاءة كهذه لا بد أن تكون مبدعة في أدبيات اللغة الأم ـ اللغة العربية. ذكرت للأمير أنه ينظم الشعر، فطلب سماع البعض منه، فإذا به يلقي القصيدة باللغة اليابانية وفيها يصف ما في اليابان من طبيعة ساحرة وما يتمتع به اليابانيون من مثل في مقدمتها الولاء لتراب الوطن.
قدم لي مجلد اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه وفيه حديث شيق عن تكريمه. أكبرت كثيراً هذه اللفتة الكريمة للشيخ عبد المقصود وعنايته بشباب اليوم أمل المستقبل، وأكبرت أكثر الشاب الذي استطاع بجدة ونشاطه وتطلعه لمستقبل أفضل أن يكون ضيف الشرف في اثنينية تكرم كبار أدباء بلدنا وأدباء عالمينا العربي والإسلامي.
كانت بعثته محددة بانتهاء المرحلة الجامعية. غير أن تطلعاته كانت لطلب المزيد من العلم والمعرفة في بلد أثبت بجدارة تفوقه في العديد من العلوم والمعارف في مقدمتها تقنية الاتصالات.
وكان المعهد العربي الإسلامي بطوكيو السباق لمساعدته والاستفادة من كفاءته اللغوية والتقنية فتابع مسيرته موفقاً بين متطلبات العمل في المعهد والتحصيل العلمي لنيل المؤهل الأعلى.
وقد تلقيت منه ما يفيد بحصوله على شهادة الماجستير بامتياز في الهندسة الصناعية ونظم الإدارة ومباشرته العمل لنيل شهادة الدكتوراه من جامعة واسيدا (من أشهر الجامعات اليابانية).
في الوقت ذاته تلقيت الدعوة لحضور اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه لتكريم شقيقه الأصغر الذي تفوق في كل مراحل دراسته حتى حصوله على الماجستير في علوم التقنية وتسجيله العديد من براءات الاخترعات وفي مجال التقنية أيضاً.
وعندما تحدث الشقيق في الاثنينية وجدته يقدم الشكر والامتنان لوالدته بقصيدة رائعة لا تقل إبداعاً عن قصائد شقيقه. وسمعت الأم تتحدث إلى الحضور شاكرة المضيف على لفتته الكريمة بتكريم ابنيها ومعبرة عن سعادتها بما حققه أبناؤها من مكانة علمية ومؤكدة على دور الأم في توجيه أبنائها لما فيه خير مستقبلهم الذي هو خير الوطن وأهله. تذكرت وقتها قول الشاعر حافظ إبراهيم: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق.
تحية شكر وامتنان للوالدة التي أدت رسالة الأم بما يرضي الله والضمير. وتحية للشابين عصام مرزا بخاري ـ في طوكيو ـ وشقيقه وائل مرزا بخاري ـ في جدة. وتقدير وإكبار لرائد الصالونات الأدبية الشيخ عبد المقصود خوجه. وعلى أمل تكريم هذه الوالدة في واحدة من الاثنينيات لتكون حافزاً لزوجاتنا وبناتنا في تقديم شباب للمجتمع متسلح بالعلم والمعرفة ليعيدوا لأمتنا أمجادها ومساهماتها في تحقيق مستقبل أفضل للبشرية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :395  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 107
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج