شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
عنجهية العصر الفيكتوري
ـ وحين أعلنت اللجنة السباعية العربية المنبثقة عن قمة فاس المسيرة إلى لندن تزورها كعضو دائم في مجلس الأمن كأحد الدول الخمس مالكة ((الفيتو))، حين ذلك لبست مارجريت تاتشر الرئيس لمجلس وزراء بريطانيا عنجهية العصر الفيكتوري، فقالت: إن عضواً من منظمة التحرير لا يمكن استقباله ((لأن هذا لا يرضي بريطانيا))، فلقد كانت عبارة ((لا يرضي بريطانيا)) أسطولاً إمبراطورياً يعبر البحار في كتاب مخطوط موقع بلقب ((خادمكم المطيع)). أما وزير خارجية بريطانيا فرانسيس بيم فقد لبس قبعة ((غلادستون)) وجلباب ((دزرائيلي)) ومجد ((لويد جورج)) فتعنجه هو الآخر كأنما انتصاره في ((الفوكلاند)) أعطاه ذكرى انتصارات بريطانيا في حروب المستعمرات. ولكن ما تصرفت به السياسة قد نالت منه التجارة، فأسرع الوسطاء.. لورد كارنجتون الذي أصبح داعية تجارياً ولورد آخر وشركات أخرى وسياسيون آخرون، فقد أرجف بهم خوف أن يحرمهم العرب من الشراء ومن التعامل مع الخبراء والأطباء فكلهم أخذ يسعى لتخفيف ما أتت به السياسة، فلقد أسرعوا قبل أن يسرع العرب أعني أن رد الفعل في داخل بريطانيا قد أظهروه ليحولوا دون وقوعه إذا ما تفاءلنا أو يختبروا متى يقع أو كيف يقع أو هل سيقع من العرب ما يشعرهم بالغاندية الجديدة.
وعلى كل حال فإن التراجع البريطاني قد بدأت ظواهر جديدة له تحول دون المقاطعة، ولكن هل تصوت بريطانيا مع القرار في مجلس الأمن؟!
الإجابة ستكون بعد. أما الذين سيصوتون كما عودونا فالدول الثلاث إذا ما ثبت موقف فرنسا على ما أعلنت، أما الولايات المتحدة فلا أحسب أنها إلا وتستعمل حق الرفض وإن سايرت مبادرة ((ريجان)) امتنعت عن التصويت إلا إذا سلكت الولايات المتحدة أحد طريقين:
طريق الجد مع السلام، أو الطريق الآخر ليكن القرار وإسرائيل لن تنفذ!
إن بريطانيا فيما صنعت مقيدة بوعد بلفور وذلك أسوأ ما فعلت، وأحسبني وقد رضيت كثيراً عما تعلمته من شيخنا محمد عبد القادر الكيلاني الجزائري المصري التركي اليوناني المدني فقد تعلمت أن العرب ليس لهم صديق إلا بريطانيا، ولكني اليوم لا أرتاح إلى هذا الرضى ويرحم الله أستاذنا فقد كان صادق المنزع وإن فاته صواب الرأي فيما علمني.
 
طباعة

تعليق
 القراءات :590  التعليقات :0
 
الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 337 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.