شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
إلى الأستاذ عبد اللَّه بن خميس
ـ غبت لا ألقاك طويلاً، كأنما حابس الفيل هو الذي يعجزني عن لقائك. ولعلّي لا أستكثر عليك مكنون ودي وجزيل احترامي، ذلك أنك أنت الذي ابتدأ وثق أني لم أنته.
ذكرتك اليوم وقبل أكثر من يوم جمعة وأن أسمع حديثك تجيب على من يسألك ((من قائل هذا البيت)). ترصدت أن أسمعك كأني وظفت نفسي أتعلم منك. فأنت في هذا الحديث بعثت الحياة للشعر الشعبي الذي كاد أن يموت من كثرة ما غفلنا عنه من شدة الإِهمال له، من تفاهة الإغضاء عنه، أنت بعثت الحياة لا لأنك ناشره فحسب ولا لأنك ذاكره أيضاً، وإنما لروعة الجرس في رنين هذه البداوة فيك، فشعرنا الشعبي أو النبطي كما يسمونه فيه عراقة البداوة تخفي عراقة الحضارة في هؤلاء الشعراء. فالكلمة العربية لها جرس بديع، وحين أسمعها منك يتراقص المفهوم أمامي حين تهتز النبرات منك بذلك المنطوق.
ـ إن الشعر النبطي أو الشعبي ميراث وتراث في آن، وما زال يتغنى بالأطلال، والتغني بالطلل البالي منزع حضاري فيه الحنين إلى البئر إن ذكرها شاعرنا الآن فقد كان حافرها بالأزميل أصحاب الرس الأنباط.
ولئن تغنى بالدمن والربع فقد أعرب عن حنينه إلى الذين بنوا الآثار العامرة ليس عمرها سبعة آلاف سنة كعمر الأهرام، وإنما عمرها في كل ((حجر)) سواء كان حجر ثمود أو حجر اليمام أو حجر حمير أو حجر ((سلع)) البتراء.
إنك حين أحييت هذا الميت الذي لم يقبر إنما تحيي ثقافة جديدة أدعو إلى أن يدرس هذا الشعر في جميع الكليات الأدبية. فالشعر ديوان العرب كما هو قول عمر بن الخطاب أو قول عبد الله بن عباس لنافع بن الأزرق - رضي الله عن عمر وعن الحبر وأبيه.
فلئن كنت قعيدة البيت في أكثر من وقت لست ((قعدياً)) أنام عن الحرب في سبيل التراث، فرسالتي إليك أقود بها كتيبة تتواكب معك لأنك زعيم كتيبة. أحييك لأحيا معك سامعاً لجرسك، ولعلّ السائلين يقلون أو يكلون، فاطرح أنت أسماء من عندك تسألك، وإني لأسألك عن قائل هذا البيت:
ستألف فقدان الذي قد فقدته
كإلفك وجدان الذي أنت واجده
ففيه من أنفاس المتنبي، فهل هو له وليس في ديوانه، أم هو لغيره، فقد أهملت، أنا والأستاذ أحمد المبارك، أن نمعن في البحث عنه، وترفعت أن أسأل الأستاذ حسن الكرمي في إذاعة لندن فإذا بي أرتفع بك أسألك.
حاشية
ـ أريد أن أذكر أخي الأستاذ عبد العزيز الرفاعي بأننا قد أخطأنا في نسبة الشيخ عمر حمدان حين قلنا المحرزي، بالزاي، بينما هو المحرسي، بالسين. كما أوضحه لي الصديق عبد الله بلخير، لأنه عرف ذلك من معرفته لابن الشيخ واسمه مالك الذي احتفل به الرئيس بورقيبة وأكرمه:
وهو بالسين نسبة إلى مدينته في تونس ((المحرسة)).
 
طباعة

تعليق

 القراءات :945  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 377 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج