شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
هي والزهور
ـ والشاب الغزل دخل إلى حديقة ففاح عبير الورد وشذى الياسمين وأريج الفل.
لم يختلط عليه العبير، فأنشد:
حمراء أو صفراء إن كريمها
كالغيد كل مليحة بمذاق
أقبل على الورد يشمه، وعلى الياسمين يضمه، وعلى الفل يجمعه، ينظم قلادة منه وسأل نفسه..
هل الورد والياسمين والفل يعرف كل منها ما يفوح منه من عبير وأريج، أم أن كلاً منها سخر للعطاء وحرم المعرفة لئلا يبخل بالعطاء؟
فقد تخيل أن الورد ومن إليه لو يعرف كنه ما يعطي وقيمة ما يؤخذ منه لبخل بالكثير. ولكن عطاءها دون عمد أو من قد أخذ به عطاء الإِنسان له يزرعه، ينميه، يقتنيه، يقطر منه العطور. فعطاء هذه الزهور تأخذ به عطاء الإِنسان لها. دون شعور بالمقايضة ودون التلاحي بالمساومة، كأنما هذه الزهور تزف لها الفرحة كلما قطفت، وتزداد فرحة كلما صنعت واستراح الفتى قليلاً يقول لنفسه. ما هذا التخريف؟
وسمع صوتاً فإذا هي هي، تقول له.. أي تخريف أردت؟
أحين نظرت إلي فاجأتك بالحضور تشعر برعشة الوصل تحسب أنك في أحلام اليقظة؟
إني أرفض التخريف، فأنا اليقظة أمامك مجسدة.
قال.. دعك من التخريف فما قصدت المفاجأة، بل إنها أيقظتني من أن أتغزل بالزهور.
وأخذ يحكي لها ما قاله عن الورد، فقالت: لم يكن ذلك تخريفاً، وإنما كان هو التعريف، أوضحت به مشاعري نحو الجمال. لو كان في غير الورد غزلك لاعتزلتك الآن.
ولكن الورد هوانا فيه، وهو لا تجده إلا فيّ فكله بعضي.. وأنا إن كنت بعضه فيعني ذلك أني العبير قال.. لقد ثملت بسكرين سكر ما عزفته الزهور، والسكر الآخر ما تناغيت به، فالمناغاة للزهر هي فاتحة القصيد تناغيني أنت بها.
وسارا معاً إلى عش الحليل والحليلة، فلم يكونا الخليل والخليلة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :581  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 421 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

المجموعة الكاملة لآثار الأديب السعودي الراحل

[محمد سعيد عبد المقصود خوجه (1324هـ - 1360هـ): 2001]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج