شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

الرئيسية > سلسلة الاثنينية > الجزء الرابع والعشرون (سلسلة الاثنينية) > حفل تكريم سعادة الأستاذ الدكتور حسان بن يحيى رفه (اثنينية - 309) > كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، يلقيها نيابة عنه سعادة الأستاذ حسين عاتق الغريبي
 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه يلقيها نيابة عنه سعادة الأستاذ حسين الغريبي))
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على سيدنا وحبيبنا وقدوتنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأستاذات الفضليات
الأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن نلتقي هذه الأمسية سعادة الأخ الأستاذ الدكتور حسان بن يحيى رفَّه، استشاري القلب، وأحد الرواد الأوائل في بلادنا ممن أسهموا في اقتحام هذا التخصص الدقيق، فأهلاً وسهلاً ومرحباً به بين محبيه وعارفي فضله.
يؤرخ كثيرون منا لعام 1967م بأنه عام النكسة، وهذا صحيح بالنسبة إلى عالمنا العربي المسكون بالانكسارات والأسى، غير أن العالم بصفة عامة كان يشرئب في تلك السنة إلى فتح طبي كبير وهو إجراء أول عملية قلب مفتوح، ذلك الأسلوب الطبي الذي أسهم في إنقاذ حياة آلاف البشر على امتداد الكرة الأرضية، وشكل أملاً لملايين المرضى الذين يتعرضون يومياً لأمراض القلب التي تستدعي تدخلاً جراحياً.. وأحسب أن الضوء الباهر الذي أحدثته تلك التقنية قد أثر بصورة ما في مسار حياة ضيفنا الكبير الذي أنهى دراسته الجامعية في كليتي الطب بكل من بازل وبرن في سويسرا عام 1970م.
ولعلنا نذكر قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
(دقات قلب المرء قائلة له
إن الحياة دقائق وثوان)
فالدقة السويسرية المشهود لها في مجال صناعة الساعات، والأدوية، وغيرها، قد انعكست بطريقة إيجابية على مشاعر ضيفنا الكريم الذي أخذ في حساباته دقات القلوب، وانسياب الدماء في شرايينها، ودقات الساعة التي تلقى العلم بين رواد صناعتها، فجاء مزيجاً فريداً في العطاء الخير لوطنه ومواطنيه، ومن المشهود لهم في الساحة الطبية، وضمن تخصصه الدقيق الذي يعتبر من أندر التخصصات.
إن الاثنينية عندما تكرم هذا العالم الجليل، إنما تكرم في شخصه كل الذين يبذلون علمهم وفضلهم لخدمة مواطنيهم، وليس بدعاً أن نكرمه لأن التكريم في مبناه ومعناه عبارة عن كلمة شكر نزجيها بكل امتنان لمن وهبوا حياتهم لجعل الحياة أكثر جمالاً ونقاء من المكدرات التي من أهمها المرض، نسأل الله العفو والعافية والمعافاة الدائمة.. وقد كان لاثنينيتكم وقفات مماثلة منذ عامها الأول، أي إنها لم تقتصر على تكريم الأدباء والشعراء والمتعاملين مع الكلمة فقط، بل شرفت بتكريم أصحاب المعالي والسعادة الأساتذة: العميد طارق عبد الحكيم بمناسبة انتخابه للمرة الثانية لرئاسة مجمع الموسيقى العربي في القاهرة، وعبد الله كعكي وهو من روّاد تحكيم كرة القدم في المملكة، والمهندس محمد سعيد فارسي عن إنجازاته حين كان أميناً لمدينة جدة، والعقيد شحات مفتي عن إنجازاته حين كان مديراً لمرور جدة، والمهندس زياد أحمد زيدان بمناسبة فوزه بمشروع معهد العالم العربي في باريس، والدكتور ربيع دحلان لمنجزه في إمارة منطقة مكة المكرمة، واللواء صالح طاهر فاضل وما قدمه في مجال الشرطة، والدكتور ناصر محمد السلوم بمناسبة حصوله على لقب رجل الطرق، والمهندس عمر عبد الله قاضي عن إنجازاته في أمانة العاصمة المقدسة، والدكتورين مصطفى معمر وإبراهيم عالم بخصوص رحلتهما العلمية لمجاهل القطب الشمالي، والدكتور سيد فهمي كريم لجهوده في تخطيط مدينة جدة، والشيخين هشام محيي الدين ناظر ومحمد أباالخيل كرجلي دولة لهما بصمات واضحة في مسيرة الخير التي انتظمت هذا الكيان الحبيب، والدكتور محمد علي البار في مجال الطب وقد واكب تقنية الاستنساخ وما أثارته من تساؤلات، والدكتور حسان شمسي باشا، استشاري القلب وصاحب المساهمات الفكرية والأدبية المقدرة، والدكتور هاشم يماني وزير التجارة والصناعة بمناسبة انضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية، وهذه السلسلة من الأعلام الأفاضل سوف تزيد بمرور الوقت لأن كلمة الشكر لا تقف عند عتبات الشعر والأدب، بل تتسع دائرتها لتشمل كل مرافئ الإبداع الإنساني في المجالات كافة إن شاء الله.
لضيفنا الكريم محطات بارزة في حياته العلمية والعملية، نذكر منها دوره المحوري في نشاط الجمعية الخيرية لأصدقاء القلب، التي شرفت برئاسة معالي الأخ الدكتور محمد عبده يماني، وسعدت بمعاضدته نائباً له، وتحمل ضيفنا الكريم عبء أمانتها العامة لما يقرب العشرين عاماً، مضحياً بوقته وجهده وماله من خلال اجتماعاتها الطويلة والمتتالية، ودعم كل ذلك بإجراء آلاف العمليات في مجال القلب المفتوح والمقفول، وتقوية عضلات القلب، داخل المملكة وخارجها في كثير من الدول الصديقة والشقيقة.
هذا العالم الجليل الذي نشرف بتكريمه الليلة لم يعرف قط معنى ((الأنا)).. فتراه متواضعاً لله، حاسر الرأس عند كل موقف يستدعي الزهو والتباهي بعلم أو فضل، كأنما يطرق سمعه باستمرار قول الشاعر جبران خليل جبران:
ملأى السنابل ينحنين تواضعاً
والفارغات رؤوسهن شوامخ
إن المتتبع للسيرة الذاتية لضيفنا الكريم يصل إلى قناعة بأنه أمام إنسان متميز علماً وخلقاً وأدباً، وما يعرفه عنه زملاؤه ومعاونوه أكثر بكثير من أن تحيط به صفحات السيرة الذاتية، ذلك أن المجال العلمي وخصوصاً الطب يجعل عاشقه متبتلاً في صمته والبعد عن الأضواء، إلا أنه ينبري لهموم الناس متى ما نادى المنادي وسنحت الفرصة، فيخرج لا يلوي على شيء لإغاثة من يسأل العون ومد يد الأخوة الإنسانية في كل زمان ومكان.. وهكذا نجد ضيفنا الكريم متواصلاً مع هموم مجتمعه، بل يتعدى ذلك للهم الإنساني في كثير من ساحات العطاء بلا حدود تفصل عرى الإنسانية.. وليس ذلك بغريب على تنشئته وبيئته التي رضع منها مكارم الأخلاق في أرض الطهر والجلال، مهبط الوحي، ونور الرسالة، فأهلاً وسهلاً به مجدداً بين محبيه وعارفي فضله.
سعداء أن نلتقي الأسبوع القادم بمشيئة الله للاحتفاء بالمدرسة الصولتية في مكة المكرمة، التي حملت لواء التعليم كأول مدرسة نظامية على امتداد الجزيرة العربية تأسست عام 1290هـ أي منذ 137 عاماً، قاد مسيرتها علماء وتربويون أفاضل، واستمرت في أداء رسالتها السامية حتى يومنا هذا، ونأمل أن تستمر قروناً قادمة بمشيئة الله.. فإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: أيها الإخوة يسرني أن أنقل لاقط الصوت إلى معالي الدكتور محمد عبده يماني العلامة والمفكر الإسلامي المعروف ووزير الإعلام السابق.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1775  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 242
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.