شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تفريغ الأرض
وكان الاستعمار القديم قد أبقى على إنسان الأرض لا يبعثره، ويحول دون أن يكون لاجئاً لأرض أخرى، لأنه يمارس الاستغلال المزدوج، إنتاج الأرض وجهد الإنسان. حتى إذا بقي الإِنسان حارب عن استقلاله فأنقذ نفسه وأرضه.
إن هذا الاستعمار القديم وقد استحوذ على الأرض قد جهد أن يستحوذ على الإنسان. أما الاستعمار الجديد سواء كان استقطاباً أو غزواً فقد سار على خط جديد، هو يريد الأرض يحتلها، يريد العميل الواحد ويأخذ بكل وسائل الجور والظلم والطغيان خطه الجديد في تفريغ الأرض من سكانها. يريد التوسع، فهو باحتلال الأرض يزرع فيها الكثير من شعب هذه الإمبراطورية الغازية، فبهذا الجور قد فر إنسان الأفغان لاجئاً، وفر إنسان إريتريا، وسيفر إنسان تشاد.
لقد سبقت إسرائيل الاتحاد السوفياتي، فهي في فلسطين وفي لبنان أيضاً تمارس بكل الطغيان تفريغ الأرض من إنسانها، بالجور يفر الهاربون من العذاب، وبالإغراء يفرّ الشباب، يجدون من أوروبا الغربية وأمريكا المجال الواسع، يجد فيه شباب فلسطين مصير المعيشة.
من هنا قلنا من قبل إن الاستعمار القديم قد ألّف بين الشعوب المستعمرة، وفرّق بين الإمبراطوريات المستعمرة، فكان خيراً من الاستعمار الجديد. أما الاستعمار الجديد أو الاستقطاب فها هو قد قسّم الأرض أشطاراً وفرّق الإنسان أوزاعاً. وحين تفرغ الأرض من إنسانها فإنه لا مقاومة ولا استقلال.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :584  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 283 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء العاشر - شهادات الضيوف والمحبين: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج