شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مجاعة الثقافة يا حملة الشهادات
ـ وتخطينا مجاعة العلم، فما أكثر المدارس وما أكبر الجامعات وما أكثر الدكاترة حاملي الشهادات العليا، ذلك أمر ينبغي أن نصادقه ووضع أن يصدق في عطائه للقارئ. إن العالم ((بكسر اللام) يعطي الدرس ويلقي المحاضرة ولكن المسجد والمجلة والجريدة تطلب من الأستاذ الجامعي أن يكون مع الناس، فإن تحركه للناس يعطيه فرصة الظهور بل ويعطيه أن يساهم في زوال المجاعة الثانية، فإذا قلنا قبل إننا قد تخطينا مجاعة العلم فإننا الآن نعيش مجاعة الثقافة. فقد يكون المثقف عالماً وقد يكون العالم مثقفاً ولكن بعض العلماء غير مثقف وبعض المثقفين غير عالم. ومن قرأ منطق ((إيسا غوجي)) يعرف صدق هذا التعريف. فبين العالم والمثقف هذا الفرق يكاد أن يكون عاماً ولا يمنع أن يكون خاصاً.
إن المثقف تحركه ثقافته أن يكون معطاءً لأنه يصبح دائرة معارف، وليس عجزاً من الجامعي أن يجري وراء الرديف، فكثير من الأطباء أصبحوا كتاباً عظاماً ومثقفين عظماء، حتى إن ثقافتهم حين توسعت حصرت التخصص في مجال ضيق، وليس ذلك عيباً فمطلب التخصص أن يكون مفيداً، وزحام الحياة وإلحاح الفكر والمواهب غيّرت الأستاذ المتخصص في أي فرع من فروع التخصص فجعلته المثقف الذي يتكلم عن تخصصه ويتوسع في الكلام عن تخصص الآخرين.
إن مجاعة الثقافة التي نعيشها ولا أريد أن أحرج أحداً أو أجرح آخرين - تجعل بعض الناس لم يتخط حدود التخلف، فالعلم تقدم ولا شك، ولكن الثقافة إقدام يسعى به التقدم إلى آفاق أوسع.
ومن يعطينا الثقافة؟ هما اثنان.. القارىء والكتاب ولن تجد الكتاب إلا إذا وجد المؤلف وإلا إذا وجد الجماع الذي يقتني الكتب، وقد يعتذر بعضهم بأنه قد يحرم من كتاب ينبغي أن يقرأه وهذا عذر وارد، لكن لو تطلعنا إلى مسيرة الزمن لوجدنا أننا نحن ((جيل التجربة)) ومنا مثقفون وكنا نعيش الحرمان من الكتاب قد ولينا وجهنا إلى التراث، ثم جاءت الفسحة فإذا نحن نقرأ المجلة والجريدة والكتاب.
وكنا في ضمان الثقة في أنفسنا وفي من له الحق أن يمنعنا فلم نجد مخافة أوروبية، ولو سألتم عن الأستاذ حسين سرحان ولو أجبتكم عن حمزة شحاته لقلت لكم إنهما من كبار القراء، ذلك أنهما مثقفان، فالثقافة في أول خطوة تجر القارئ إلى الخطوات المتسعة، فهؤلاء المثقفون من جيلنا - جيل التجربة - لا يزالون في نظر من قرأ لهم ومن عاشرهم أنهم لم ينجرفوا بما قرأوا ولم ينحرفوا عن مبادئهم بأي كتاب قرأوه، فقد أمدهم الكتاب المخالف بمعرفة السلبيات لتثبيت الإِيجابيات. فالمثقف ينبغي أن يقرأ الإِيجابيات والسلبيات، فمعرفة السلبيات ثقافة تعطي القارئ النجاة من الإِنحراف.
أشبعونا ونحن نعيش مجاعة الثقافة يا حملة الشهادات العليا.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :612  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 369 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثاني - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (2): 2007]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الخامس - حياتي مع الجوع والحب والحرب: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج